عصـــر الطباعـــة:
إلى جانب الكتابة كانت الطباعة أحد أعظم منجزات الجنس البشرى في كل العصور.
ـ وقد كان الناس، قبل القرن الخامس عشر، ينسخون الكتب في أوروبا عن طريق عمل مخطوطات أو نسخ من هذه الكتب تتم كتابتها يدويا، ومع أن العديد من هذه الكتب يمثل تحفا فنيا رائعة، إلا أن عملية النسخ اليدوى غالبا ما كانت عرضة لحدوث أخطاء، والأهم من ذلك أن عدد الكتب المتاحة كانت محدودة للغاية ولم يكن شراؤها بوسع أحد سوى دائرة ضيقة من الأشخاص القادرين.
ولقد أحدثت الطباعة تغييرا مذهلا، حيث أصبح من الممكن نسخ المئات وربما الآلاف من النسخ من كتاب معين بقدر كبير من الدقة، وكانت الطباعة ـ بحق ـ اختراعا لا يصدقه عقل، له وقع الصاعقة في أوساط المتعلمين في ذلك الحين.
ـ وقد جاءت أخطر المراحل التى أسفرت في النهاية عن ظهور الطباعة في العالم الغربى عندما بدأت الورقة تحل محل المخطوطة الرقية المصنوعة من الرق (الجلد) في العالم الإسلامى خلال اقرن الثامن الميلادى.
حيث نقل المسلمون استخدامه عن الصينيين وعبر حضارة الأندلس وصل إلى أوروبا الغربية. بعد
(يوحنا جوتنبرج) مخترع الطباعة:
ـ ويتفق معظم المؤرخين على أن (يوحنا جوتنبرج) هو أول من فكر في اختراع الطباعة بالحروف المعدنية المنفصلة وبدأ محاولاته في مدينة ستراسبورج حوالى سنة 1436م وواصلهما في مدينة (ماينز) حوالى 1445 وأخرج الكتاب المقدس باللاتينية ذا الاثنين والأربعين سطرًا سنة 1455، (أى أن محاولة جوتنبزج استمرت 20عاما) حتى خرج أول كتاب إلى النور.
ـ وانتقلت الطباعة بعد ذلك إلى إيطاليا وسويسرا وبريطانيا في عام 1477م أدخل وليم كالستون الطباعة إلى إنجلترا، فأنشأ مطبعته في حانوت بالقرب من (وستمنستر) وأصدر أول كتاب مطبوع في إنجلترا بعنوان (مقتطفات من أقوال الفلاسفة).
ـ وما لبث أن عم هذا الاختراع كلا من بلجيكا وفرنسا وانتقل بعد ذلك إلى أوربا الوسطى وبولندا وروسيا ووصل عدد المطابع في أوربا عام 1500 إلى حوالى 250 مطبعة قامت بطبع حوالى أربعين ألف كتاب.
ـ ويجمع المؤرخون على أن الطباعة من أهم الاختراعات في تاريخ البشرية فقد سهلت عملية التحول الديمقراطى، كما أسهمت مساهمة فعالة في نشر التعليم، وأثرت تأثيرًا كبيرا في التطور الحضارى.
ـ ومن الطبيعى أن نذكر أن نسخ الكتب لم يتوقف بعد اختراع الطباعة إلا أن الكتاب المنسوخ أصبح ينتج فقط لطالبه في حين كان الكتاب المطبوع منتجا للعامة، وهكذا أصبح إنتاج ناسخى الكتب أشبه بنقطة في المحيط الذى هو فيضان الكتب المطبوعة إنتاج هذا التحول ثوريا فيما يتعلق بنشر وتطور المعرفة البشرية.
ويمكن ذكر أهم ما حققته الطباعة للباحثين على النحو التالى:
1-مكنت طباعة نسخة موحدة ومتعددة من الكتاب الواحد الباحثين من استبعاد الأخطاء الناجمة عن النسخ اليدوى والتى كان يتم تداولها عبر الأجيال السابقة.
2-وفرت جهد الباحثين ـ فلم يعد الباحث في حاجة إلى السفر والتنقل من مكان إلى آخر للبحث عن كتاب منسوخ في مجموعات الكتب المتوافرة في اماكن أخرى.
3-حققت الطباعة مفهوم عدم المركزية بما وفرته من إنتاج نسخ كثيرة من الكتاب الواحد وتوزيع هذه النسخ في أماكن متفرقة وقد كانت عدم مركزية المعرفة إحدى الدعائم التى قامت عليها النهضة الأوربية.
وقد مثلت الطباعة حجر الأساس في نشأة وتطور أول وسيلة إعلامية جماهيرية وهي الصحيفة المطبوعة، فبدون الطباعة لم يكن من المتصور ظهور الصحف وأنتشارها في العالم.
