أيها الأخوة المواطنون أعلم أن هذا الخطاب السنوى ممل وثقيل وكله أكاذيب وأعلم أنكم لا تصدقون ما أقول والواقع الذى تعيشونه خير دليل. يا عمال مصر الكرام أعلم أنكم عانيتم كثيرا فى عهدى، ولكنكم لستم وحدكم بل عانى الشعب كله خلال ثلاثين عاما من حكمى من الفقر والبطالة وإهدار للكرامة، وأعترف لكم بأننى قد تركت أبنائى وزوجتى ورجالى يعيثون فى الأرض فسادا حتى أصبح الفساد ظاهرة تشهدها كل مؤسسات الدولة تحت سمعى وبصرى.
وأعلم أن المصانع والشركات والمؤسسات قد تم تخريبها عن عّمد ليتم بيعها بأبخس الأثمان وتشريد عمالها تحت مسمى الخصخصة فى صفقات مشبوهة تفوح منها رائحة الفساد التى تذكم الأنوف وصفقة عمر أفندى وحديد الدخيلة وغيرهم خير دليل على أكبر عملية سطو على مقدرات وممتلكات الوطن مقابل عمولات ورشاوى لأبنائى ورجالى المقربين، وستكشف لكم الأيام عن الكثير من تلك الصفقات التى أضاعت على الوطن المليارات.
يا عمال مصر الشرفاء أعترف لكم بأننى كنت أخدعكم وأقول لكم إن الزيادة السكانية هى سبب كل ما نعانيه من مشكلات بالرغم من أن القوة البشرية من أهم عوامل نهضة الكثير من البلاد والصين والبرازيل خير دليل، وخدعتكم عندما كنت أتحدث عن قوة الاقتصاد وارتفاع معدل التنمية والخطط الخمسية، وخدعتكم عندما كنت أتحدث عن انحيازى للفقراء ومحدودى الدخل، والذى وصل عددهم إلى أكثر من ٥٠% من الشعب المسكين، ولم يعودوا قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية رغم أن كل قراراتى والقوانين التى أصدرها أو يشرعها مجلسى الملاكى المزور المعروف لديكم بمجلس الشعب كانت كلها تصب لصالح فئة محدودة جداً من المقربين والأصدقاء والأصهار الذين امتلكوا كل شىء، المصانع والشركات والمؤسسات والأراضى والمصايف والمشاتى وتحولت الدولة فى عهدى إلى عزبة خاصة لأبنائى ولهؤلاء يفعلون فيها ما يشاءون دون رقيب أو حساب.
يا عمال مصر الكرام لقد خدعكم الإعلام الرسمى التابع لى وسّوق لكم الأكاذيب عن إنجازاتى ونجاحاتى وانحيازى للفقراء فى وصلات من النفاق التى جعلتنى أصدق نفسى وجعلتنى فى مصاف الأنبياء المعصومين من الأخطاء ألا تتذكروا مقولة أسامة سرايا فى عيد ميلادى (ولدت مصر يوم أن ولدت). يا عمال مصر هذا اعتراف منى بمسؤوليتى وأبنائى وزوجتى ورجالى المقربين عن كل ما تم الكشف عنه حتى الآن من فساد وإفساد وإهدار للثروات، وجعل مصر فى مؤخرة البلاد، وستكشف لكم الأيام القادمة عن الكثير والكثير من قضايا الفساد. التى سيشيب لها الولدان، وأنا على استعداد تام للمحاكمة أنا وأبنائى وزوجتى ورجالى لعّل الله أن يخفف عنا عقاب يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا سلطان.
هذا الخطاب أهديه للرئيس المخلوع فى ذكرى عيد العمال ليخرج على شعبه متحدثا بما فيه فهل من الممكن أن تأتيه الشجاعة ليفعل ذلك أم أن الله ختم على قلبه وسمعه وعلى بصره غشاوة .
ساحة النقاش