دولة تقع في شمالي أوروبا وتحتل الجزء الغربي من شبه الجزيرة الإسكندنافية بالإضافة إلى جان ماين وأرخبيل سفالبارد في المنطقةالقطبية الشمالية.
تصل مساحة النرويج الكلية إلى 385,252 كيلومتر مربع (148,747 ميل مربع) ويبلغ عدد سكانها حوالي 4.8 ملايين نسمة. تعد البلاد إحدى أقل الدول الأوروبية كثافة سكانية. تمتلك النرويج حدوداً طويلة مع السويد في الشرق، وتحد أقصى حدودها الشمالية فنلندا من الجنوب وروسيا إلى الشرق، بينما تقع الدنمارك إلى الجنوب عند طرف البلاد الجنوبي عبر مضيق سكاجيراك. عاصمة النرويج هي أوسلو. تمتلك النرويج سواحل عريضة تواجه المحيط الأطلسي وبحر بارنتس، وهذه السواحل هي موطنالفيورد الشهيرة.
النرويج هي خامس أكبر مصدر للنفط وتساهم الصناعات البترولية بحوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي. في أعقاب الأزمة المالية العالمية للفترة الممتدة بين سنوات 2007 و 2010، اعتبر المصرفيون الكرونة النرويجية إحدى أكثر العملات ثباتاً في العالم.
تمتلك النرويج موارد طبيعية غنية من النفط والغاز الطبيعي والطاقة الكهرمائية والغابات والمعادن. كما كانت ثاني أكبر مصدر للمأكولات البحرية (من حيث القيمة، بعد جمهورية الصين الشعبية) في عام 2006. تشمل الصناعات الرئيسية الأخرى الشحن البحري والمعالجة الغذائية وبناء السفن وصناعة المعادن والكيماويات والتعدين والصيد والمنتجات الورقية من الغابات. تحتفظ النرويج بنموذج الرعاية الاسكندنافية بوجود نظام رعاية صحية عالمي ودعم نظام التعليم العالي ونظام شامل للضمان الاجتماعي. صنفت النرويج في المرتبة الأعلى بين جميع البلدان في مجال التنمية البشرية للفترة الممتدة بين سنتيّ 2001 و 2007، ومرة أخرى في عام 2009. كما صنفت أيضاً أكثر البلدان سلمية في العالم في استطلاع لسنة 2007 من قبل مؤشر السلام العالمي.
تتبع النرويج نظامًا ملكيًا دستوريًا ديمقراطيًا برلمانيًا. يمثل الملك هارالد الخامس قمة هرم الدولة بينما ينس ستولتنبرغ رئيس لوزرائها. والنرويج دولة وحدوية ذات تقسيمات إدارية على مستويين: المحافظات (بالنرويجية: fylke) والبلديات (بالنرويجية: kommuner). يمتلك قوم "سامي" درجة معينة من الإدارة الذاتية في للأراضي التي سكنوها منذ قديم الزمان، وذلك من خلال ما يُعرف "ببرلمان سامي" وقانون فينمارك. على الرغم من رفضها لعضوية الاتحاد الأوروبي في استفتاءين، تحتفظ النرويج بعلاقات وثيقة مع الاتحاد والدول الأعضاء فيه وكذلك مع الولايات المتحدة.
لا تزال النرويج إحدى أكبر المساهمين مالياً في الأمم المتحدة، وتساهم في البعثات الدولية لقوات الأمم المتحدة، ولا سيما في أفغانستان وكوسوفو والسودان. النرويج هي أحد الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومجلس أوروبا ومجلس الشمال الأوروبي وهي عضو في المنطقة الاقتصادية الأوروبية ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون والتنمية.
الجغرافيا والمناخ والطبيعة
صورة من قمر صناعي للنرويج في الشتاء.مشهد تقليدي للأراضي المنخفضة النرويجية قرب تروندهايمسفيورد.بعض الجزر الكبيرة قرب ساحل النرويج.راينه في لوفوتين شمال النرويج.النرويج بلاد جبلية لكنها تضم بعض الأراضي المنبسطة مثل يارن وتوتن وأورلاند.
تشكل النرويج الجزء الغربي من إسكندنافيا في شمال أوروبا. ساحلها متعرج يتخلله العديد من الفيوردات الهائلة وآلاف الجزر. يبلغ طول الساحل 2,500 كم (1,600 ميل) لكنه يصل إلى 83,000 كم (52,000 ميل) عند ضم هذه الجزر والفيوردات. تشترك النرويج مع السويد في 1,619 كم (1,006 ميل) من الحدود البرية و 727 كم (452 ميل) مع فنلندا و 196 كم (122 ميل) مع روسيا في الشرق. أما إلى الشمال والغرب والجنوب فيحدالنرويج بحر بارنتس وبحر النرويج وبحر الشمال وسكاجيراك.
