إعداد عبد الله عيسى

بدعوة من رجل الاعمال خالد علي المبارك، شاركت القبس في رحلة بحرية خلال عيد الاضحى المبارك، استضافت فيها من البحرين الشيخ الدكتور خالد بن خليفة الخليفة، والدكتور الأكاديمي الاستشاري كاظم أبل، ولفيف من الاصدقاء وكبار الشخصيات.
انطلقت الرحلة باليخت الملكي «المبارك» في الساعة الرابعة عصرا من سواحل شرق، باتجاه سواحل الجنوب، وكان الجو جميلا جدا، والبحر كما يقولون «دهنه» وكانت الركسة اولى محطاتنا للاستراحة وممارسة هواية الحداق ،التي لم يحالفنا فيها الحظ، الا بصيد القليل جداً، ثم اتجهنا الى سواحل السالمية التي استقبلتنا بصيد النويبي وبعض اسماك الشعم وكثير من الجم «حلالي»، ثم توجّهنا الى منطقة الفنطاس، وبعدها كانت محطتنا الأخيرة باتجاه جزيرة عوهة أم الخير لتستقبلنا بأجوائها الجميلة جدا وصيدها الوفير.
واستمتع فريق الرحلة جدا في رحاب هذا اليخت الملكي المجهز بكل وسائل الراحة، وبالاجواء الممتعة والنسيم البارد رغم قلة الصيد، وكان ختامها مسك على حفل العشاء «الباربكيو» المميز بتشكيلة كابتن الرحلة خالد المبارك.. وخلال الرحلة كانت لصفحة البحر والصيد هذا الاستطلاع.

في البداية يقول الشيخ خليفة:
من يبحر في سواحل الكويت، بلد الحضارة والمجد، يجد نفسه كأنه في موطنه الأصلي، سواء البحرين أو قطر أو السعودية أو الإمارات أو عمان، ويذكر محطات تاريخ السفن الخشبية وارتباطها مع دول الخليج بصلة الدم وبصداقة وثيقة، وأكد أن من يزور الكويت لا يشعر باغتراب مكاني أو نفسي، لانه بين اهله واخوانه، وتاريخنا مرتبط بعضه ببعض، ويذكر تلك الأحداث التاريخية التي شهدها نواخذة الكويت والسفن الكويتية، وصراعها وذكرياتها التي سجلها التاريخ على امتداد سواحل الخليج العربي.
وأضاف: ملح الرحلة وحلاوتها تجدها في البحر، وهو الاستراحة التي يحتاج إليها كل إنسان بعيدا عن معترك الحياة، ويكسب فيه الراحة النفسية، وكذلك يجد في هواية الحداق متعة تكتمل بصيد صالح ومفيد، وأرفض جميع وسائل الصيد المخالفة والمدمرة للبيئة، لأن حياتنا مرتبطة ببيئتنا، والبحر يعتبر بيئتنا الثاني.
ويقول الخليفة: من خبرتي المتواضعة في هواية الحداق تعتبر محادق البحرين مميزة جدا وصيدها وفير وفيها خير ومن المحادق المفضلة مقابل جسر الشيخ خليفة وجسر الشيخ سلمان والجسر القديم الذي يربط المنامة بالمحرق، وأيضاً من المواقع المميزة للحداق منطقة الوادي، وعندك منتجع البندر في ستره، وكذلك من جهة ميناء خليفة، وأيضاً مناطق الفشوت والجزر الداخلية.
وقال، الكثير من الحداقة يعتبرون جسر ستره من أفضل المحادق، وفيه معظم الأسماك التي يرغبون في صيدها. أما الخيوط التي يستخدمونها فغالباً تكون 40 و50 وأحجام أخرى، أما الييم، فالربيان والخثاق وبعدهما الميد، هو الانسب للصيد وهناك طريقة تقشير الربيان، وبعدها يملح ويتركونه ساعة أو ساعتين في الشمس، ومن ثم يستخدم للحداق.
ويقول الخليفة، الحداقة في البحرين لديهم التزام بالقوانين والإرشادات للمصلحة العامة، وتجد أن الأغلبية أوقات الصيد عندهم من الصباح وحتى قبل غروب الشمس. أما الأسماك المرغوبة، فهي الصافي والقرقفان والشعري، وبعدها يأتي الهامور.
ويقول د. خالد الخليفة، لا تستغرب عندما أقول لك أن سمكة الصافي من أفضل الأسماك في البحرين ومرغوبة جداً، وهي أشهر من الهامور، وغبقات رمضان عندنا يكون فيها الصافي الطبق الرئيسي، وهذا ينطبق على باقي دول الخليج، في كل بلد تجد نوعاً من الأسماك مفضلاً عندهم، وعلى سبيل المثال في عمان عندهم الشعري درجة أولى وبعض الاسماك غير مرغوبة مثل الشعم والنقرور، التي تعتبر من الأسماك الأولى عندكم في الكويت، وفي قطر يفضلون الحمام على باقي الأسماك، وفي السعودية يرغبون السبيطي والدويلمي، وهكذا على باقي الدول الخليجية.
وأشار الخليفة إلى أنه يجب الاهتمام بال‍بيئة، وفرض قوانين صارمة للحفاظ على السواحل والبحر والثروة السمكية، والثروات الطبيعية، لأنه بكل بساطة حياتنا مرتبطة بالبحر والبيئة.

