أولاها : بذور الفكرة - الأيديولوجيا أو البرنامج حسب طبيعة الحزب - بين عدة أفراد، و يجتمع هؤلاء الأفراد ليعلنوا عزمهم تأسيس حزب، و يتفقون فيما بينهم على وكيل المؤسسين و رئيس الحزب لأول دورة، و قد يكونان عين الشخص، ثم تبدأ المجموعة في عقد الندوات و المؤتمرات للترويج لحزبهم الوليد، و يجمعون التوكيلات المطلوبة لعملية التأسيس و لم أر في حياتي - و لو رأى أحد فيعلمني حزباً بدأ بفكرة الحزب، ثم تجميع توكيلات المؤسسين، ثم عقد انتخابات بين المؤسسين لاختيار أول رئيس للحزب.
شهدنا ذلك في تأسيس أحزاب الغد (ورئيسه الأول هو مؤسسه أيمن نور) و الجبهة الديموقراطية (و رئيسه الأول هو مؤسسه أسامة الغزالي حرب) و الوسط (ورئيسه الأول هو مؤسسه أبو العلا ماضي) ، و غيرها من الأحزاب التي أسست أو أعلن عن الرغبة في تأسيسها، و انفصل (أردوغان و جول) عن حزب أربكان، فأسسوا حزباً و كان أردوغان رئيسه- أو جول عندما كان أردوغان ممنوعاً من حقوقه السياسية، بل حتى في الغرب والكيان الصهيونى، اختلف شارون مع أعضاء حزبه فانفصل عنه و أسس حزب (كاديما) و كان أول رئيس له، و قل هكذا في أي حزب - في حدود علمي، حتى الأحزاب الحديث قيد التأسيس ( العدل - الكرامة .... ) ، و غيرهم فلماذا يكون حزب (الحرية و العدالة) بدعا من ذلك و يشترط - شرطاً ضرورياً في رؤية البعض - أن تجري انتخابات بين مؤسسيه لاختيار أول رئيس له؟
وقد اكدت الجماعه ان هذا الاجراء للمره الاولى فقط وبعد ذلك ينتخب الاعضاء من يحبوا ثم لاحظت ان معظم الصحف والتحليلات بدأت هجوم على الاخوان بعد اعلان نسبة مشاركاتهم فى الانتخابات 45-50% والسؤال لقد اعتبر المهاجمين ان الاخوان سوف يفوزون بهذه النسبه وهذه قراءه خاطئة لان الفوز شئ والترشيح شئ اخر لان السعي للفوز بـ 30% من مقاعد البرلمان لا يمكن أن يتم من خلال ترشيح مرشحين لـ 30% فقط من المقاعد، بل معلوم أنه للفوز بعدد معين من المقاعد لا بد من الترشيح علي عدد أكبر لضمان اقتراب نسبة الفوز من النسبة المحدد.
وبالتالي السعي للفوز ب30-35% مقعد كما أعلن الإخوان من قبل لا يمكن الا من خلال المنافسة علي عدد أكبر من المقاعد (45% إلي 50%) من المقاعد كما أعلن البيان الأخير لهم، خصوصاً في ظل مؤشرات الانتخابات الطلابية التي جرت مؤخراً والتي أوضحت أن ليس كل ولا حتي نصف المقاعد التي ينافس عليها الإخوان يربحونها فعليا، لذا لا تعارض بين ما أكد عليه المهندس خيرت الشاطر وبين إعلان الترشح علي 50% من مقاعد البرلمان.
وعلى الرغم من معرفة الجميع أن الاخوان هم القوة الأكثر تنظيماً وقوة فى الحياة السياسية قبل وبعد الثورة الا أنهم يتهمونهم بأنهم يريدون أن يستحوذوا على السلطة فى ظل ضعف باقى الأحزاب الا أنهم غفلوا عن شئ هام للغاية وهو عدم ترشح الاخوان فى جميع الدوائر على الرغم من قدرتهم على ذلك ولايستطيع أحد منعهم من هذا الحق وأعلنوا أيضاً عدم الدفع بأحد قيادييهم على منصب رئيس الجمهورية .. ألا يحسب هذا لهم ثم لنفرض أنهم شكلوا الحكومة القادمة وفشلوا فى ادارة البلد فهل من الصعب اسقاطهم فى أول انتخابات تتم بعد ذلك .
لا شك ان الإخوان المسلمون على دراية بالعملية الإنتخابية وكيفية إدارتها بما يحقق مصالح الوطن ومصالحها .. ونحسبهم صادقون إلي حد كبير في توجهاتهم إلي جانب مشروعيتها، وأوأكد أنهم سيكرسون للديموقراطية وإرساء مبادئ الدولة المدنية بما يحقق لمصر نقلة كبيرة يتحدث عنها العالم بأسره مثلما حدث في تركيا، فالإخوان لا يسعون للفوز لفترة واحدة إنتخابية بل يهدفون إلي الفوز لفترات وهو فوز تحقيقه سيكون مرهون بمدي نجاحهم في تلبية طموحات الشعب بجانب إرضاء جميع القوي السياسية الأخري التي ستتواجد معهم وتعمل جنبا إلي جنب.
العمل السياسي عمل عام يتم بشفافية كاملة و دون مواربة او موائمة او مواقف متزنة وذلك علي صعيد التنظيم الفكري و البناء الثقافي و مرجعية الحركة و طرق الإدارة سواء تنفيذيا او ماليا و كذلك الإجراءات المتبعة في جميع الممارسات داخل الحزب او بين الإعضاء و بعضهم أو بين الحزب و القوي الفاعلة او حتي بين الحزب و الجماعة التي انبثق منها و فكرة ان يكون الحزب مستقل و هذا ماتم و ضعه في مقام الحقيقة التي تم الإتفاق عليها.
واذا جلسنا نتحدث فى شكل العلاقه بين الحزب والجماعه لا ينتهى الكلام لكن ما يعود على الشعب والمواطنين بل ومصر هو المهم وهو ما يحدد اذا كان حزب الحريه والعداله سيستمر او لا وليس علاقتة بالجماعه ، اعتقد ان ذلك سيكون مهمه ودور الناخب اولاً واخيراً.
ساحة النقاش