التأثير البيئى لصناعة التعدين بجمهورية مصر العربية

أبو الحجاج نصر الدين أحمد

استشارى الجيولوجيا والبيئة بجهاز شئون البيئة – مصر

E-mail : Hagag [email protected]

و تمثل اهمية صناعة التعدين فى مصر دوراً هاماً فى الاقتصاد القومــي حيث يتوافـر بها العديد من خامات الثروة التعدينية ذات الميزة النســبية العاليــة والاقليميــة من حـيث وفرة كمياتها ويسر موقعها وأهمية انتاجها للوفاء باحتياجـات محلية أو خارجية فى منطقـــــة أو أخرى من مناطق العالم. وصناعة التعدين بمصر تشمل :

المناجم تحت سطحية مثل مناجم الفوسفات.

الصناعات المرتبطة باستخراج الخامات مثل صناعة الأسمدة والحديد والصلب والأسمنت والفيرومنجنيز والسيراميك والزجاج.

المناجم السطحية مثل الكوارتز والتلك والفلسبار والذهب وغيرها.

المحاجر مثل الجبس والرخام والجرانيت والزلط والرمـــال والكاوليـــن وملـــح الطعـــام و الطفلات. بالاضافة الى موانىء التصدير للخامـــات على السواحـــــل المصــــــــــرية.

ونتيجة التنمية فى صناعة التعدين بمصر تعرضت البيئـــــة والتى تشمـل الكائنات الحيـة والهواء والماء والتربة والأنظمة البيئية المختلفة الى متغيرات وضغوط كثيرة مثل :

التلوث البيئى بأنواعه وينقسم الى :

تلوث الهواء : مشكلة تلوث الهواء بالغبار تؤثر على المعدات داخل المصانع وعلى صحـة الانسان والحيوان وعلى تلف الخضروات وكذلك تأثيرها على المناخ وتقليل الرؤية وأشعة الشمس. ومن مصادر التلوث بالاتربة فى صناعة التعدين بمصر هى ( عـــمليات الحفـــر، عمليات التحميل ، عمليات النقل ، الكسارات والطواحين بالمناجم السطحـــية والمحاجــــر والمداخن بالمصانع مثل صناعة الأسمنت والفيرومنجنيز والسيراميك.

 تلوث المياه : حيث أن التخلص الغير سليم من مياه الصرف فى صناعة التعدين أدى الى تغير فى مواصفات المياه من حيث اللون والطعم والرائحة والتركيب الكيمـــيائى والمــواد الحية والبكتيريا مما يجعلها غير صالحة للإستعمال. وتمثل الأتربة الناتجــة من عمــــليات التعدين أثناء شحن خام الفوسفات من موانىء البحر الأحمر والذى ينتج عنها سحــــابة من الغبار التى تطفو على سطح المياه وتغطى مساحات كبيرة من الشعــب المرجانية أدت الى تدميرها.

تلوث التربة : حيث يؤثر كل من تلوث الهواء وتلوث المياه الى تلويث التربة كما أن المياه الملوثة عند استخدامها فى الرى أدت الى تغيير فى مواصفات التربة وتجعلها مالحــة سواء حامضية أو قلوية وكل ذلك يؤثر على الدخل القومى من المحاصيل الزراعية.

 التلوث السمعى : حيث تؤثر الضوضاء فى صناعة التعدين على قدرة السمع للانسان.

مداخل الطرق العديدة : تتطلب صناعة التعدين طرق ممهدة لاستخراج الخامـــات ولكــــن زيادة أعداد هذه الطرق كما هو موجود بالصحراء الشرقية نتج عنها عمل حفر كبيرة وردم وكميات من الغبار أثناء دخول وخروج السيارات وكل ذلك يؤثر على الأنظمة البيئيــة فى الوديان.

استخدام المعادن الضارة بالبيئة فى صناعة التعـدين : من أشـد المعــادن ضـــرراً بالبيئـــة الزرنيخ ، الاسبستوس ، الكادميــوم ، الرصــاص ، الزئبــق ، المنجنيز ، الزنك والباريوم واستخراج هذه المعادن واستخدامها حالياً فى الصناعة أدى الى مشاكل بيئية وصحية كبيرة لم تكن معروفة من قبل.

ومن هذا المنطلق زاد الأهتمام العالمى بمشاكل البيئة السليمة للموارد الطبيعية من خـــلال مفهوم التنمية المستدامة التى تحقق تأمين تنمية أقتصادية تفى باحتياجات الحاضر وتحقــق التوازن بينه وبين متطلبات المستقبل لتمكين الآجيال المقبله من استيفاء احتياجاتهم ولتحقيق الادارة البيئية السليمة فى عمليات صناعة التعدين لابد من العمل علـى التقليل من الملوثات بقدر الامكان والحد من الآثار السلبية عن طريق تطــوير العمـــليات الصناعـــية و طرق التحكم فيها وكذلك تأهيل مناطق التعدين ( عملية الاستصلاح ) وعمل دراسة تقييم الأثر البيئى لصناعات التعدين المختلفة طبقاً للمواد 19-23 للقانون رقم 4/1994 بشـأن حماية البيئة والأهتمام ببرامج الرصد البيئى وإدارة المخلفات والتنسيق بين الجهات المعنية بالثـروة المعــدنية والبيئة وتحديد مسارات للمناجم والمحاجــر والاهتمـام بالتدريب والتعليم البيئى والتوعية البيئية.