الشعم أكشن وطافح بالشمال
من جانبه، يقول كابتن الرحلة خالد المبارك، إن الشعم طافح في كل المحادق الشمالية، وصيده هالأيام أكشن. أما البالول فينصاد صوب الطبعانات وحول الجزر. أما من يرغب في النقرور فأنصحه بالجليعة أم النقارير، وللعلم النقرور يكون بشكل روس، يعني إذا صايد نقرور وراها الثاني، وفيها أيضاً فرخ شماهي ونويبي، خصوصاً عند البوية.
وأضاف، كل ييم لها موسم، وفي كل طلعة حداق، لازم تشكل الييم والحداق الشاطر يعرف هذه الأسرار،لأن الأسماك أصبحت تتشرط بنوع الييم، وإلا ما تضرب على الخيط، ويقول مبتسماً حتى الأسماك لازم تدللها وتقدم لها «بوفيه»، وعلى سبيل المثال في محادق عوهة صوب القصار وبحرك 23 أو خلف الشيب، يفضل أن تكون ييمتك ربيانة مقشرة وطازجة إذا تبي الشعم.
ويقول المبارك: الشعم والفسكر والمزيزي يرمرم ويبيله ميدار صغير تلشطه قبل ما ياكل ييمتك ويمشي، اما النويبية تخمط الخيط بدون مقدمات وتبلغ الميدار وتضرب على كل ييمه اذا كانت موجودة.
وقال: الجم ما زال موجود ويخالط الاسماك في معظم المحادق وساعات يضرب علينا حلالي وخاصة صوب الابراج، اما المحادق البعيدة مثل نيوة كبر فيها كل سمكة طيبة واحرص يكون خيطك 60 علاق وميدارك صفر ثلاثة، وايضا يبدأ هالايام صيد العندق والنهاش والقطو ويكثر مع شهر ديسمبر، واذا ما حالفك الحظ بالحداق جرب التشخيط او اللفاح صوب الحيشان وصوب جزيرة كبر فيها بالول وكنعد.

