يتابع المهندس خليل ابراهيم حديثه في هذه الدراسة قائلا: الهوامير لها القدرة والمهارة للصيد بواسطة التخفي بين الميافر والشعب المرجانية وذلك عن طريق تغيير لونها ليتلاءم مع لون البيئة الجديدة ومن ثم القفز بسرعة واحكام على الفريسة ثم الرجوع الى الميفرة حتى تلتهما من دون اي مضايقة من الاسماك الاخرى، فمن ميزة كبر فم الهامور وقدرة فجوة الفم على التمدد الى حجم كبير، مساعدته على شفط المياه التي تسبح فيها الفريسة بقربة، خصوصا ان لون ولمعة عين الهامور الاخضر عاملان مهمان في جذب الاسماك الاخرى اليها ليلا حتى عند وجود ضوء قليل، وان افضل الاوقات للتغذية والصيد عند الهامور هو فترة قبل الغروب، على ان يصادف مع وقفة المايه كذلك فترة ما قبل الفجر، حيث بداية ظهور قليل من النور. اما قبل الغروب فلدى الهامور احساس من واقع الغريزة انه يجب ملء جوفه من الطعام قبل الدخول في ليل طويل، وبالتالي لا بد ان يقوم بنشاط ملحوظ للصيد. اما قبل الفجر فتحدث حركة مضطربة في المياه عامة بين الكائنات من ادنى سلسلة الى اعلاها في الرتبة الغذائية من اول طلعة نور بعد ظلام معتم في الاعماق، حيث الكل يبدأ في البحث عن الطعام من جديد، وبالتالي يكون افضل وقت للحداق هو قبل الغروب وقبل طلوع الشمس وذلك ينطبق على اغلب الاسماك.



الهامور لديه القدرة على تغيير لونه بحيث يكون خليطا متشابها للشعب المرجانية التي يعيش فيه وكثير منه يستطيع تغيير لونه وبسرعة عند انتقاله من الشعب المرجانية الى الرمال ليكون لونه افتح، ايضا يحدث تغيير اللون عند التعارك بين الهوامير الاخرى او عند عملية التزاوج.

الهامور له القدرة على العيش في البيئة القاسية اذا اضطر، حيث لوحظ دخوله في مصبات نهرية وايضا في بيئة تمتاز باختلاف كبير نسبيا في درجة الحرارة، والدليل تواجده في كل المواسم في المياه الكويتية وفي مياه تمتاز بنسبة اقل من الاكسجين وكذلك عند اخراجه من الماء يظل ساعات على قيد الحياة شتاء وحد اقصى ساعة الى ساعة ونصف صيفا على الرغم من تعرضه للحرارة والجفاف خارج الماء.

ويقال ان احد الاشخاص ترك عددا صغيرا من البواليل في حوض سباحة في منطقة سلوى في السبعينات، لان سلوى كانت كلها مزارع وحدائق في تلك الفترة وبعد عدة سنوات قام صاحب المزرعة بشفط المياه دون ان يتذكر انه رمى عددا من البواليل الحية في ذلك الحوض ليفاجأ بأعداد من الهوامير والبواليل لا نعلم كيف عاش الهامور تلك الفترة الطويلة من دون اكسجين مذاب ومن دون طعام ومروره على موسمين كل سنة بينهما فرق شاسع في درجات الحرارة، مما يدل على ان للهامور قدرة على التحمل كبيرة للعيش في بيئة قاسية



اما مهارات صيد الهامور بواسطة الحداق فيتطلب بعض الصبر والانتظار لوقفة التيار، ويكون افضل وقت قبل دورة المايه مباشرة ويفضل ان يكون الطعم حيا حتى البالول الصغير ممكن استعماله كطعم، او رأس خثاق، او ربيانة وحتى القبقب، وكلما كان الخيط غليظا كان افضل والهامور لا يعطي اهتماما بالخيط مثل الاسماك الاخرى. وليس من الضروري صيده في فترة الفساد ويمكن اصطياده فترة وقفة المايه في الحمل ايضا، لانه لا يخرج من الميفرة الا فترة قصيرة بحثا عن الطعام وهناك قاعدة معروفة ليس في كل ايام الحمل المايه حامية وليس في كل ايام الفساد المايه راكدة وهذا الامر لا ينطبق في كل ايام الشهر العربي المصادف لشهري سبتمبر ومارس وملاحظة ذلك بعدم ارتفاع المد بالمستويات العالية وعدم نزول الجزر الى المستويات المنخفضة، كما هي في ايام الحمل من الاشهر الاخرى.

