بدأ المذهب الرومانسي أو الرومانتيكي في الظهور أوائل القرن التاسع عشر ميلادي ..
و بظهوره اكتسح ثقافة أوربا السائدة آنذاك و استطاع أن يطيح بعرش الكلاسيكية و أن يحل محلها ..
لم يكد يبرز هذا المذهب لولا تململ الكثير من الأدباء من قيود الكلاسيكية و نظامها الصارم و ربما طبقيتها التي كانت الأساس الأول في تكوينها ..
و لا نتجاهل الفوضى السياسية الناتجة عن الحروب التي تفجرت آنذاك كحروب نابليون و التصارع على المستعمرات و الحروب بين الدول المتجاورة في أوربا ..
وكذلك الحالة النفسية المضطربة الناجمة عن الخواء الروحي و الإلحاد و النظرة المادية البحتة .. مما أدى إلى العزلة و الانطوائية و التعبير عن ما يحرق الذات و يعذب الروح ..
أسس هذا المذهب و مبادئه :
- محاربة الكلاسيكية في أساسها الأول الذي تقوم عليه و هو تبجيل الأدبين الروماني و اليوناني .. فالرومانسية ترفض هذا و تدعو إلى خلافه ..
- الحرية المطلقة في أغراض و اتجاهات و مناسبات الأدب .. فلا قيود تحده و لا قوانين تفرض عليه ..
- الذاتية الموغلة في التشاؤم المنبثق عن الاضطراب النفسي الشديد .. لذلك فهذا الأدب يقوم على الفردية الغامضة الحزينة ..
- عدم الاهتمام بالألفاظ و موافقتها أو جمال عبارتها .. فالهدف الذي يلحظ من هذه الرومانسية الثورة و الانطلاق في اللامحدود .. ( الانعتاق من الكلاسيكية و التعبير عن ما في النفس من هموم و بؤس ) ..
- الرفض القاطع للأخلاق أو اعتبارها أساساً في الأدب .. بل لا بد من الفصل بين الأخلاق و الأدب و أن كلاً منهما لا يمت بصلة مع الآخر ..
- الحزن و الكآبة و التشاؤم هو الطابع الملموس في هذا المذهب ..
- الطيران في عالم الأحلام و الهوس بالطبيعة الغريبة المتداخلة الألوان ..
- الاهتمام بالآداب القومية و الشعبية ..
أول ما بدأ هذا المذهب انطلاقاً من فرنسا على يد أحد الباحثين الفرنسيين الذي قام بترجمة لمسرحيات شكبير إلى الفرنسية و استخدام الرومانسية كمصطلح في النقد الأدبي ( الموسوعة الميسرة ) ..
و قد دعا إلى هذا المذهب و هيأ لنشره عدد من الفلاسفة الذين قادوا حملات على المذهب الكلاسيكي و من أبرز أولئك 0 جان جاك روسو و هو رائد الرومانسية الحديثة
و شليك وبودلير و هيجل ..
الرومانسية أقرب ما تكون إلى الثورة التي تسعى إلى جرف كل ما يجابهها في طريقها .. فلقد أثارت الكثير في وجه الكلاسيكية و أبرزت نفسها نداً استطاع الإطاحة بها ..
الفكر في الرومانسية
الرومانسية تدعو إلى التحرر من العبودية ..
و الحرية الكاملة للفرد .. الحرية من القيود العقلية و الفكرية و الاجتماعية و الدينية ..
(( و قد رأيت توافقاً بين الليبرالية و الرومانسية في ظهروها و جوهر فكرها الذي يقوم على الثورة ضد كل ما هو محافظ ..ضد كل ما يقف حائلاً ضد شهوات الإنسان و نزواته سواءً في الفكر أو الدين أو العقل أو الآخلاق .. ))
لذا فهذا المذهب أبعد ما يكون عن الإسلام في كل شيء ..
و كما علق أحد الأدباء .. ( يكفي أنها قائمة على التشاؤم و الحزن و الكآبة .. و الإسلام من ذلك كله براء .. بل يدعو إلى التفاؤل و النظرة المشرقة المبتسمة ..) ..
نشرت فى 12 فبراير 2010
بواسطة Arabmedia
صفاء السيد
صفاء السيد باحثة ماجستير قسم الإعلام - كلية التربية النوعية - جامعة المنصورة , اهتم بكل ما هو جديد ومثير فى مجال الاعلام عموما والصحافه على وجه الخصوص تم انشاء الموقع 2010/2/11 »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
548,690