قد تتفاجأ كثيرا عند قرائتك لعنوان هذا المقال لأول وهله ، يصاب عقلك بالإرتباك والتشتت، وتحدثك نفسك قائله: كيف تجرأ ان تقول لي كن انانيا ، إن الأنانية فعل منبوذ والناس لا يحبون الأنانين ولا ينجذبون لأولئك الذين يحبون ذواتهم ويؤثرون انفسهم على الاخرين ،إنهم متكبرين والله لا يحب المتكبرين، فالديانات السماويه جميعها ما فتئت تدعو الى الإيثار وحب الغير وإنه لفعل مجيد فيه من المروءه ،والشهامه، والنخوة، وكمال الرجولية، ما يجعل الناس تنجذب إليك فتصبح محبوبا بينهم ذو مكانة خاصة فيهم. ثمة شجره عاتية ذات فروع قويه وأوراق مزهرة ، وثمارا يانعة، يقصدها الناس من كل فج عميق لينالوا متعة وبهجة النظر إليها والتمتع بعبقها وعبيرها ، ويروا عظمتها وقوتها التي فاقت قدرات البشر على التصور ، فقد تجاوز عمر هذه الشجرة 200 عام تعرضت خلالها لكل انواع الهجوم الخارجي من امطار ورياح وعواصف واعاصير فلم تقوى هذه القوى على التأثير فيها او اقتلاعها من جذورها. ترى ما سر هذه الشجره، كيف تمكنت من الصمود عبر كل تلك السنوات؟! منذ أن كانت بذره غرست في باطن الارض كانت تمتص الماء من جوف الارض لها وحدها لتتغذى وتنمو، كما كانت تمتص السماد من التربه لها وحدها ايضا دون ان تؤثر جيرانها من الأشجار بالماء أو الغذاء ، لم تقل يوما ، يالله كم أنا أنانيه أمتص حاجتي من الماء والسماد كل يوم، ولا أؤثر جيراني به، بل كانت مسيرة من الله بأن تأخذ حاجتها من الماء والغذاء فتتجذر أكثر وأكثر في باطن الأرض لعشرات الامتار،فينمو جذعها قويا صلبا، فتكون قادرة على مجابهة ما يعتريها من عوامل وقوى خارجيه ، وكانت تعلم أنها كلما اهتمت بتغذية جذعها اكثر كلما ساعدها ذلك على تكوين فروع اكثر صلابة و أوراق اكثر إخضرار وانبساطا ، فتطرح ثمارا يانعة تشارك بها الأخرين ،فعندما تكون الشجرة مورقة ستكون قادره على المشاركه والعطاء ، وحينما تزهر تطلق عبيرها للجميع، الغرباء منهم والمألوفون . هكذا الانسان .. يجب ان يكون أنانيا كالشجرة ،يهتم بذاته وكينونته، وينمي قدراته حتى تقوى جذوره في الحياة ، فيغدوا مفعما بالبهجه والنور والهدوء وسوف يشارك الاخرين بها ، دون ان يملي عليه أحد ذلك، وإلا أصبح بائسا فقيرا لا يملك سوى البؤس والتعاسه ليشارك بها الاخرين .. إن الركيزة الاساسيه تقضي بأن يحب الانسان ذاته بالكامل ،بحيث يبقى لديه فيض من الحب يصل إلى الاخرين . لن تستطيع مساعدة إنسان مالم تساعد نفسك أولا، وإلا اصبحت شجرة بور يهجرها الناس ولا يقصدها أحد 

المصدر: عدة كتب للحكيم أوشو
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 36 مشاهدة
نشرت فى 12 يناير 2017 بواسطة AsmaaAhmed223

اسماء احمد اسماعيل

AsmaaAhmed223
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

753