عادت التصريحات الغريبة لدعاة السلفيين تحتل مكانا متقدما في وسائل الاعلام . صاحب التصريحات هذه المرة داعية من الوزن الثقيل اذا جاز التعبير فهوالدكتور أسامة عبد العظيم محمد البطاوي الأستاذ بجامعة الأزهر، وأحد رموز التيار السلفي، الذي اكد أن المظاهرات فى العموم حرام وخاصة تلك التى شهدها ميدان التحرير أيام الثورة، مشيرا الى أن تلك المظاهرات كانت خروجا على الحاكم وهو ما يحرمه الشرع الكريم،.
وتناقلت صحف مصرية تصريحات د.عبد العظيم التي وصفتها بأنها “تجديد الدعوة السلفية فتواها بتحريم الخروج على الحاكم، ومطالبة المواطنين بالسعى لتغيير أنفسهم قبل السعى لتغيير الحكام” بحسب ما نقلته صحيفة الشروق المصرية.
وقال الشيخ أسامة عبدالعظيم -الذي وصفته الصحيفة بأنه أحد رموز “الدعوة السلفية”- خلال ندوة نظمتها «الدعوة السلفية» بالمدينة الجامعية بجامعة الأزهر، خلال الأسبوع الماضي: إن المظاهرات «حرام شرعا»، وخص بالذكر ثورة 25 يناير التى خرجت من ميدان التحرير للمطالبة برحيل مبارك، لأنها سعت إلى الخروج على الحاكم.
وأضاف عبدالعظيم: «تغيير الحاكم بتلك الطريقة التى تمت غير جائز شرعا، فضلا عن اقترانها بالتحرشات الجنسية والمخدرات وترك الصلوات، مما يؤكد أن تلك المظاهرات لم تكن محروسة بالشرع الذى يحرس الخواطر قبل الظواهر».
وتابع عبد العظيم: «العامة والدهماء يمكنهم تنظيم مظاهرة كلما أرادوا شيئا بغض النظر عن صحته كالكفر والشرك»، على حد زعمه.
وواصل عبدالعظيم انتقاده للثورة قائلا: «لا يعقل أن تصل المظاهرات إلى حد زحف المتظاهرين إلى قصر العروبة للمطالبة بتنحى الرئيس مبارك أو مهاجمة القصر والاعتداء عليه»، مؤكدا أننا لم نبحث عن وجوب تغيير أنفسنا حتى نقدر على تغيير الحاكم بمعونة من الله تعالى.
ورغم إقرار عبد العظيم بعدم عثوره على نص بأن المظاهرات تعد خروجا على الحاكم أو أنها حرام شرعا فإنه حرمها باعتبارها ممهدة للحرام (الخروج على الحاكم) قائلا: بعد البحث عن شرعية المظاهرات في الكتب العلمية لم نجد فيها ما يؤكد اعتبارها خروجا على الحاكم، ولكن العلماء اعتبروها طريقا ممهدة لذلك، وقرروا حرمتها فلا يعقل أن تصل المظاهرات إلي حد زحف المتظاهرين إلي قصر العروبة للمطالبة بتنحي الرئيس المخلوع مبارك”.
وأكد عبدالعظيم أن شيئا لم يتغير بعد نجاح الثورة وأن مصر مازالت تعانى فى كل المجالات.
من جانبه نفى الباحث في شئون الجماعات الإسلامي علي عبد العال أن يكون د.أسامة عبد العظيم منتميا للدعوة السلفية –أكبر التنظيمات السلفية في مصر، وذلك لأن الدعوة السلفية صارت علما على مدرسة الإسكندرية السلفية التي يعد الشيخ عبد المنعم شحات متحدثا باسمها، وتضم فيمن تضم الشيخ محمد إسماعيل المقدم والشيخ ياسر برهامي وآخرين، مضيفا.. الدعوة السلفية ربما تحترمه وتجله، ولكنه ليس أحد رموزها كما أورد ت الصحف .
وأضاف عبد العال: “الدعوة السلفية التي انطلقت مدرستها من الإسكندرية لها موقف واضح من مسألة الخروج على الحاكم، حتى قبل ثورة 25 يناير، وهو ما قاله الشيخ المقدم والشيخ برهامي أكثر من مرة في دروسهم، وهو أن الخروج على الحاكم ليس حراما مطلقا وأنه جائز بشروط، وأن المنهج الإسلامي يتشدد في شروط الخروج على الحاكم بالسيف والسلاح لما يتوقع أن يكون من ذلك مقتلة بين المسلمين”.
وعادة ما يرفض الشيخ أسامة عبد العظيم بعض الوسائل التكنولوجية الحديثة باعتبارها حراما بحسب ما ينقل عنه بعض طلابه الذين درسوا عليه بالجامعة، ومن بين هذه الوسائل التي لا يقبلها عبد العظيم التليفزيون والقنوات الفضائية، ولذلك تندر له مقاطع الفيديو وينعدم ظهوره التليفزيوني، وهو ما يدفع البعض لاعتبار عبد العظيم صاحب أفكار خاصة تختلف عن آراء السلفيين.
ساحة النقاش