من مساحة البلاد البالغة 385,252 كيلومترًا مربعًا (148,747 ميل مربع)، بما فيها سفالبارد وجان ماين، تهيمن المناطق الجبلية والمرتفعة على البلاد مع وجود العديد من المظاهر الطبيعية التي نشأت عن الكتل الجليدية في عصور ما قبل التاريخ والطبوغرافيا المتنوعة. من أبرز هذه المعالم هي الفيوردات: وهي عبارة عن أخاديد عميقة محفورة في الأرض غمرتها مياه البحر بعد نهاية العصر الجليدي. أطولها هو سوجنيفيوردن بطول 204 كم (127 ميل). يعد سوجنيفيوردن ثاني أعمق فيورد في العالم وبحيرة "هورنيندالسفاتنيت" أعمق بحيرة في أوروبا. يمكن مشاهدة الأرض متجمدة طوال العام في المناطق الجبلية المرتفعة وفي المناطق الداخلية من مقاطعة فينمارك. كما توجد العديد من الأنهار الجليدية في النرويج.
تتكون معظم الأراضي النرويجية من صخور الغرانيت وصخور نايس الصوانية، كما يمكن العثور على الاردواز والأحجار الرملية والحجر الجيري في طبقات الأرض، كما تحتوي الارتفاعات الأدنى على رواسب بحرية. بسبب تيار الخليج والرياح الغربية السائدة تعيش النرويج درجات حرارة مرتفعة نسبياً وهطول الأمطار يفوق ما هو متوقع في مثل هذا الموقع الشمالي وخصوصاً على طول الساحل. يعيش البر الرئيسي للبلاد أربعة فصول متميزة حيث يكون الشتاء بارداً مع انخفاض هطول الأمطار داخلياً. في الجزء الشمالي يكون المناخ قطبياً شمالياً بحرياً ثانوياً، في حين تعيش سفالبارد مناخ التندرا القطبي. يرتفع معدل هطول الأمطار في الأجزاء الجنوبية والغربية كما يكون شتاؤها أكثر اعتدالاً من الجزء الجنوبي الشرقي. تمتلك الأراضي المنخفضة حول أوسلو صيفاً دافئاً ومشمساً لكن البرد والثلوجتهيمن في فصل الشتاء (خاصة داخلياً). ارتفع متوسط درجات الحرارة خلال العقود الماضية مما خفض من عدد الأيام التي يغطي فيها الثلج المناطق المنخفضة. تمتد النرويج على عدد من خطوط العرض، بالإضافة إلى التنوع الواسع في تضاريس البلاد. كل ذلك جعل من النرويج موطناً طبيعياً للعديد من الكائنات الحية تفوق في تنوعها أغلب الدول الأوروبية. هناك ما يقرب من 60,000 نوع من الكائنات الحية في البر النرويجي والمياه المتاخمة لها (باستثناء البكتيريا والفيروسات). كما يعتبر النظام البيئي البحري على الجرف النرويجي الكبير مثمراً جداً. يستوطن البلاد ما يقرب من 16,000 نوع من الحشرات (ويقول البعض أن هناك 4,000 نوع آخر أيضاً ينتظر الوصف) و 20,000 نوع من الطحالب و 1800 نوعاً من الأشنيات و 1,050 نوعاً من الحزازيات و 2,800 نوعاً من النباتات الوعائية وما يقرب من 7,000 نوع من الفطريات و 450 نوعاً من الطيور (250 أنواع تعشش في النرويج) و 90 نوعاً من الثدييات و 45 من أسماك المياه العذبة و 150 من أسماك المياه المالحة بالإضافة إلى 1000 نوع من لافقاريات المياه العذبة و 3500 نوع لافقاريات المياه المالحة. وصف العلم ما يقرب من 40,000 من هذه الكائنات، تضم القائمة الحمراء لعام 2006 3886 صنفاً منها. يدرج 17 نوعاً في هذه القائمة بشكل أساسي بسبب خطر انقراضها عالميًا، مثل القندس الأوروبي حتى وإن لم يكن هذا النوع مهدداً في النرويج بالذات. هناك 430 نوعاً من الفطريات في القائمة الحمراء ويرتبط العديد منها بشكل وثيق مع المناطق الصغيرة المتبقية من الغابات القديمة.هناك أيضاً 90 نوعا من الطيور على اللائحة و 25 نوعاً من الثدييات. يدرج حالياً 1,988 نوع كمهدد بالانقراض أو مهدد بدرجة دنيا وفقاً لتقرير عام 2006؛ ومن هذه الأنواع وُصف 939 نوعًا بأنه مهدد بدرجة دنيا و 734 مهددة بدرجة وسطى، و 285 نوعًا مهدد بدرجة قصوى. من بين هذه الأنواع: الذئب الرمادي والثعلب القطبي (أعداد طبيعية في سفالبارد) وضفدع البرك. أكبر الحيوانات المفترسة في المياه النرويجية هي حيتان العنبر وأكبر الأسماك هي القرش المتشمس. أكبر المفترسات على اليابسة هي الدببة القطبية بينما الدببة البنية هي أكبر الضواري على البر الرئيسي النرويجي، بينما يُعتبر الموظ أكبر الثدييات النروجية بلا منازع. بسبب تعدد خطوط العرض في النرويج توجد اختلافات موسمية