محادق العيد
ويقول المبارك: استمتعنا بمحادق العيد وبمشاركة الاصدقاء من خلال رحلاتنا البحرية وكان الجو حلو جدا والبحر استقبلنا بأجواء ممتعة من اول ايام العيد وحتى نهايته، واستمتع معظم الحداقة بصيد وفير وخصوصا عشاق عوهة ومحادقها من الشعم والنويبي العود اللي رد الروح في بحرنا.
واضاف: قولبنا الى عدة محادق وكان الصيد لا بأس فيه لأن الهدف من الرحلة هو كسر روتين العمل والاستمتاع بأجواء عطلة العيد ولمة الاصدقاء ووناسة المواقف وقضاء وقت ممتع.
وبسؤاله عن صيد السبيطي وهل صحيح انه اذكى الاسماك وما ينصاد بسهولة؟ فقال: السبيطي نوع من انواع الاسماك ولا يختلف عنها بشي واختلف مع بعض الحداقة اللي يقولون عنه عيار وذكي وما ينصاد بسهالة ويبيله حرفنة وغيرها من الكلمات التي لا تعبر الا عن حبهم لصيده، او اثناء التحايل عليه لكي يضرب على الخيط، ومن واقع خبرتي المتواضعة الحرفنة انك تصيده في الوقت الذي يرغب فيه نوع من انواع الييم، وعلى سبيل المثال.. في البوارح تذبح السبيطي على المصير مع ماية السجى اول رشتها الى اول الثبر، وهالايام يبيله عومة او زورية حية وبعض الييم في وقته يكون دوى وسحر ما يقاومه.
وقال: اهل المشابك يقولون لو السبيطي ذكي ما ينصاد بالمشبك مثل عنقود العنب، وكذلك هواة الغوص يدعم الغواص ويجابل السهم.
والسبيطي له اماكن ومايات ومطارح، والارزاق لها ابواب عند رب العباد وايضا الخبرة والمعرفة بأسرار البحر والصيد لها دور كبير في الصيد، وهناك نواخذة مشهود لهم بخبرتهم وفي حداقة كبار بالكويت ينافسون بخبرتهم في أي بلد عربي وخليجي.

محادق الشمال والجنوب
يقول المبارك: محادق الشمال لها ميزتها بتنوع الأسماك وأطيبها وهي المرغوبة أكثر مثل الشعم والنويبي والسبيطي والنقرور ما فيه مقارنة مع الشعري والفسكر سواء على السفرة أو بالسوق، وأيضا محادق الشمال بالشتاء مثل هالأيام لغاية شهر مارس فيها خير وصيد وفير. وأيضا من المتعارف عليه أن سمكة الرق أطيب من سمكة الأعماق ومعظم محادق الشمال أعماقها قليلة جدا ما تتعدى 30 قدما ما عدا الركسة، وعموما محادق الشمال ما يختلف عليها اثنان، أما محادق الجنوب فهي تتميز ايضا بنظافة بحرها ووضوح الرؤية وتقدر تغوص وتحدق، وبعض الحداقة بالصيف يفضلون محادق الجنوب وفيها الأسماك متنوعة ومحادقها كثيرة مثل الزور وبنيدر والجليعة وأم المرادم وقاروه الى الأرياق. وتقدر تمارس الحداق والغوص والتشخيط وطبعا لهواة الغوص الجنوب أفضل وتبقى سمكة الشمال في رأي أحلى ومرغوبة أكثر.

أسرار السبيطي
بسؤال المبارك عن أسرار السبيطي وخبرته بصيده يقول: السبيطي ينصاد بنخشرة الحيشان اللي صوب الركسة وأفضل ييمة له هي الحاسوم وطريقة شكه تكون بالميبر وتحط خيط الرداع بالميبر وتدخله من آخر الحاسوم الى ان يطلع من حلجه وبعدها ردع الميدار ولفه لفة كاملة علشان الحاسومة ما تموت. ولازم يكون ميدارك اكبر من صفر ثلاثة وبعدها تسحب الرداع من الاخر الى ان يبقى طرف الميدار وخيطك يفضل ان يكون 40 او 45 ركة طويلة وبعدها زهب اليزه للحبيب السبيطي شيخ السمك.
وقال: لنتعاون جميعا من كل هواة البحر وعشاقه من حداقة وصيادين بأن نأخذ على نفوسنا عهدا ووعدا بأن نلتزم بكل قرارات الثروة السمكية ونحافظ على بيئتنا البحرية ونحاسب كل من يخالف في بحرنا، وخلال عام واحد ستجدون ان بحر الكويت هو الاجمل والاوفر بالصيد.

إعداد/ أمانى إسماعيل