وظل تطور وسائل الإعلام المطبوعة مرهونا إلى حد كبير بالتطور الفنى في مجال الطباعة ، فكل تحسين دخل على آلات الطباعة كان له صدى كبير على الصحف والمجلات، ويكفى أن نقارن بين الصحف الأولى التى قامت على إختراع جوتنبرج وبين الصحف الحالية التى تنقل بالأقمار الصناعية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وتجهز في دول وتطبع في دول أخرى.
نشأة الصحافة الجماهيرية:
ـ تمتد الملامح الثقافية الأساسية المرتبطة بالصحيفة الجماهيرية في أعماق التاريخ والصحيفة الحديثة تمثل تجمعا لعناصر من تجمعات وفترات زمنية عديدة فالشكل النهائى للصحافة الحديثة التى نعرفها الآن هو نتاج تفاعل عناصر من مجتمعات مختلفة وفي فترات تاريخية متباينة.
ـ فقبل ميلاد المسيح عليه السلام كان الرومان يعلقون في الأماكن العامة نشرات أطلق عليها اسم (أكتاديورنا) وهي عبارة عن صفحات إخبارية.
ـ واستخدم الصينيون والكوريون نوعا من الخشب المحفور عليه والورق للطبع قبل ظهور الطباعة في أوروبا بقرون عديدة.
ـ وفي القرن السادس عشر، أى بعد ظهور الطباعة في أوروبا، طبعت حكومة (البندقية) نشرة خبرية صغيرة أو نشرة صحفية كان يمكن شراؤها مقابل جازيتا وهي عملة معدنية صغيرة وقد استمر حتى يومنا هذا استخدام كلمة (جازيتا) بمعنى صحيفة.
ـ وفي أوائل القرن السابع عشر، ظهر في ألمانيا ما هو أقرب لفكر تناعى الصحيفة الحديثة، ويقول الخبراء المتخصصون في تاريخ الصحافة إن العديد من الملامح الصحيفة الحديثة مثل المقال الافتتاحى والمقالات الرياضية، والصور والأعمدة السياسية وحتى الرسوم الهماوالية قد استخدمت في أكثر من مكان قبل ظهور الصحافة الجماهيرية.
النماذج الأولى للصحيفة:
ـ كانت القارة الأوربية قبل اختراع جوتنبرج لآلة الطباعة في القرن الخامس عشر تشهد تغيرات سياسية واجتماعية أدت إلى المزيد من تعقد الحياة الاجتماعية للإنسان الأوربى.
ـ هذه التغيرات الشاملة التى بدأت تتعرض لها أوربا دفعت الإنسان الأوربى إلى ارتياد مجالات عديدة لإشباع الحاجات الاجتماعية المتولدة عن هذه التغيرات.
ـ ومن ثم كانت أوروبا مهد الصحافة التى نعرفها الآن كان ذلك في بداية القرن السابع عشر حيث بدأت منشورات منتظمة تنماوال إلى شوارع المدن الأوروبية أولا في ألمانيا والأراضى القريبة منها بعد ذلك.
وعلى الرغم من انتقال الطباعة إلى إنجلترا في أواخر القرن الخامس عشر فإن الصحف لم تظهر بها حتى عام 1621 أى بعد قرن ونصف القرن حين بدأت الصحف تظهر في بريطانيا منذ ذلك التاريخ وكانت تسمى آنذاك Corantos وارتكز محتواها في البداية على الاستخبارات الخارجية ولم تكن تظهر بشكل دورى مثلما هو الحال في الصحف التى ظهرت فيها بعد مثل صحيفة أكسفورد والتى أصبحت فيما بعد صحيفة لندن جازيت. وفي عام 1637 ظهرت أول صحيفة فرنسية وهي وظهرت أول صحيفة في إيطاليا عام 1645.
ـ إلا أن وقتًا طويلا قد مر قبل أن تصبح هذه النماذج المبكرة من الصحف أكثر نضجا وتشتمل على ألوان من المعرفة مثل التعليق والإعلام والترفيه بالإضافة إلى الأخبار.
ـ وبوجه عام فإن تطور الصحافة في أوربا ارتبط ارتباطا مباشرا بقوة المركزية الحكومية، ففي الدول التى افتقرت إلى حكومة مركزية قوية، تطورت الصحافة في ظل سيطرة حكومية أقل وحققت تقدما سريعا عكس المجال بالنسبة للصحف التى نشأت في مجتمعات وجدت بها حكومات مركزية قوية فإن نموها اتسم بالبطء وبعبارة أعم فإن المجتمعات التى هر بها الرأى العام مبكرا بشكل تعتمد عليه الحكومات فإنها كانت أقرب إلى تأييد حرية الصحافة.
