جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أزمنةٌ تائهة
كُنّا في البصرةِ نذرعُ أزمنةً تاهت في بغداد،
أعوامٌ منها سَرَقَتْها دجلة،
امتدَّ الخُسْرُ عميقاً في ميْسان،
ماتَتْ في الموْصلِ أعوامٌ
سنوات ٌ دَفَنَتْها الكوت،
الحربُ بوارٌ في ربواتِ التيهْ،
سرقَ الفاجرُ أحلى أيامِ النور،
والجاهل ُ يدفُنُ حتى الأحلام،
وقطيعُ سفاهةِ هذا الأبلهِ مأبونٌ،
يساومُنا حتى بثوانينا ،
دقائِقُنا مَرْميّهْ
خلْفَ سِنيِّ الريح
تحتَ سنابكِ هذا الغول.
….
كُنّا في ميْسان نتذكّرُ أيامَ أوائِلنا،
إذْ زرعوا فينا الشمس،
تاهتْ في ذي قار كُلُّ مراكبنا،
لم يعْرِفْنا نخلٌ أو ديوانٌ يذكُرُنا،
في ساوةَ لمْ نَدْرِ أينَ نسير،
ولا حتّى بيتٌ يقبلُنا،
في الشاميّة، لم نعرفْ يوماً أينَ مكانُ الشام،
بديارِ عليٍّ قَبّلنا خدَّ ابنَ أبي سُفيان،
ياويلَ حماقتِنا!
بخيامِ حُسينٍ كُنّا جُنْدَ يزيد،
آهٍ يابابلَ آه!
ما أبقينا نوراً بجناحيْن،
ولاحتّى صَحّحنا أوراقَ التيهْ.
حسين جبار محمد
المصدر: حسين جبار محمد