فمصر هي منبع الخير ومصدر النماء ورمز الحضارة.
فإن كان العالم عقدا ً فمصر حبته النضيدة .. وإن كان العالم بستانا ً فمصر زهرته الفريدة .. وإن كان العالم كتابا ً فمصر فكرته المجيدة.
لم ينس الكتاب ذكرها .. ولم ينس الشعراء مدحها.. ولم ينس القصاص قصتها.. وها هو الدور يأتي على الدعاة لمدحها.
وكان المدح هذه المرة على لسان الداعية الخلوق.. والخطيب المفوه.. والشاعر الفذ فضيلة د/ عائض القرنى.
فماذا قال عن مصر؟
وكيف ترنم في مدحها؟
وكيف تغنى في حبها؟
تعالوا بنا لنعطر الأسماع ونبهج الأنظار بما أفاض وأجاد وأفاد في حب مصر المحروسة.
يقول الشيخ الجليل:
" مصر التاريخ والحضارة والبسالة والأصالة .. مصر هي قصيدة طويلة وقصة موحية.. إن كنت شاعرا ً فأمامك الشعراء.. وإن كنت مهندسا ً فأمامك المهندسون.. وإن كنت عالما ً فأمامك العلماء"
" أمير الشعراء من مصر .. وكبير العلماء من مصر.. وكبير الكتاب من مصر "
"مصر هي أمة "اشرح" هي "أمة الأنس".. أمة قرب من الناس "لهم رحما ونسبا" .. لهم تاريخ طويل وسجل في وسط العالم مصر في عين العاصفة هي عنوان الكتاب واجهت الصهاينة والانجليز والفرنسيين فصدتهم جميعا"
المصري طيب وصاحب نكته
"المصريون قلوبهم طيبة.. ليس لدى المصري نية أخرى يضمرها لك.. فالذي على قلبه على لسانه"
يقول الإخوة السعوديون عن المصريين:
" لقد أخجلنا المصريون بحسن أخلاقهم وكرمهم"
يقابلك الواحد منهم فيبدؤك بالحديث والتحية.. فإذا حييته حياك بأحسن منها.
والمصري صاحب نكته ودعابة .. في قلب العاصفة يضحك.. وفى قمة الأزمة يضحك .. تسوء الدنيا ويضحك.. تأتى المصائب ويضحك.. يفتقر ويضحك.
فالمصريون يصدرون النكتة إلى العالم
علماء ظرفاء
يمتاز العلماء المصريون بخفة الدم وجميل الطرفة.. فمنهم على سبيل المثال العالم الجليل "محمد أبو زهرة" .. حيث كان في إحدى محاضراته يتحدث عن حقوق المرأة.. فقامت امرأة من آخر الصفوف سمينة جدا ً وبدينة للغاية .. وقالت يا شيخ يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): " رفقا بالقوارير"
فقال الشيخ أبو زهرة: نعم قال "رفقا بالقوارير" .. ولم يقل "رفقا بالبراميل"
وحدث ذات يوم أن الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق كان يجلس أمامه أحد الطلاب الأفارقة يتلو عليه القرآن الكريم.. ومن المعروف أن الأفارقة ينطقون الحاء هاء فقرأ الطالب الأفريقي قول الله عز وجل " وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ" قرأها "وانظر إلى همارك".
فتعجب الشيخ وقال له: ماذا تقول؟
فقال الطالب: أقول وانظر إلى همارك.
فأومأ الشيخ برأسه وأخذ يتأمل في الطالب ويديم النظر إليه.. فتعجب الطالب من إدامة الشيخ النظر إليه فقال:
ماذا يا شيخ ؟.. ماذا ؟
فقال الشيخ رحمه الله: امتثل أمر ربى الذي قال " وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ "
والشيخ كشك عليه رحمة الله صاحب الظرافة والدعابة.. يقول عن توفيق الحكيم متهكما " توفيق الحكيم.. حيث لا توفيق ولا حكمة"
مصر بلد العلم والعلماء
مصر الحاضر ومصر الماضي والمستقبل مصر.. بلد الأدب والعلم والفن.. خرج منها النجباء سواء وافقتهم.. أم خالفتهم مثل العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم وأنيس منصور وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي والمازني.. فتجد عندهم البراعة سواء وافقوا الحق.. أم خالفوه
ومنهم الأديب الكبير/ محمود شاكر الذي نال جائزة الملك فيصل على كتابه "المتنبي"
ومنهم الشيخ/ أحمد شاكر المحدث الكبير الذي هو في درجة الألباني
وتجد المصري يبدع أكثر وأكثر إذا خرج من بلده.. حيث الحرية والانطلاق والتحفيذ والتشجيع.. مثل د/ أحمد زويل والشيخ/ زغلول النجار وفاروق الباز.. وغيرهم لما خرجوا من مصر صاروا نجوما ً.. وحصل بعضهم على جائزة نوبل
ولما ذهبنا إلى أوربا وأمريكا.. حيث المراكز العلمية وجدنا هناك المصريين أول من استقبلنا .. وأول من حمل رسالة الإسلام هنا وهناك.
