أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، أن الجماعة ستواصل مهمتها في خدمة مصر وشعبها، مطالبًا جميع أعضاء الإخوان ببذل قصارى جهدهم في الحفاظ على مكتسبات الثورة وتحقيق أهدافها، واستغلال خبرات وأنشطتهم الحركية في دعم الثورة وإصلاحات الحكومة الراهنة.
جاء ذلك في مؤتمر حاشد مساء أمس بمحافظة المنيا، دعا فيه فضيلته الشعب المصري إلى مساعدة القوات المسلَّحة في القيام بمهامها، والحفاظ على أمن الوطن، وتقديم اقتراحاتهم وإسهاماتهم للمسئولين لتحسين الأوضاع الحالية، مثمنًا جهود د. عصام شرف، رئيس الوزراء، في إعادة العلاقات بين مصر والسودان، وبينها وبين العديد من الدول الأخرى.
وشدد فضيلة المرشد على ضرورة التصدِّي لأعمال البلطجة التي يحرِّكها بعض فلول النظام البائد، داعيًا إلى تكوين لجان شعبية جديدة تتعاون مع شرفاء الشرطة لصدِّ هذه الهجمات.
وفي سؤال حول حزب "الحرية والعدالة"، أجاب : "سوف ترون قريبًا برنامج الحزب، وتحكمون عليه، كما ستتناول قناة الجماعة التي ستنطلق قريبًا تحت اسم "مصر 25" كل ما يتعلق بالجماعة بشفافية تامة؛ حتى يتعرَّفَ المجتمع على الإخوان عن قرب".
وجدَّد إعلان عدم ترشيح الجماعة أحد أعضائها في انتخابات الرئاسة المقبلة، وقال: "لن نرشِّح أحدًا في انتخابات الرئاسة، وسننتظر حتى يقدِّم جميع المرشحين للرئاسة برامجهم لنختار الأفضل منها".
وأوضح أن جماعة الإخوان ترحِّب بالتحالف مع جميع القوى الوطنية، بما فيها الأقباط في انتخابات مجلس الشعب المقبلة؛ لما في ذلك من مصلحة للوطن، وقال: "ليس لدينا أي مشكلة في المحافظة على عقيدة الإخوة الأقباط، كما أنه ليس لدينا أي مشكلة أيضًا في احتكامهم إلى شريعتهم، فيما يتعلق بالأحوال الشخصية الخاصة بهم"، معتبرًا ذلك من الحقوق الأصيلة للأقباط في الإسلام.
وخاطب فضيلة المرشد العام المغرضين من العلمانيين والإعلام ممن يقلبون الحقائق ويُرهبون المواطنين من قيام دولة دينية في مصر، وقال لهم: "كفاكم خداعًا للمواطنين.. لقد خاب سعيكم.. ليس في الإسلام شيء يسمى الدولة الدينية، والإخوان يريدون دولةً مدنيةً، مرجعيتها الإسلام، ويحاسب رئيسها البرلمان والشعب".
وجدد دعم جماعة الإخوان لقضية فلسطين، وقال: "قضية فلسطين جوهرية بالنسبة لمصر، ولقد وقفنا من أجلها كثيرًا في وجه النظام السابق، غير أننا نرى الآن مواقف جيدة من جانب القوات المسلَّحة والخارجية المصرية تجاهها؛ وهو ما يجعلنا نعاونهما فيها ولا نتقدم عليهما".
ودعا الحكامَ العربَ إلى تقديم مصلحة شعوبهم على مصالحهم الشخصية الضيقة، وقال لهم: "اتقوا الله في شعوبكم، لقد آن لكم أن تسمعوا صوت الحرية الذي طغى على كل الأصوات، واتقوا الله وكفُّوا عن إزهاق دماء شعوبكم".
ساحة النقاش