إن تصميم النظام الانتخابى يزيد من زخم التغيير السياسي وتشجيع المشاركة الشعبية وتمكين ظهور الممثلين الشرعيين القادرين على التعامل مع حزمة واسعة من الاحتياجات والتوقعات على الفور أو فى المستقبل وتحقيق آمال وطموحات الناخبين .
ولكى تنجح عملية تصميم النظم الانتخابية يجب أن تبنى التفاهم والثقة ليس فقط بين الساسة وإدارة الانتخابات، ولكن أيضا بين منظمات المجتمع المدنى والمقترعين ولاسيما بين مواطنى البلد المتطلعين الى الاصلاح الديموقراطى.
وتصميم النظم الانتخابية يجب أن يراعى العمل فى الأوضاع الراهنة والمستقبلية فى المواقف والسلوك الانتخابى كحوافز للتغيير، ويمكنها أن تسهم فى تطوير ديمقراطية مستقرة وقادرة على إحداث تبادل سلمى للسلطة أو أنها يمكن أن تكون حجر عثرة أمام ذلك .
وفى هذه الدراسة سنتناول بعد هذه المقدمة مايلى :
* تعريف النظام الانتخابى.
* أهمية النظام الإنتخابى.
* تأثير إختيار النظام الإنتخابى فى ترجمة الأصوات الى مقاعد.
* المعايير الدولية والمبادئ الأساسية لتصميم نظام انتخابى عادل.
* كيف نقيم نظام انتخابى.
* أنواع النظم الإنتخابية .
* الحالة المصرية نظرة على الواقع ورؤية للمستقبل.
* مقترح لنظام انتخابى لمصر.
أولا: تعريف النظام الإنتخابى
بشكل مبسط يقوم النظام الإنتخابى بتحويل الأصوات المدلى بها فى إنتخابات عامة إلى مقاعد مخصصة للأحزاب والمرشحين ويتضمن متغيرات عدة منها :
* الصيغة الإنتخابية بمعنى هل يعتمد صيغ الأغلبية أم صيغ التمثيل النسبى .
* الصيغة الحسابية المستخدمة لحساب المقاعد وحجم الدائرة.
* كذلك تؤثر الجوانب الإدارية تأثيرا كبيراً فى نتائج الإنتخابات ويمكنها أن تقوض المميزات الكامنة فى النظام إذا لم يتم الإهتمام بها فى العملية الانتخابية مثل:
1. توزيع أماكن الإقتراع
2. إختيار المرشحين
3. تقسيم الدوائر
4. تسجيل الناخبين
5. القائمين على إدارة الإنتخابات
6. شكل بطاقات الإقتراع
7. طريقة الفرز
كذلك تتأثر نتائج النظام الإنتخابى بنمط الديموقراطية من حيث كونها راسخة أو إنتقالية جديدة، وكذلك بنية المجتمع وتبايناته على الصعد الفكرية والدينية والإثنية والعرقية واللغوية والإقليمية والطبقية ووجود منظومة حزبية راسخة أو قيد التكوين، وعدد الأحزاب (الجدية) والتركيز الجغرافى لأنصار حزب معين أو انتشارهم فى منطقة واسعة .
ثانيا: أهمية النظام الانتخابى :-
* يحدد النظام الانتخابى عدد واهمية الاحزاب التى ستفوز بالبرلمان
* يحدد نوع الحكومة من حيث كونها إئتلافية ام منفردة
* للنظام الانتخابى دور فى نمط التطور الحزبى فبعض الانظمة يشجع على تماسك الاحزاب وانضباطها الداخلين والتحدث بصوت واحد والبعض الاخر يشجع على التشتيت بتشكيل اجنحة عدة لحزب واحد على خلاف متواصل .
* يمكن ان تؤدى النظم الانتخابية دورا حاسما فى مجرى الحملات الانتخابية ومسلك النخب السياسية ، فهى يمكن ان تشجع او تؤخر تكوين تحالفات بين الاحزاب كم يمكن ان تحفز الاحزاب والجماعات على امتلاك قاعدة واسعة وابداء نزعة توافقية او على العكس .
* يمكن ان تستنهض الروابط العرقية وصلات النسب والقرابة .
* إن النظام الانتخابى الذى لا يعد عادلا والذى لا يعطى المعارضة انطباعا بان فرص الفوز متاحة لها فى المرة المقبلة من شانه ان يدفع الخاسرين على العمل خارج النظام السياسى وعلى اللجوء الى وسائل غير ديموقراطية وربما عنيفة .
ثالثا : تأثير اختيار النظام الانتخابى فى ترجمة الاصوات الى مقاعد
مثال افتراضى (1): على تناسب الاصوات والمقاعد وفق النظام الانتخابى
مجموع اصوات الناخبين (25000) ، حزبان متنافسان فى خمس دوائر، النظامان المقترحان :
1. أغلبية عددية بمقعد واحد لكل دائرة
2. قائمة تمثيل نسبى على دائرة إنتخابية كبيرة واحدة، وقائمة التمثيل النسبى تحسب بطريقة قاعدة أكبر البواقى.
* الحزب (أ) يحصل على أكثر المقاعد رغم نسبته الأصغر من الأصوات وفق نظام الفائز الأول.
* كلا الحزبين (أ) ، (ب) يحصلان على مقاعد تتناسب ونسبتهما من الأصوات وفق نظام القائمة النسبية.
* هذا المثال افتراضى لكن النتائج الواقعية تتبع نفس المنهجية بانتظام فى نظام الأغلبية العددية
ساحة النقاش