واهم شيء في صيد الهامور عند اول نبرة (والهامور لا ينبر، بل ينهش الطعم) ويذهب الى الميفرة، فمن الضروري عدم منحه فرصة لسحب الخيط، خصوصا الكبير منه حتى لا يدخل في ميفرة ومن ثم ينفخ نفسه بالهواء ليشد بدنه على جدار الميفرة بإحكام فيكون من الصعب اخراجه، والافضل ان يترك فربما يخرج لاحقا ومن ثم سحبه، واذا دارت الماية فإنه لن يخرج الا في الوقفة الثانية، ففي هذه الحالة عليك وضع بوية كبيرة وطول خيط مرتين او ثلاثة من عمق الماء لتأتي اليه في الوقفة التالية اي بعد 4 الى 5 ساعات وفي حالة ابعاده عن الميفرة، فالبقية تكون سهلة وممتعة واذا اخرجته من المياه العميقة فإن رجوعه الى القاع صعب، خصوصا اذا كان من اعماق كبيرة نسبيا وذلك لانفجار الغرف الهوائية في الهامور وتسربه الى اجزاء اخرى من الجسم فيكون من الصعب عليه النزول.

الهامور كان يتواجد بكثرة في المياه الكويتية وذلك لامتياز المياه الكويتية على مياه المناطق الاخرى من الخليج في كثير من المميزات، افضلها وجود مصبات نهرية في الشمال وما ترتب على ذلك من التغذية NOVRISHING لصغار كل الاسماك حتى اليرقات وتلك المغذيات ادت الى تواجد انواع مختلفة من البلاتكتونات النباتية والحيوانية، اي تكون سلسلة غذائية كاملة ليرقات صغار الاسماك وحتى الاسماك في المرتبة الاعلى من السلسلة الغذائية وايضا لوجود كثرة الملاجئ والعوارض البحرية، وخصوصا في ما يسمي الخرايب او المناطق الشمالية من الخليج في المنطقة الواسعة قبل دخول طبقة، ووجود دوامات طينية نهرية ناعمة ومغذية في خور عبدالله، حيث تصعد تلك المغذيات من عملية Up Welling للتيار، ووجود السدود وبداية الارض او نهاية البحر، خصوصا في منطقة مرقات خور عبدالله ومرقات عبادان ومرقات فيلكا ومنطقة الجون ومنطقة خورصبية ونهاية الامتدادات المائية وكان الهامور منتشرا وبكثرة في شمال الخليج، لكن للاسف تعرض للصيد الجائر وبشدة، مما ادى الى انخفاض مخزونه من 2298 طنا 1985 الى 179 طنا 1996، وعلى الرغم من ميزة الهامور على بقية الاسماك قدرة التحول من الجنس الى الآخر Hermaphrodite Species اي كلما ذهب او اختفى الذكر تتحول اكبر انثى في المجموعة الى الذكر ليتناسل مع المجموعة الاخرى، هذه الميزة التي جعلته يصمد اكثر من الاسماك الاخرى، على سبيل المثال فصيلة هامور Golith اذا ذهب الذكر لسبب ما فلا يوجد ذكر آخر ليحل محله في المجموعة نفسها ليلقح الاناث ومن ثم تعرضت المجموعة للنقصان الشديد رغم قلة صيده بالاساس بموجب الاحصائيات المتوافرة عنه وفي مساحة شاسعة من خليج المكسيك وبحر كاريبي، وان من الاسباب الرئيسية لاستنزاف الهامور عندنا هو استخدام القراقير من دون ضوابط ومعايير حتى استخدام الكوفة لصيد الربيان تقوم بصيد الهوامير وتدمير ملاجئها.




السريعة المسموح لها بالصيد وغير المسموح لها بالصيد، وان كل سفينة خشبية مصرح لها برمي 100 قرقور وفي الواقع ترمي 1200 قرقور، بموجب شهادات نواخذ تلك السفن، اي ان الجهد في صيد الهوامير عال جدا جدا، اي اذا كان انتاج كل قرقورين ثلاثة هوامير سنة 1985 فقد اصبح كل 8 قراقير تصيد هامورا واحدا سنة 1996، فإنه اذا وصل هذا المستوى في الانخفاض فهل الافضل الاستمرار في الصيد ام ايقاف الصيد للحفاظ على مخزون الهامور؟ وانه حان الوقت لاصدار قرار آخر من دون تردد كما صدر قرار من الهيئة بمنع استيراد شباك النايلون ومنع استيراد القراقير ومنع تصنيعه واستعماله، وعلى الرغم من ان ضرر القراقير اكثر بكثير من ضرر استخدام الليخ، فان الليخ يستخدم فقط للاسماك التي تسبح بين المايتين وهي اسماك غير ثابتة للمنطقة، بل هي اسماك مهاجرة، في حين ان القراقير قضت على الاسماك القاعية والرابية اساسا في المياه الكويتية والمياه المتاخمة قضاء تاما، والتي كانت من ضمن مخزون المياه الكويتية وانواع منها اختفت كليا وانواع اخرى تعرضت بشدة للاستنزاف والاختلال بين عدد الذكور والاناث، وانه يتطلب بعد اصدار قرار منع استخدام القراقير في المياه الكويتية وتعويض أصحاب السفن والقوارب المرخصة للصيد بواسطة القراقير كمرحلة أولى واصدار قرار آخر بمنع صيد الهامور لفترة محددة كافية للسماح لجميع المواليد الجديدة للوصول إلى مرحلة النضوج كمرحلة ثانية، والمرحلة الثالثة السماح للإناث بالتحول إلى الذكور للتزاوج مع الجيل الذي ولد من بعده والمرحلة الأخيرة منح مدة كافية لوصول جميع الإناث إلى مرحلة عالية من التبييض، اي تحتاج فترة المنع من 9 إلى 11 سنة لإعادة المخزون إلى ما قبل 1985 (علماً بأنه كان يجب ألا يسمح بصيد هذا العدد الهائل، كما حدث في سنة 1985 بصيد 2298 طناً، الذي معه نزل معدل الصيد إلى مستويات منخفضة جداً في السنوات اللاحقة.



