مسرح الطفل 
الاطفال هم عدة كل امة وهم رجال المستقبل والعناية بهم ومساعدتهم على النمو المتزن السليم وفق اصول علمية علامة من العلاقات المضيئة والبارزة لرقي الشعوب وتقدمها.ولما كان المسرح وسيلة من وسائل التعلم المؤثرة في هذا المجال فعليه وان المسرح يلعب وبكل وسائله وتفاصيله دوراً مؤثراً



في تنمية قدرات وقابليات الطفل التعليمية اضافة لتنمية مداركه الفكرية وقدراته الابداعية. فالمسرح ليس مجرد متعة لسد فراغ الطفل بل هو وسيلة تربوية ووسيط لنقل المعلومة العلمية الصحيحة وكل ما هو نافع وناجح لبناء شخصيته وكيانه وكما يقول جان جاك روسو عنه هو ليس رجلا مصغرا انما هو طفل له عالمه الخاص وسلوكه وحياته الخاصة اذن ندرك من ذلك ان المسرح عالم خاص له تأثيره النفسي والسلوكي في حياة الطفل وهو اسلوب تربوي خلاق ومتمم للعملية التربوية برمتها.
لذا فان العمل المسرحي المدرسي يتطلب تفهماً واسعاً ودقيقاً لنفسية الطفل وظروفه وامكاناته المختلفة باعتبارها عملية اساسية في العملية التربوية
ويقول مارك توين-الكاتب الانكليزي المعروف (اعتقد ان مسرح الاطفال من اعظم الاختراعات في القرن العشرين لانه اقوى معلم للاخلاق وخير دافع للسلوك الطيب).
وعليه فاذا اردنا كمربين ان نقوم السلوك الحقيقي للطفل وندفعه باتجاه الاهداف الصحيحة كتربويين وكمختصين في مجال المسرح في التربية ان نقوم السلوك الحقيقي للطفل وندفعه بأتجاه الاهداف الصحيحة للعملية التربوية علينا ان نكتب له ونترجم ما نكتبه الى واقع حي ملموس ومحسوس للوصول الى تلك الاهداف.
وعليه يترتب التالي
1-الكاتب هو بالدرجة الاولى مربي قبل ان يكون كاتباً مسرحياً
2-عليه ان يبحث في الزوايا الدقيقة من حياة الطفل - البيت الشارع المدرسة المحيط الذي يتحرك فيه
3-ان يقدم كل ما هو جميل وهادف ومشرق من خلال الحبكة المسرحية مع مراعاة علم نفس الطفل.
4-ان يكون العمل المسرحي جذابا ومنصب في شؤون الطفل ومحيطه.
5-  تنمية مداركه الفكرية والخيالية.
6-زرع الثقة فيه وبناء الشخصية الجديدة.
7-مراعاة نموه الادبي ومدى نضجه الفكري.
8- اختيار شخوص المسرحية اختياراً سليماً ليضفي على المسرحية عنصر التشويق والجذب.
9-البحث في محيط الطفل نفسه واختيار الاحداث والافكار السليمة والمناسبة لشده وجعله يتفاعل تفاعلاً سليماً وملموساً لما يقدم على خشبة المسرح.
10-وعليه فان الديكور الاضاءة والموسيقى والالوان تلعب دورها البارز في كل ما ذكر في هذا الموضوع.
اذن على المعلم والمدرس يقع العبء الاكبر والمسؤولية المهمة لترجمة تلك الافكار الى واقع عملي وتبسيط الرؤى وتحويلها الى صور مشوقة وحكايات تتجسد على خشبة المسرح سلسلة بسيطة وسهلة اضافة الى الكتابة والاعداد بلغة شفافة وسطية تسهل عملية المشاهدة والتواصل والاستيعاب.
لقد دلت الدراسات السايكلوجية على ان الاطفال يحاولون التهرب من الاعمال التي تعلو على مستواهم بينما نجدهم يثابرون على العمل اذا شعروا بقدراتهم على النجاح ولذلك على المربي تبسيط المادة المقدمة ليتسنى له فهمها سواء المادة العلمية او المادة الفكرية المسرحية لذا فان تطابق الموضوع المطروح مع السن اهمية كبيرة في مسرح الطفل فما يقدم في سن الخامسة يبدو تافهاً للطفل في سن الحادية عشرة ومايهز مشاعر الاطفال في هذا السن يثير فزع الاطفال في الخامسة المسرحيات الراقصة والحركية تشد انتباه الاطفال في سن السادسة اكثر مما تشدهم احداثاً تعتمد الحوارات والبناء الدرامي المعقد فينقسم المسرح الى مراحل حسب نمو عمر الطفل وهي.
1-سن السادسة (يكون تركيز الطفل على الحركة المرئية امامه.
