محب مصر

كاتب أرجو أن أنفع الناس وأن أرى مصر في طليعة الأمم.

authentication required

1- أولادنا .. زينة!

يقول الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) الكهف : 46 فالأولاد منحة يمنحها الله لمن يشاء .. فهو سبحانه (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير) فحكمة الله هي التي تحدد للإنسان مايصلح حياته وآخرته .. وهي التي تحدد الابتلاء والفتن فحقيقة الحياة ابتلاء وامتحان .. ومن هذه الابتلاءات الأولاد وأولادنا زينة زين الله حياتنا بها ومنحنا إياها لنسعد بها ولتكون حافزًا لمواجهة مصاعب الحياة ؛ فإذا أصاب الإنسان مصاب في ولده فليس له إلا ان يسترجع ويوقن بأن الذي منحه هذه الزينة قد استرد عطيته فليحمده وليوقن بأن لله ما أخذ ولله ما أعطى.. فهذه عارية أعارنا الله إياها فترة من الزمن وله أن يسترجعها وقتما يشاء.

2- أولادنا .. باب للتكاثر والتفاخر!

يقول الله تعالى: ( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد) يبين الله حقيقة من يسير في الدنيا بلا ضوابط تحدد هدفه في الحياة؛ فيكون المال والأولاد بالنسبة لمثل هذا بابًا للتفاخر والتكاثر على خلق الله بما لايملكه على وجه الحقيقة ولا فضل له فيه .. فمن منحه المال والولد قادر على أن يسترد عطيته. ولقد حكى لنا القرآن الكريم في سورة الكهف قصة صاحب الجنتين الذي كان يتطاول على صاحبه بما وهبه الله فقال له : (أنا أكثر منك مالا وأعز نفرًا) فكانت عااقبته سيئة. فلنا أن نسعد ونفرح بأينائنا ولكن لا نجعلهم مادة للتعالي والاستكبار على خلق الله .. فهم زينة ومنحة مؤقتة من الله !

3- أولادنا .. أعداؤنا؟!

قد يكون الأولاد دافعين لفساد أهلهم .. فقد يدفعك حبك لولدك أو زوجتك للسرقة أو الرشوة .. وقد يكون الولد فاسدًا فيفسد على أهله دنياهم وآخرتهم!

يقول الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوًا لكم فاحذروهم). فأولادنا فتنة وابتلاء .. قد يكونوا سببًا في دخول قوم إلى الجنة وقد يودوا بأهلهم إلى أسفل سافلين!

ولقد حكى لنا القرآن الكريم نماذج من أبناء فاسدين كادوا يفسدون على أهلهم دنياهم وآخرتهم .. ففي سورة الكهف في قصة موسى مع الخضر .. أوحى الله إلى العبد الصالح أن اقتل الطفل فتعجب موسى مما فعله الخضر فجاء تفسير الخضر لما فعل: (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا . فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما).

وحكى لنا القرآن الكريم قصة ابن نوح الذي عاند أباه ولم يركب السفينة مع الناجين .. فقال له الله إن ليس من أهله .. فالولد الفاسد الذي لا أمل في صلاحه لا نترك فساده يمتد ليهدم أسرة فيفسد عليها دينها ودنياها بل نتركه - بعد أن نستنفذ محاولات الإصلاح - يواجه مصيره عسى الله أن يهديه من طريق آخر. قال تعالى: (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين).

4- أولادنا .. قرة أعين!

إذا ما أحسن الإنسان تربية أولاده ووفقه الله فنشأ الولد بارًا صالحًا .. نافعًا لمجتمعه .. كان مصدر سعادة وبهجة لأهله .. وهذه هي الثمرة الكبرى للتربية . لذلك كان من دعاء الصالحين قديمًا وحديثًا : (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا) .

5- أولادنا .. لن ينفعونا في آخرتنا إلا بدعاء صالح!

هذه حقيقة يجب أن نوقن بها وهي أن اولادك وإن نفعوك في الدنيا فلن ينفعك في الآخرة إلا عملك ولن ينالك من أبنائك إلا دعوة صالحة قد يتذكرك بها ابن صالح .. فاعمل لآخرتك ولا تدع حبك لولدك يرديك في النار. قال تعالى: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).

نسأل الله أن يجعلنا ممن يأتونه بقلب سليم خال من الغل والحقد والحسد .. وأن يحفظ أبناءنا من كل شر وأن يجعلهم قرة عبن لنا في الدنيا وأن ينفعنا بدعائهم في الآخرة!

 

6- أولادنا ويوم القيامة!

قد يتوقع كل منا أن يقبل عليه أولاده إذا ما رأوه بعد فراق أيام في الدنيا .. ولكن القرآن الكريم يذكر لنا صورة شديدة الوقع على أنفسنا وهو لحظة اللقاء بأحبائنا يوم القيامة .. والكل مشغول بعمله ومصيره وينتظر لحظة الحكم عليه .. (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه)
أسأل الله أن ينجينا من هول ذلك اليوم وأن يجمعنا بأحبائنا في الجنة!

المصدر: أشرف عبد الرءوف قدح
AshrafQadah

أشرف قدح

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 1556 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2016 بواسطة AshrafQadah

ساحة النقاش

أشرف قدح

AshrafQadah
كاتب أرجو أن أنفع الناس وأن أرى مصر في طليعة الأمم. »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

217,027
Flag Counter