الخرائط منذ زمن طويل وكانت أقدم خريطة تلك التي تمت صناعتها من الطين (الصلصال) كي توضح مسار نهر الفرات عبر سهول الرافدين عام 3800 قبل الميلاد. فإن دل ذلك على شيء يدل على أهمية الخريطة في توصيل المعلومة للمتعلم بشكل عام. حيث تعمل الخرائط ونماذج الكرة الأرضية على تزويد الطلاب والدارسين لها، بالمعارف والمهارات والاتجاهات المهمة التي يمكن توظيفها في ميادين الحياة العملية اليومية، ومساعدة المتعلمين على ملاحظة المناطق وفهمهم لها.

وبما أننا نحاول تضييق الفجوة العلمية ما بين المبصر والكفيف قدر المستطاع فإن تدريس المواد الاجتماعية (تاريخ، جغرافيا) المقترن بالخريطة لهو من عناصر تضييق تلك الفجوة في هذا المجال.ولكن من البديهي أن يسلك المعلم سبل متعددة – يحددها الموقف التعليمي والموضوع – من أجل توضيح معلومة ما، أو موقع حدث تاريخي أو تحديد منطقة جغرافية باستخدام الخرائط، لهذه الفئة من الطلاب، وأود الإشارة هنا إلى أهم الأمور التي يجب مراعاتها عند تدريس الخرائط للطالب الكفيف.

- التأكد من قدرة الطالب على تمييز الاتجاهات، وعادة يكون ذلك بالتمثيل، حيث يقوم الطالب نفسه بهذا الدور تحت إشراف المعلم.
- يجب أن تكون خطوط الخريطة بارزة مع مراعاة تمييز منطقة عن أخرى مجاورة بواسطة التغيير في المواد المستعملة في عمل الخريطة نفسها، مثل تظليل أرض دولة بخطوط معاكسة لتظليل دولة أخرى مجاورة على الخريطة، واستخدام المسامير الصغيرة لإبراز الحدود السياسية عن البحرية التي يمكن تحديدها بالأسلاك مثلا.
المحاولة في استخدام نفس المواد المستخدمة في عمل الخرائط المختلفة لمنع التشتت والتخلص من صعوبة التعرف على المنطقة من خريطة لأخرى (خاصة مع الأطفال).
- ضرورة الخرائط المجسمة للطالب الكفيف للتعريف بمظاهر السطح سواء بالإسفنج أو الجبس أو الكلكل المضغوط مع مراعاة أن تكون الخرائط المجسمة على قاعدة صلبة دائما،وأن لا يتغير شكلها بعد جفاف المواد المستخدمة فيها.
- لتعريف الطالب الكفيف بتوزيع اليابس والماء على الأرض يمكن رسم أشكال القارات والمحيطات وفصلها عن بعضها وإبقائها مرنة الحركة بحيث يرتبها الطالب نفسه في مواقعها الصحيحة على لوحة تمثل إطار لخارطة العالم.
- بعد شرح المعلومة وتحديد الموقع على الخريطة يتلمسها الكفيف ويتأكد من موقعها بالنسبة لثابت معين (أي الموقع) ويطبقها بعد ذلك في غرفة الصف على شكل رحلة مسميا المواقع التي يمر منها بشكل متسلسل كما كانت على الخريطة.مراعاة المحافظة على مواقع كل من إشارة الشمال الجغرافي، ومفتاح الخريطة والعنوان بنفس الجهة من الخريطة للتسهيل على الكفيف معرفة محتوى الخريطة.
- ضرورة استعمال مواد متينة ومثبتة بطريقة تجعلها تدوم لأطول فترة ممكنة لأن تكرار تلمس الكفيف لمعالم الخريطة يعرضها للتلف.أن لا تكون المواد المستعملة في عمل الخرائط حادة أو مؤذية.
- أثناء تحديد موقع معين على الخريطة داخل غرفة الصف، يجب الالتزام بتسلسل الخطوات أثناء الانتقال من موقع لآخر – لأن الكفيف -  يركز على حاسة السمع، وبالتالي قد يربكه ويشوش أفكاره ما سمعه لزميله ومغايرا لما يسمع ويتلمس هو نفسه.
- أهمية التكرار في تحديد المواقع على الخريطة للكفيف لترسيخ المواقع في مخيلة الطالب.ضرورة كتابة الرموز، والعنوان والمفتاح وأسماء المواقع بطريقة برايل.
- ضرورة مراعاة الفرق في درجة الإبصار بين الطلبة حيث يتم التعامل مع كل طالب حسب حالته البصرية وعمل خرائط ذات خط مكبر للطلبة ذوي الكف الجزئي لتقريب فكرة توصيل المعلومة بينه وبين الطالب المبصر.
- التركيز على وضوح الألوان والخط للطلاب المكفوفين جزئيا مع مراعاة تحاشي استخدام الألوان البراقة المتعبة للبصر للذين يمتلكون بقايا منه.

وأخيرا آمل أن أكون قد وصلت إلى الهدف المراد حيث كانت تلك خلاصة ملاحظاتي من خلال تدريس مواد التربية الإجتماعية باستخدام الخريطة وكان أن اكتسبت هذه الخبرات المتواضعة التي وضعتها بين أيديكم.

 

المصدر: موقع جمعية أصدقاء الكفيف
  • Currently 79/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 754 مشاهدة

ساحة النقاش

جمعية عيون مصر

Assemblyeyesegypt
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

48,499