2-من ست الى ثماني سنوات تعتبر هذه الفترة ازدهارا لخيال الطفل وتتميز عن سابقتها بانطلاق الطفل نحو افاق عقلية جديدة.
3- من تسع الى الثانية عشرة هي المرحلة التي يتنقل فيها الطفل من عالم الخيال الى عالم الواقع ويتقدم من البسيط الى المعقد وميله الى الاعمال التي تظهر فيها المنافسة والشجاعة وروح المغامرة والتمثيل ويزداد الاهتمام بنوع المسرحيات التي يمتزج فيها الغموض بالبطولة بعكس البنات فيبدو ميلهن الى المسرحيات التي تدور حول العواطف.
4-مرحلة الطفولة المتأخرة او المراهقة (12- سنة - الى 16 سنة) وتعد مرحلة رومانسية مقرونة بفترة المراهقة فتزداد علاقات الفرد الاجتماعية اتساعاً مع محيط الاجتماعي والمسرحيات المقدمة هنا تخاطب العقل والوجدان ومنها الاعمال التاريخية والدينية وتأكيد المثل العليا .
(اهداف المسرح التربوي)
1-تنمية شخصية الطفل وتوسيع مداركه وتدعيم القيم الاخلاقية لديه
2-غرس روح الثقة بالنفس والتغلب على الانطواء والخجل والخروج من عالم المكبوتات الى عالم الواقع (الطفل والمجتمع) وبناء العلاقة الحقيقية الصحيحة.
3-تعليم الاطفال المخارج الصحيحة وتهذيب لغتهم وقلما وتمكينهم من النطق السليم
4-التسلية المفيدة والشريفة بواسطة المسرحيات الهادفة والمفيدة لتصحيح النظره الخاطئة لاولياء الامور حول المسرح باعتباره النغمة النشاز في مجال التربية في حين يؤكد علماء النفس ورجال التربية على ان المسرح دواء شاف لاكثر امراض الشخصية والعلل الاجتماعية لذا فنحن نسعى كمربين مشرفين فنيين وتربويين الى تطوير هذا الجانب التعليمي الخلاق الذي اسمه المسرح ونناشد المسؤولين على دعمه واعطائه اولويات الدعم والمساندة والاخذ بيده نحو التطوير والخلق والابداع خدمة لاغراضه التربوية والتعليمية وتطويراً لمدارك الطفل التعليمية ونقل المسرح الى صف الطفل وساحته وبالعكس تقديم العروض المسرحية على خشبة المسرح لايصال كل ماهو مفيد و نافع لتطوير العملية التربوية الخلاقة......
اذن فالمسرح والتربية والتعليم عناصر متحدة متشابكة متالفة الاهداف والمعنى لانها تصب في بناء شخصية الطفل في زمن نحن احوج ما نكون فيه من اي زمن اخر لبناء مسرح طفل حقيقي هادف وخلاق
ويخدم بناء مستقبل واعد ومشرق في حياة اطفالنا في العراق الجديد العراق الموحد المزدهر ولنجعل من الفنون المسرحية مناهج تعليمية تأخذ طريقها مع المناهج الاخرى التربوية والعلمية لنرتقي بقدرات وامكانيات طلبتنا الذهنية والفكرية لان للمسرح مساحات واسعة تلعب دوراً مهما واساسياً في تسريع عملية التعلم من خلال تلون البرامج وتلون الاساليب التعليمية لديهم ويزيدهم شوقاً وانشداداً نحو تعلم اشياء جديدة ذات فائدة فكرية وولوج عوالم مشوقة جداً لروح الطفل وفاعلة ومجددة ومتجددة في اساليبه الحياتية المتعدد بعيداً عن القوالب الروتينية المعروفة في حياته

المصدر: جريدة الصباح
Arabmedia

ان تعثرت فلا تقعد... بل قم وانطلق نحو القمه

  • Currently 125/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
40 تصويتات / 309 مشاهدة
نشرت فى 12 فبراير 2010 بواسطة Arabmedia

صفاء السيد

Arabmedia
صفاء السيد باحثة ماجستير قسم الإعلام - كلية التربية النوعية - جامعة المنصورة , اهتم بكل ما هو جديد ومثير فى مجال الاعلام عموما والصحافه على وجه الخصوص تم انشاء الموقع 2010/2/11 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

527,307

لا حياة مع اليأس

عندما تيأس، وتقرر الاستسلام والتوقف، فاعرف أنك على بعد خطوات من هدفك. استرح، فكر في شيء آخر، ثم عاود المحاولة من جديد
د. ابراهيم الفقى