كله تمام يا افندم .. لازم ودايما ندى التمام لكل حاجة .. عشان فعلا كل حاجة عندنا تمام التمام .. اجهزة الانذار اللى بتحذر قبل السرقة او الحريقة ما تحصل موجودة .. تمام التمام .. ولو لا قدر الله .. لا قدر الله .. حصل برضه الحريق ..طفايات الحريق موجودة يا افندم .. كله تمام ..  واللى بيدى التمام لكل حاجة .. موجود .. والدفاتر كلها موجودة .. وكل واحد ادى وظيفته تمام التمام .. الحمد لله كله موجود وتمام بس للاسف كله عطلان يا افندم .. اجهزة الانذار موجودة بس عطلانة .. طفايات الحريق موجودة ومنورة كل مكان لكن للاسف  مش شغالة .. او مش بنعرف نشغلها .. او متعملهاش الصيانة عشان الحمد لله مش بنحتاجها كتير .. وكل الموظفين حضروا تمام التمام وفى مواعيدهم زى كل يوم .. واكيد اكيد بيمشوا فى مواعيدهم .. الدفاتر بتقول كده .. والريس .. اى ريس .. لما يجى ح يلاقى كل حاجة تمام .. واكيد كشوف المكافات ح تكتب فيها اسامينا .. ما دام الريس راضى علينا .. ما هو كمان متابعنا .. وبيتأكد ان الخطة بتننفذ صح .. وانه كل تمام يا افندم .

حولنا للاسف كل اعمالنا الى روتين .. اعمال روتينية نؤديها بلا روح .. هياكل موجودة .. مناظر .. قيم الاتقان والجودة اختفت بفعل فاعل .. اختفت بغياب القدوة .. والقائد .. اختفت بفعل حب المنظرة وبذل كل الجهد للحصول على الرضا السامى من المدير .. البلد كلها للاسف بقت مناظر.. مفيهاش اى قصص للكفاح والسعى وبذل الجهد الا ما ندر .

كلنا بنروح لك يوم لاشغالنا واعمالنا .. لكن للاسف بلا روح ولا حتى هدف .. الا ما ندر .. والدليل على ذلك ما وصلنا اليه من تدهور وتخلف ورجعية وضعف فى الانتاج والانتاجية ..

قس كل ما سبق على اى مهنة او وظيفة تراها .. ستجد ما اقول .. الا ما ندر .. وللاسف ما ندر كثير جدا ..

وحتى لا اكون سلبيا انظر الى النصف الفارغ مثل معظم اهالى بلدنا خاصة فى هذه الايام .. وحتى اكون ايجابيا ممن ينظرون الى ايجابيات الحكومة والحزب وقياداته .. فانظر الى حل المشكلة دون التركيز فقط على المشكلة .. كيف نواجه ما نحن فيه ؟ لابد ان نعترف اولا باننا فى مشكلة .. ازمة .. المشكلة مشكلة افراد هذا الشعب .. استسلموا لليأس .. نتجية للظروف التى يمرون بها ويعيشون فيها حياتهم .. هذه هى المشكلة الحقيقية .. كيف نعيد الروح الى هذا الشعب مرة اخرى ؟ كيف نستبدل القيم السلبية التى حلت محل القيم الايجابية ؟ هذا هو السؤال الهام يا عزيزى ؟ نحن نحتاج الى ثورة تقدمية ثقافية اجتماعية اكثر من احتياجنا الى تغيير الدستور ونظام الحكم .. وقد يختلف معى كثيرون فى ذلك .. ان المشكلة الحقيقية فى قطاعات اصبحت كثيرة ومتعددة من هذا الشعب  .. استسلمت للياس والسلبية والقبح .. فما زالت مشاكلنا هى هى لم تتغير منذ السبيعينات بل تزداد تعقيدا .. نعم جزء من المشكلة يقع هناك فى رأٍس السلطة .. ولمن المشكلة الاكبر هنا فى القاع .. فى شعب معدلات اميته تتزايد .. وقيمه الانهزامية والسلبية اصبحت نظام عمل وحياة .. الحل بسيط .. ان يبدأ كل منا بنفسه .. يبدأ بالدائرة التى يملك فيها القدرة على التأثير والتغيير عائلته واصدقائه يبث فيهم قيم العمل والاتقان والجودة .. وهكذا تتسع دائرة تأثير كلا منا الى ان تشمل اجيال جديدة ومستمرة تتمكن يوما ما من قيادة وادارة هذه الامة . 

  

المصدر: انه قلمى| اشرف صلاح الدين محمود
  • Currently 68/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
23 تصويتات / 179 مشاهدة
نشرت فى 22 سبتمبر 2010 بواسطة AshrafSalah

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,600