الشعب المصري متدين بالفطرة
ومن الطبائع الجميلة في الشعب المصري أنه شعب متدين بالفطرة .. يحب الإسلام حبا ً عظيما ً.. حتى من زل منهم يحب الإسلام تذهب إلى مصر.
فتجد المآذن والمساجد .. وعندهم الصبغة الدينية حتى في الأعراس والمآتم يقرأ القرآن الكريم .
منهم كبار القراء المشاهير الشيخ/ الحصرى والشيخ/ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ/ المنشاوى .. حيث مدارس القرآن النابغة.
وتجد المصري صاحب عاطفة جياشة عند سماع القرآن الكريم.. فيصدرون الآهات عند سماع صوت القرآن الندى الجميل والأداء الحسن.
طرفة مصرية
يحكى أن رجلا ً إيطاليا زار مصر .. فاستمع إلى صوت الآذان وكان المؤذن صاحب حنجرة ذهبية جميلة فتأثر الإيطالي بحلاوة صوت المؤذن .. فسأل عن حقيقة الصوت فترجموه له.. فأحب الإسلام وأسلم.
وعرف الناس أنه أسلم بسبب جمال صوت المؤذن .. وبينما الإيطالي يتنزه في شوارع القاهرة وهو يركب عربة حنتور سمع صوت مؤذن مفزع بشع فأخذ سائق الحنتور يضرب في الحصان الذي يجر الحنتور .. حتى يجرى ويذهب بعيدا ً كي لا يسمع الإيطالي صوت المؤذن المفزع.
أخذ سائق الحنتور يضرب في الحصان ويقول: "حا.. حا الخواجة هيكفر.. الخواجة هيكفر"
مصر بلد الخير والنماء
مصر بلد الزراعة.. فيها الطعام الجيد.. والكتاب الجيد.. والطباعة الجيدة
ما يزرع الآن من مصر لا يصل إلى 20% .. برغم كل هذا الخير
وفى عام الرمادة لما حدثت المجاعة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب استغاث عمر بن الخطاب بعمرو بن العاص والى مصر .. حيث كتب له يقول: "واغوثاه .. واغوثاه.. واغوثاه" .. مستغيثا بأهل مصر لكثرة خيرها.
فرد عليه عمرو بن العاص قائلا ً: " والله لأرسلن إليك قافلة.. أولها عندك وآخرها عندي"
فأرسل إليه قافلة محملة بالخيرات والأرزاق والحبوب والملابس .. فكانت خير عون للمسلمين.
وصدق الله العظيم عندما حكي عن آل فرعون قائلا ً: " كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ" يقصد مصر بجناتها وعيونها ونعيمها.
فمصر أرض الخصوبة والنماء.. أرض الماء والتربة الجيدة والقوى البشرية الجيدة
مصر مستقبل واعد
إننا ننتظر من مصر المزيد من التقدم .. ونتوقع لها أن تكون في مقدمة الأمم
ولم لا؟
إننا نطرح سؤالا ًمشروعا ًطرحه المصريون أنفسهم
لماذا لا تكون مصر من مصاف الدول المتقدمة ؟!
فمصر الماضي والحاضر والمستقبل.
مصر زويل.. ومصر الباز.. ومصر زغلول النجار.. ليس التقدم عنها ببعيد
مصر أول من سبقت العرب في التقدم والحضارة.
مصر حطمت خط بارليف ودكت اليهود.. وكل بيت في مصر قدم شهيدا ً وعلى رأسه تاج.
وأقولها للحقيقة والتاريخ إن النهضة التي تشهدها دول الخليج قد ساهمت مصر فيها بنصيب كبير.
فسلام وتحية إلى مصر وأهلها
أرض البطولات والأبطال
وهذا ما حدثنا به الزمان عن مصر
ساحة النقاش