ـ فحينما أصبح في مقدور عامة الناس أن يقوموا بدور في تحديد مصيرهم السياسى. اصبح نشر الأخبار والآراء السياسية أمرا مهما. إلا الصراع الطويل من أجل إرساء مبدأ حرية الصحافة قد تم خلال الفترة التى شهدت بدء تدهور الإقطاعيات الملكية القديمة وظهور مفاهيم سياسية ديمقراطية جديدة.
ـ ولقد أدى تغير النظام السياسى إلى تطور بعض أشكال الاتصال الجماهيرى. هذا التغير الطويل والمعقد أرسى تقاليد الصحافة والتى من البداية جعلت الصحافة مجالا للجدل العام والاحتجاج الحربى والتعليقات السياسية.
ـ وقبل أن تنمو بذور الثورة الفرنسية1789 والأمريكية1776 كان المجتمع الغربى بوجه عام يمر بمراحل تغيرات شاملة. فقد أدت ممارسات القرون الوسطى إلى بزوغ فجر النهضة وكان المجتمع الإقطاعى القديم في طريقه للزوال ليحل محله بناء اجتماعى جديد ظهرت فيه الطبقة المتوسطة والتى تحملت مسئولية كبرى في ظل الوضع الجديد.
ـ وقبل أن تصبح الصحافة وسيلة جماهيرية فإن سلسلة من الأحداث السياسية والتغيرات الاجتماعية كانت ضرورية في المجتمعات الغربية مثل تغير الدور السياسى للمواطن العادى ونمو التجارة وظهور الطبقة المتوسطة، يضاف إلى ذلك التطورات الهامة في تكنولوجيا الطباعة والورق وبدء التعليم الجماهيرى بإنشاء وانتشار المدارس.
ـ هذه العوامل جميعا تضافرت لتجعل من الصحافة وسيلة اتصال جماهيرية. لقد أدى تراكم التغيرات الاجتماعية والثقافية في المجتمع إلى أن أصبح من المتاح لكل فرد أن يقرأ الصحف، هذا التطور الجماهيرى انعكس بالضرورة على طبيعة إدارة الصحف وطبيعة محتواها.
ـ كان نتيجة الإقبال الجماهيرى على الصحف أن حاول عدد من ناشرى الصحف بيع الصحف بالنسخة بدلا من النظام الذى كان معمولا به من قبل وهو نظام الاشتراك السنوى. حدث ذلك في إنجلترا والولايات المتحدة ولم تنجح هذه المحاولات. وكان الوحيد الذى نجح في ذلك هو بنيامين داى الذى أصدر صحيفة the New York sun في 30سبتمبر عام 1833، واتخذ شعارًا لها (إنها تضئ من أجل الجميع) ولقد أثبتت الصحيفة صدق هذا الشعار.
ـ والحقيقة أن داى Day بدأ بهذه الصحيفة حقبة جديدة من تاريخ الصحافة والتى في غضون سنوات قليلة أدت إلى ثورة في نشر الصحف. فقد اهتم داى في صحيفته بالأخبار المحلية والقصص الصحفية ذات الجوانب الإنسانية واستأجر داى محررًا اكتسب شهرة وشعبية عارمة بفضل أسلوبه الساخر في معالجة القضايا التى ترد لأقسام البوليس.
ولقد بيعت هذه الصحيفة في شوارع نيويورك مقابل بنس واحد. ولعل داى هو أول من استعان بالصبية لبيع الصحف. وكان طبيعيا أن يقفز توزيعها إلى ألفى نسخة بعد شهرين فقط من صدورها. قفز هذا الرقم إلى 5000 نسخة ثم ثمانية آلاف بعد ستة أشهر من صدورها وكان ذلك رقما مذهلا في ذلك الوقت، ولقد أدى تطور أدوات الطباعة آنذاك إلى زيادة قدرة الناشر على تلبية الاحتياجات اليومية المتزايدة للقراء من نسخ الصحف. مما أدى في النهاية إلى أصبح مفهوم الصحافة الجماهيرية شيئًا واقعيا.
ـ وحينما أصبحت الصحافة الجماهيرية شيئًا واقعيا ومألوفا فإن تحولا كبيرًا حدث في بعض المفاهيم الصحفية. فالخبر الصحفى أصبح أكثر تنوعا ليلبى الأذواق والاحتياجات والاهتمامات الجديدة. فحتى ذلك الوقت كان الخبر يعنى تقريرُا حول أحداث سياسية واجتماعية ذات أهمية حقيقية. إلا أن داى ملأ صحيفته بأخبار من نوع آخر مثل وصف الجرائم وقصص الخطيئة والكوارث أى الأخبار التى يراها الناس في الشوارع شيئًا مثيرا يبعث على الترفيه والتسلية.
