لا يختلف احد أن من أهم وظائف الديمقراطية هي إدارة الصراع السياسي بشكل سلمي ويكون محل التنافس هو خدمة المجتمع ويكون صندوق الإنتخابات هو طريق الوصول إلى السلطة او الفصل في القضايا المختلف فيها وإرادة جماهير المجتمع تُمثل الشرعية العليا للدولة , فإذا ما قال الشعب كلمته وأصدر صندوق الإنتخابات حكمه في عملية ديمقراطية سليمه وجب على جميع الفصائل السياسية أن تنزل على هذا الحكم وتحترم هذه الإراده .. وهذا ما وصل إليه الرقي الإنساني


إما أن تذهب بعض النخب السياسية إلى خلاف ذلك ونحن في أول تجربة ديمقراطية حقيقة في مصر( تجربة الإستفتاء ) فتُعد سابقة خطيره لها ما بعدها فكأنما تُريد أن تئد العملية الديمقراطية وهى في مهدها... وعندما يشن الإعلام المصري الغير محايد هذه الحمله المسعورة للإنقضاض على إرادة الجماهير ويتعمد التدليس البين ولي الحقائق الواضحة فهذا مما لا شك فيه يهدد أمن المجتمع وسلامته بل ويهدم قيمة الديمقراطية في نفوس الجماهير وينشر البلبة والتشكيك في كل شئ


فهل تريد النخب السياسية ومن يملك وسائل الإعلام أن ترجع بنا إلى عصور الظلام التي كانت تحتكم إلى القوة لفرض رأيها , وحيث كانت القوة والإنقلابات المسلحة فقط هي طريقة الوصول إلى السلطة وبمقدار ما تملك من عتاد وسلاح تستطيع أن تفرض رؤيتك على المجتمع , 
كنا نسمع كثيراً بعض الإتجاهات - التى كنت أصفها بالمتشددة - تراهن على إن كل النخب السياسية صاحبة التوجهات العلمانية واليسارية والليبرالية تتشدق بالديمقراطية وتتغنى بها طالما كانت في صالحها أما إذا كانت خلاف ذلك فإنهم ينقلبون عليها ويطبقون ما كانوا يرمون به التيار الإسلامي قديماً بمصطلح ديمقراطية السلم أو ديمقراطية المره الواحده وتراهن هذه الإتجاهات أنه لن يجدي معهم حوار ولا نقاش ولن يجدي إلا القوة والسيطره بالسلاح (وهو ماكنت أرفضه شخصياً وكنت أقول إن التغيير يأتي من القاعدة وأرفض التغيير الفوقي )


فهل هذا حقاً ما تذهب إليه النخب السياسية والإعلامية في مصر ؟ وهل هذا ما يريدونه لبلدنا في المرحلة المقبلة بإنقلابهم على نتيجة الإستفتاء الذي خرج إلية نحو عشرين مليون مواطن مصري يشعرون بالتغيير والحرية ولأول مره يشعرون أن صوتهم له قيمة .. عشرين مليون اصطفوا في طوابير في جميع شوارع مصر ليدلوا بشهاداتهم على مرأى من العالم كله في انزه عملية ديمقراطية في تاريخ مصر كله 
فهل بعد سنوات من القهر والتزوير والإستخفاف بإرادة الجماهير سيسمح المجتمع لأحد أن يسفه رأيه ؟


وماذا تريد النخب السياسية  من الشعب ليدافع عن إرادته وخياراته بعدما ذاق الأمرين على يد من لايحترمون الديمقراطية وذهبوا لتزوير إرادته في كل مره .. فهذا ما أخشى أن تُثبته الأيام القادمه .

وأخيراً فإنه ليس المطلوب من الشعب أن يحمل السلاح ليدافع عن إرادته ... ولكني قصدت أن اذكر بسلوك الشعوب قبل العمل بالديمقراطية حيث أنه كانت القوة المسلحة فقط هي وسيلة تداول السلطة ولا يوجد غير العنف والإنقلابات فبعد أن عانت الإنسانية من ذلك تطورت إلى شيء اسمه الديمقراطية وأعمل علم السياسة وتطورت الحياة لصورة أفضل إلى إدارة الصراع فإذا نكس السياسيون عن هذا بالضروري المجتمع سيرجع للوراء وسيعود إلى سابق عهده من تناحر وانقلابات وهذا لا يخص المجتمع المصري وحده فهذه قاعدة عامة

 

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 36 مشاهدة
نشرت فى 4 يونيو 2011 بواسطة BADRFOUDA

ساحة النقاش

ابو استشهاد

BADRFOUDA
ندعوا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والى تكوين الفرد المسلم والاسرة المسلمة والمجتمع المسلم والى الحكومة المسلمة والى الدولة المسلمة والخلافة الاسلامية والى استاذية العالم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

121,351