كبيرة في طول اليوم. من أواخر أيار/مايو إلى أواخر يوليو/تموز، لا تغيب الشمس تمامًا تحت الأفق في المناطق الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية، ومن هنا وصف النرويج بأنها "أرض شمس منتصف الليل"، بينما في بقية البلاد فيكون طول النهار بحدود 20 ساعة في اليوم. في المقابل، من أواخر نوفمبر/تشرين الثاني إلى أواخر يناير/كانون الثاني لا ترتفع الشمس فوق الأفق في الشمال بينما تكون ساعات النهار قصيرة جداً في بقية أنحاء البلاد. يمكن للناظر أن يطالع عددًا من أكثر المناظر الطبيعية الخلاّبة في العالم بالنرويج، حيث يضم الساحل الغربي لجنوب البلاد وسواحل شمالها حالياً بعض المشاهد الساحرة الفريدة عالمياً. صنفت جمعية ناشونال جيوغرافيك الفيوردات النرويجية على أنها مصدر الجذب السياحي الأعلى في العالم. في عام 2008 وضع مؤشر الأداء البيئي النرويج في المركز الثاني بعد سويسرا استنادا إلى الأداء البيئي لسياسات البلاد. النرويج دولة وحدوية تُقسم إلى خمس مناطق لأغراض جغرافية استراتيجية بحتة. لا تمتلك هذه المناطق أي شكل من أشكال الإدارة الخاصة أو حكومات محلية أو برلمان. تنقسم هذه المناطق إلى 19 مقاطعة (بالنرويجية: fylker). تدار هذه المقاطعات مباشرة عبر مجالس المقاطعات التي تنتخب حاكم المقاطعة. ينوب عن الملك والحكومة في كل مقاطعة ما يعرف باسم فيلكسمان، الذي يتصرف كحاكم. بذلك تمثل الحكومة مباشرة على المستوى المحلي من خلال مكاتب حكام المقاطعات. تقسم هذه المقاطعات إلى 430 بلدية (بالنرويجية: kommuner) تديرها المجالس البلدية المنتخبة مباشرة ويرأسها رئيس البلدية أو العمدةومجلس تنفيذي صغير. تعتبر العاصمة أوسلو محافظة وبلدية. تتبع جزر جان ماين وسفالبارد النرويج بوصفها جزء من البلاد، كما توجد ثلاثة تبعيات في القارة القطبية الجنوبية مثل جزيرة بوفيت وجزيرة بطرس الأول وأرض الملكة مود. بالإضافة إلى ذلك هناك 96 مستوطنة بصفة مدينة في النرويج. في معظم الحالات تتوافق حدود المدينة مع حدود بلديتها. تشمل البلديات النرويجية غالباً مناطق واسعة لم تطلها يد العمار، على سبيل المثال تحتوي بلدية أوسلو على غابات كبيرة وتقع إلى الشمال وإلى الجنوب الشرقي من المدينة بينما أكثر من نصف بلدية بيرغن يتكون من مناطق جبلية. يبلغ عدد سكان النرويج حوالي 4.8 ملايين نسمة. معظم النرويجيين هم من العرقية النرويجية من الشعوب الجرمانية الشمالية. يتمركز شعب سامي عادة في الأجزاء الوسطى والشمالية من النرويج والسويد وكذلك في شمال فنلندا وروسيا في شبه جزيرة كولا. من الأقليات القومية الأخرى شعب "كفين" المتحدرين من الناطقين بالفنلندية، الذين انتقلوا إلى شمال النرويج في الفترة الممتدة بين القرنين الثامن عشر والعشرين. تم استيعاب كلا الفئتين من قبل الحكومة النرويجية من القرن التاسع عشر حتى أواخر السبعينات من القرن العشرينالتقسيمات الإدارية
خريطة جيوسياسية للنرويج.
التركيبة السكانية
التركيبة السكانية في النرويج.
اللغة
للغة الجرمانية الشمالية النرويجية شكلان مكتوبان رسميان هما البوكمول النينوشك. يعترف بكل منهما كلغة رسمية وبذلك يستخدمان على حد سواء في الإدارة العامة والمدارس والكنائس ووسائل الإعلام لكن البوكمول تستخدم من قبل الأغلبية الساحقة بنسبة تتراوح بين 85 و 90%. يتكلم حوالي 95% من السكان النرويجية كلغة أصلية على الرغم من أن العديدين يتكلمون لهجات قد تختلف كثيراً عن اللغة المكتوبة. بشكل عام معظم اللهجات النرويجية مفهومة بين متحدثي اللغة على الرغم من أن بعضها قد يتطلب جهوداً كبيرة من جانب المستمع ليفهمها. يتحدث العديدون باللغات الفنلندية الأوغرية لشعب سامي في جميع أنحاء البلد ولا سيما في الشمال. يحق للمتحدثين بها في الحصول على التعليم باللغة سامي أيا كان المكان الذي يعيشون فيه وتلقي الاتصالات من قبل الحكومة بمختلف لغات سامي. أقلية كفين تتكلم اللغة الفنلندية الأوغرية الكفين/الفنلندية. كما توجد دعوة لجعل لغة الإشارة النرويجية لغة رسمية في البلاد.
أمانى إسماعيل
ساحة النقاش