حتى أن محررى هذه الصحيفة قد أوهموا قراءهم باكتشافات علمية جديدة مثل وجود حياة على القمر. وحينما كشفت صحيفة أخرى زيف هذا الإدعاء فإن الصحيفة أفادت من ذلك بأن جعلتها دعابة اجتذبت تبها الآلاف من القراء، وفي عام 1837 كان توزيع صحيفة Sun قد بلغ 30.000نسخة. هذا النجاح الباهر دفع بآخرين للمنافسة فظهرت صحف منافسة أشهرها صحيفة Herald في نيويورك التى حققت نجاحا كبيرًا بسبب اعتمادها على الإثارة التى تضمنها أخبار الجريمة والاغتصاب والزنا والفضائح بالإضافة إلى أخبار السياسة والاقتصاد.
هذا التنافس بين الصحف للحفاظ على عدد قرائها، حيث أن مزيدًا من القراء يعنى مزيدًا من الإعلانات وهو ما يعنى في النهاية مزيدًا من المال. هذا التنافس الشديد بين الصحف أدى بالضرورة إلى هبوط محتوى ما تنشره فالقراء في ذلك الوقت كانوا على قدر ضئيل من التعليم، ومن ثم راجت بينهم بضاعة مفرداتها الجنس والجريمة والفضيحة.
هذا التنافس أدى إلى ظهور ما يسمى بالصحافة الصفراء وهي تنسب في الغالب إلى شخصية كوميدية ابتدعتها صحيفة نيويورك ورلد Newyork world بعنوان Yellow Kid.
هذا التطرف في أخبار الجنس والجريمة والفضائح أدى إلى ظهور السيطرة الاجتماعية على مضمون هذه الصحف باعتبارها ضرورة أخلاقية بسبب صيحات الغضب التى أطلقها رجال الدين والتعليم والقانون والمسئولون الحكوميون.
ـ وعلى الرغم من أن الصحافة الجماهيرية قد أصبحت واقعا منذ ثلاثينات القرن قبل الماضى، إلا أنها ظلت محدودة القدرة في مجالات عديدة مثل جمع الأخبار وتكنولوجيا الطباعة والتوزيع.
فقبل أن تصبح الصحف متاحة لكل بيت ظلت هناك مشكلات بلا حل. ولعل أبرز هذه المشكلات جميعا هي مشكلة النقل. ففي عصر الطباعة والنشر بوجه عام ظل الاتصال أسيرًا للنقل. ولقد أسهم التطور التكنولوجى في حل هذه المشكلة حيث مدت جسور السكك الحديدية بين المدن الرئيسية وظهرت القوارب البخارية عام 1840، ثم ظهر التلغراف بإمكاناته لتسهيل نقل الأخبار بسرعة من مواقع الأحداث إلى قاعات التحرير في مبنى الصحيفة وهذا بدوره أدى إلى زيادة قابلية القراء للصحف.
وكلمة تلغراف Telegraph: هي كلمة يونانية تعنى الكتابة عن بعد.
وقد كان (أورشيد) هو أول من فكر في إرسال إشارات واستقبالها بواسطة التلغراف عام 1819... ثم شهدت الفكرة تطورًا هائلا على يد الأمريكى (صمويل موريس) وهو الذى ابتكر الشفرة التى تعرف باسمه وتتكون هذه الشفرة من نقط وخطوط تمثل الحروف الهجائية وقد أقيم أول خط تلغراف بين واشنطن وبلتمور عام 1843
ـ وبتطور الصحافة على هذا النحو ظهرت أهمية الأخبار باعتبارها عماد المحتوى الصحفى. فأصبح للأخبار مندوبوها المتخصصون وظهر المراسلون الخارجيون. ونتج عن تعقد عملية جمع ونقل الأخبار وكالات متخصصة لنقل الأخبار إلى مختلف الصحف وقد أفادت في ذلك من التغراف.
وبحلول عام 1850 كان معدل توزيع الصحف اليومية في الولايات المتحدة هو نسختان لكل عشرة عائلات أمريكية واستمر هذا المعدل في الارتفاع السريع طوال ما تبقى من سنوات القرن الماضى.
كما ساعد على تطور الصحافة اختراع التليفون وهو جهاز لنقل الأصوات بواسطة سلك معدنى عام 1876 وصاحب هذا الإختراع هو الأمريكى جراهام بل.
وبحلول عام 1900 أطلق على التليفون لقب (حليف الصحافة) فلقد أصبحت الصحافة الجماهيرية اليومية في الولايات المتحدة تعتمد على الاتصال التليفونى أكثر من الاتصال التلغرافى.
منقول:
نشرت فى 11 مايو 2010
بواسطة Arabmedia
صفاء السيد
صفاء السيد باحثة ماجستير قسم الإعلام - كلية التربية النوعية - جامعة المنصورة , اهتم بكل ما هو جديد ومثير فى مجال الاعلام عموما والصحافه على وجه الخصوص تم انشاء الموقع 2010/2/11 »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
548,687