كما حدث مع هامور النوع GOLIOTH، ذلك نقلاً عن التقرير الصادر عن NMFS الخدمات البرية الوطنية للأسماك في الولايات المتحدة، الذي انخفض مخزونه بشدة في خليج المكسيك وبحر الكاريبي الذي يعيش 37 سنة، ويختلف عن بقية الهوامير بنظام الجنس أي انه ذكر أو انثى مدى الحياة وان انتاجه التجاري وصل سنة 1979 إلى 15454 كيلو غراماً وسنة 1988 إلى 61818 كيلو غراماً في الولايات المتحدة ثم انخفض بالتدريج بسبب زيادة الجهد بالتوازي مع قلة الإنتاج، مما أدى إلى اتخاذ إجراءات حازمة مشددة من قبل الإدارة القنصلية لأسماك خليج المكسيك مثل رفع الحد الأدنى صيده من 48 بوصة إلى 50 بوصة ثم اتخاذ قرارات اكثر حدة مثل منع صيده في المياه الفدرالية سنة 1990 في قرار صدر من إدارة المصائد المرجانية في خليج المكسيك وتبعته بعد ذلك إدارة أسماك جنوب الأطلسي بالقرار نفسه ثم قرار آخر من إدارة القنصلية لأسماك بحر الكاريبي 1993بمنع صيده ومتابعة وضع هذا النوع من الهامور في خليج المكسيك 2003 من قبل المركز العلمي لأسماك جنوب الشرقي، توقع ازدياد قدرة التبييض إلى أكثر من النصف ما نسبة 90% في 2006 وازدياد قدرة التبييض إلى أكثر من النصف ما نسبة 100% في 2009.

عمر الهامور

كما ذكرنا ان معدل أعمار الهامور طويل وبلوغه مرحلة النضوج الجنسي طويل، وبالتالي صيد البواليل قبل الوصول إلى تلك المرحلة لا يعوض أو يزيد المخزون السمكي وبالتالي فإن حماية الصغار والسماح لها للوصول إلى مرحلة البلوغ هو للاستفادة منها في سد محل الأسماك التي ازيلت أو أخذت من المياه بواسطة الصيد أو نفقت نفوقاً طبيعياً، لكن لسوء الحظ فإن صغار الأسماك لا يحمي بالضرورة من الصيد الجائر فنقص المخزون يحدث ايضاً عندما يتم صيد أعداد كبيرة من الأسماك، لان الأسماك الصغيرة حتى لو تعدت مرحلة البلوغ تكون قدرتها على إنتاج البيض أقل من قدرة الأسماك الكبيرة، مما يتطلب السماح للأسماك بالوصول إلى مرحلة ليس فقط النضوج الجنسي، بل على ان تكون لها نسبة عالية من التبييض أو يسمى Spawning Potential Ratio وان هذه الحالة تطبق عند وصول المخزون السمكي لنوع ما إلى مرحلة الخطر وهو ما يسمى منع صيد تلك الفصيلة لأجل غير مسمى، حتى ترتفع نسبة طاقة التبييض إلى مستويات عالية وان الحالة نفسها حدثت لسمك الحمرا، لكن بمعدل استنزاف اكثر من الهامور لدرجة أنه لم يعد موجوداً في المياه الكويتية، ذلك ايضاً لارتفاع معدل اعمار الحمرا إلى 40 سنة أي اكثر من الهامور وبالتالي يكون بطيء النمو وايضاً لتشابه حالة الحمرا مع هامور النوع GOLIOTH ولانه لا توجد حالات التحول من الأنثى إلى الذكر في الحمرا وكذلك الاسماك القاعية الأخرى التي اختفت من المياه الكويتية مثل برطام، نهاش، دبسة، صافي، ثور عندق، نيسر، فرش نتيجة الاستخدام المفرط للقراقير.

إعداد/ أمانى إسماعيل

ArabianGulf

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

ArabianGulf
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

725,035