أ.د. أبو رحاب حميد محمود - هيئة المواد النووية

 

يعامل الرماد المتبقي من حرق الفحم والمازوت كنفاية صناعية تتسبب فى مشكلة بيئية عويصة. أعطت التحاليل الكيميائية لعدة أنواع مختلفة من هذا الرماد تركيزات مرتفعة من عنصرى الفاناديوم والنيكل بجانب بعض العناصر الأخرى ذات الأهمية الاستراتيجية. أجريت محاولات مختلفة لمعالجة هذا الرماد بهدف استخلاص الفاناديوم والنيكل، لقيمتهما الاقتصادية المرتفعة وحاجة السوق العالمى لهما، مما يتيح عائدا ماليا كبيرا يسهم فى تكلفة القضاء على المشكلة البيئية.

تقدر كمية النفايات الناتجة عن حرق الفحم والمواد البترولية فى محطات توليد الكهرباء فى مصر بما يزيد عن 30 ألف طن سنويا تحتوى على الفاناديوم والنيكل بنسب تتراوح بين 5 و 15 % تبعا لنوع الوقود باٌلإضافة إلى بعض الفلزات الثقيلة الأخرى مثل الحديد والزنك بنسب عالية وتركيزات مرتفعة من اليورانيوم والثوريوم.

تم استخلاص الفاناديوم والنيكل من هذا الرماد بنجاح فى وحدة تجريبية ذات جدوى اقتصادية عالية، إذ تم استخذام تقنيات مصرية روعي فيها ملائمتها للظروف المحلية، كما روعي في استخدام هذه التقنية أيضا قلة التكاليف مع إنتاج مركبات فاناديوم قابلة للمنافسة عالميا.

إن إقامة وحدات صناعية لهذه التقنية يسمح لمصر وغيرها من الدول العربية أن تتبوأ موقعا متقدما على مستوى العالم فى إنتاج الفاناديوم والنيكل. ويلاحظ أن خامس أكسيد الفاناديوم أو أكسيد النيكل لا ينتجان محليا الآن في مصر رغم حاجة الأسواق لهما بشكل كبير، وعليه فإن الانتاج المحلى لهما سوف يوفر مبالغ طائلة تنفق فى استيرادهما. كما أن الأسواق المصرية والعربية والشرق أوسطية يمكنها التعاون فى الإنتاج والتجهيز والتسويق، استيرادا وتصديرا.

تتكلف الوحدة الصناعية اللازمة لانتاج 12 طن فانديوم و8 طن نيكل سنويا حوالى 250 ألف جنية مصرى. كما تقدر مصاريف التشغيل من مواد استخلاص وطاقة وأجور واستهلاك معدات  وغيرها حوالى 500 ألف جنيه فى حين تبلغ قيمة المنتج حوالى 2.5 مليون جنيه مما يحقق عائدا مجزيا للوحدة سنويا.

  • Currently 135/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 1159 مشاهدة
نشرت فى 20 مارس 2008 بواسطة Arabmines

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

27,036