authentication required

 
كثيرا ما تردد فى السنوات الأخيرة عبارات مثل التربية بالأهداف – التركيز نحو الهدف – حدد هدفك – ان لم تخطط للنجاح فقد خططت للفشل .........الخ وكلها عبارات هامة وذات دلالات هادفة .وقد ذكر المربون ان الخلل التربوي ينشأ غالبا عن غياب التربية بالأهداف .وانطلاقا من هذه الأهمية آثرت أن اكتب في هذا الموضوع نظرا لأهميته في حياتنا الدعوية والتربوية والعامة أيضا .أولا : مفهوم التربية بالأهداف :لكي يتضح هذا المفهوم نذكر معنى كل مفردة من مفرداته :فالتربية تعنى التنمية أي الزيادة . فقد روى صديقا للإمام احمد بن حنبل واصفا حياة الإمام فقال والله لقد صحبته عشرون عاما صيفا وشتاء حرا وبردا صبحا ومساء فما وجدته فى يوم إلا وهو أفضل من الذي قبله . والتربية تعنى أيضا المعاهدة بمعنى التعهد والتبنى والمعايشة وقد ورد عن الشيخ الجليل محمد الغزالي رحمه الله تعالى انه قال: ليست التربية أن تبذر البذرة في الأرض رجاء أن تنمو. ولكنها تعنى أن تتعهد هذه البذرة بالرعاية فتزيل الحشائش من حولها وتسقيها وتحميها من الرياح العاتية عند ذلك وبعد توفيق الله تدرك أنها ستنمو شجرة باسقة .وخلاصة ما قالوا فى التربية أنها تخلية بإزالة كل ما يتعارض مع قيم وأخلاق الإسلام وتحلية بان تضع قيم الإسلام وأخلاقه الرفيعة مكان ما أفرغت وتأتى الثالثة وهي التثبيت بمعنى الحفاظ على استمرار عملية التحليةوقال المربون إن التربية تعنى فن التعامل المتدرج مع النفس البشرية للوصول بها إلى درجة الكمال .وأما الهدف : فمعناه ببساطة شيء أريد تحقيقه والوصول إليه فى زمن محدد وبوسائل معينة على ان تتوافر لذلك موارد كافية . فالهدف بالنسبة للفرد كالوقود بالنسبة للسيارة ( بمعنى المحرك لكل أعماله ) .والهدف الجيد له مواصفات أشار إليها التربويون وهي أن يكون ( محددا – يمكن قياسه – مناسبا- قابلا للتحقيق – ومرتبطا بزمن ) فإذا كان وصفه هكذا ساعدنا ذلك في اختيار أفضل الوسائل لتحقيقه ووفر علينا جهودا كثيرة وسهل أيضا آليات تقويمه ومتابعة انجازة .بعد اتضاح معنى الهدف ومفهوم التربية نستطيع أن نقول إن التربية بالأهداف تعنى :عملية إكساب الأفراد سلوكاً جديداً أو دعم سلوكا قائما وذلك من خلال تحديد أهداف يحققها المربى والفرد معاً بوسائل تكفل ذلك .ثانيا :كيف تعامل الإسلام مع الأهداف :1. حددها بكل وضوح : فعلى سبيل المثال لا الحصر (هـــــدف التماس الحكمة في الدعوة بقوله ـ تعالى ـ ((ادْعُ إلَـى سَـبـِـيـلِ رَبِّـــكَ بِـالْـحِـكْـمَـــةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)وهـــــــدف الـثـبـات بقوله ـ تعالى ـ: ((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَاًتِيَكَ اليَقِينُ)) وهدف العلم محـدد بقـوله ـ تعالى ـ: ((اقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَذِي خَلَقَ)) ، وهدف التحلي بجميل الخلق وحـســـــن السلوك بقوله ـ تعالى ـ: ((وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) وهكذا2. ربط الحياة بها: فقال جل من قائل ((وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ))، وقال تعالى ((قُلْ إنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ)) 3. ذكر دائما بها : قـول الله ـ تعالى ـ: ((إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ)) من أقوى النصوص تذكيراً .ثالثا:- أدلة التربية بالأهداف :1. من الكتاب والسنة وأقوال السلف :- قال الله تعالى : ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )- و قال الله تعالى : ( لن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ )- وقال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )- قال صلى الله عليه وسلم :( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان )- قال صلى الله عليه وسلم :( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك )- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :( لا يغرركم من قرأ القرآن هو كلام نتكلم به ، ولكن انظروا من يعمل به - قال الحسن بن علي رضي الله عنهما :اقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فلست تقرأه2. من أقوال الأستاذ البنا :أيها الأخ الصادق إنما أريد بالفهم : أن توقن بأن فكرتنا إسلامية صميمة ......الخويقول رحمه الله : " إن معركتنا معركة تربوية ...الخرابعا :الأسس التي تقوم عليها التربية بالأهداف :.- صياغة الأهداف المطلوبة- مشاركة جميع الأطراف في وضعها وتحقيقها– وضع الوسائل الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف– التذكير الدائم والمراجعة على فترات زمنية معقولة بالأهداف وبوسائل تحقيقها .خامسا : دور المربي في تحقيق التربية بالأهداف:1. أن يلم جيدا بأهداف المرحلة وواقع الأفراد .2. أن يعايش الأفراد بصورة عملية في كل جوانب حياتهم .3. أن يحقق القدوة من نفسه فى سلوكه وتصرفاته في كافة الجوانب .4. أن يربط المواقف دائما بالأهداف ويحول المعرفة إلى سلوك من خلال الخروج بواجب عملي يخدم الهدف ويعمقه في نفوس الأفراد.5. أن يقوم بعملية التقويم التربوي بأساليبه المختلفة للوقوف على مدى تحقق الأهداف ووضع برنامج لعلاج جوانب الضعف مع عمل تقويم ختامي في نهاية كل فترة زمنية و الاحتفاظ بالنتائج حتى يسهل الاستفادة منها.6. أن يتابع أداء الأفراد متابعة جيدة.7. أن يستخدم المهارات والأساليب المتنوعة والمناسبة لتحقيق الأهداف .8. أن يلم بالمهام المطلوب إنجازها بما يساهم في تحقيق الأهداف المطلوبة.9. أن ينمي روح الذاتية لدى الأفراد .10. ألا يغفل استخدام الوسائط الحديثة ( نت – داتا شو – فيس بوك – بور بوينت....الخ ) فى توصيل الرسالة التى يريدها .وأتمنى بذلك أن أكون قد قدمت لكل من المربين والأفراد خارطة طريق يستطيعون من خلالها تحقيق اكبر إنجاز في أقل وقت وبأقل كلفة .

 

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 81 مشاهدة
نشرت فى 30 إبريل 2011 بواسطة BADRFOUDA

ساحة النقاش

ابو استشهاد

BADRFOUDA
ندعوا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والى تكوين الفرد المسلم والاسرة المسلمة والمجتمع المسلم والى الحكومة المسلمة والى الدولة المسلمة والخلافة الاسلامية والى استاذية العالم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

126,952