جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
دراسات تحليلية نقدية للدكتورة Sama Baghdady
على قصيدتي:
قُلتُ أنا المُهلهِل
من النثر
قصيدة
بعنوان
هناك
على شاطئ الأمل
يقف الحُبُّ ويسأل؟
من ذا يُصدرُ صوتاً
ومن يضربُ مندل
ومن يرحم عبداً
صلّى الليل وأكمل
وأبردَ على الرّمل
حين الصُّبحٌ تدلّل
دعيني أجرفُ بقاياك
من الفمِ حتى الصّندل
فانتِ الرِّيقُ بحلقي
إذا الثَّغرُ فيك تهَدّل
إليكِ عنٍي فأنت الأجمل
كلما رأيتكِ تأتي ليلاً
أنزلُ جهلاً وأصعدُ أجهل
فلا تميطي بوجهك عنّي
إذا الجسم فيكِ تسلَّل
تعرفين دربي إليكِ
فلا تخافي يوماً أرحل
لن يكفَّ الدمع نزولاً
على قدميكِ الأجمل
ولا الشِّفاهُ عبوراً
على ثغركِ الأعسل
تمهّلي فلستُ إلّا صخراً
دخلني العشق وعجّل
هل ترين زوايا العتم
في شغافي الذي تعطّل
يوم غزوتِ فؤادي
وكان غزواً أسهل
حينها انبثقُ الحُبُّ
هريداً بريداً مُرسل
أيُّها الحُبُّ لا تخجل
وأرسلن فعل الأمر افعل
اهناك وأنت التي تبلبلت
تأتني على حصانٍ أشهل
أحمِلُ الجسم بذراعي
لفانٍ إذا الفاني ترجّل
وأطوي القلب عليك
طيّ الحالمِ الأهبل
أعيشُ على فتات حبي
عَلّ لقائي بك يحصل
وقبل وبعد هذا وذاك
يسكنني شعورٌ أفضل
بأنّ البُعدَ وإن استحال
سيصبحُ يوماً أسهل
واقعاً وقوعَ الشمس
في كبدِ الفجر الأرمل
انتهى
بقلمي
تمام طاهر سلوم الخزاعي
وهذا ما قالته الناقدة الكبيرة
دكتورة Sama Baghdady
رؤية عامة للنص المقدم( هناك) للاستاذ تمام سلوم الخزاعي بقلم سما سامي بغدادي
................................. ........... .....
لطالما تعودنا على هذا الفيض الابداعي الشفاف الملاصق للروح الانسانية والذي تميز به الشاعر الدكتور المبدع تمام سلوم الخزاعي ، حيث انه برع في رسم حرف منعم بمعاني الجمال والالق والعذوبة ، والحكمة العالية والمضامين العلية المكنونه ، فهو يستلهم معاني القداسة من روح تحمل النبل وتقدس المشاعر الانسانية والروحية ، ويستقرأ ذات الانثى الحبيبة بلون من الوان التبجيل ، فمسمى الانثى عند الشاعر المبدع المهلهل هو مسمى يحمل روح الجمال والنقاء ، والطهر ، وهي معنى ولادة لكل الجمال الكوني من حولنا ، وهي سر من أسرار الكون بها ومن خلالها تتجدد الملامح الكونية ، فالشاعر صاحب الروح الشفافة لطالما كان يناغي ذلك الكائن بحنو ومحاباة عالية ، كي تشرق تلك المضامين السامية وتعبر عن ذاتها وتسطع في فضاء الروح كشمسٍ مشرقة ، وتعود لتشمخ بذلك السمو والترفع بعيداً عن اي ضيم، وقهر، يهشم معانيها ويمس بمعالمها الجليلة، فأشعار الاستاذ تمام هي اشبه بالدخول الى دوحة غناء مليئة بفصوص اللغة ، و ترتيل الانغام الشجية ، وتنوع الصور الشعرية التي تعتمد على قاموس لغوي ثري المضامين ، يعتمد لغة الخطاب المقدس قوامة واضحه لخلق التأثير المرجو في شعور المتلقي ، بما يحمل من حكمة عالية ، وتشبيهات شعرية واعية ذات قداسة عالية تكون هي الاساس في خلق التغير النفسي داخل شعور المتلقي فهي بمثابة توضأ ، وتعميد في ينابيع اللغة ومفرداتها الغنية بالمضمون الفكري والمحتوى الانساني والاخلاقي الذي يعيد التوازن للفطرة الانسانية ، فدرك الذات ماهيتها المبهمة الضائعة وسط المسميات .
رؤية سيمائية عامة للنص
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نص ابداعي يُطل ّ به الشاعر المبدع المهلهل صاحب الرؤى المميزة والحرف الصداح، بالجمال والتميز، ويحمل في طياته، الرقة، والعذوبة، والعمق، والشفاية ،حين يزهر في القلب كشتائل ورد ويتوسد.فضاء الروح ليغمرنا بمعاني السلام والطمأنينة ، نص قوي البنية رصين المعالم مؤثر يحمل رسالة تتحدث عن المشاعر الانسانية وماهية الحب النقي الذي تتعمد به الروح بالقرب والبعد في تهدجات فوضوية وروحية عالية القيمة ترتقي بشعور القارى ء ليدرك جمال الشعور الملاصق لجمالية المفردة ، وإختار الشاعر قافية مؤثرة ذات تردد صوتي يحمل التشديد كي يخلق التأثير المرجو داخل النص ، في إسترسال لغوي وتوصيفات مبهرة تشد القارئ وتدخله حرم البهاء اللغوي كي تشرق معالم الذاكرة ،بماغاب عنها من كيانات لغوية هُجرت بالتقادم وسط عالم مادي محاصر بالإسفاف اللغوي ، ومليء بالصراعات والمشتتات العقلية ،لذا نجد النص الجيد والرسالة السامية التي يحملها الشاعر على عاتقه هي إبراز معالم الكلمة المقدسة وقيمتها المعنوية ،والانسانية ،والروحية، في عالم مهزوم منكسر بالخذلان على كافة الاصعدة ، ومن هنا تأتي أهمية الادب في تغير المجتمعات لإدراك ماهيتها الانسانية والعودة للارتباط الروحي الخالق ، وكذلك شرع الشاعر في تلك الاستدلالات اللغوية لمعاني الاندماج الروحي بالحب ، وإشراقة معاني الانثى المقدسة ، التي طالما تغنت بها الاساطير ، والملاحم الشعرية عبر التأريخ ليعيد تلك الهيبة الى الكيان الانثوي أولاً ، ويعيد هيبة وقداسة اللغة ، ومضامينها المتجلية في الانثى الشامخة المترفعة الابية التي تتفرد لتشرق بمعاني ذاتها .
النص، يقسم إلى قسمين: إستعراضي يستخدم التوصيفات الجمالية كي يؤكد المعاني النبيلة بشيء من الفخر والشموخ في طرح الصور الشعرية ذات التوصيفات الشفافة والمعبرة ، والقسم الثاني يعالج مضامين انسانية وفق رؤية تحمل قداسة النص كي تخلق تأثيرها الكامل ، ويحمل تدفق الأفكار والتعابير بحيث تكون متوازنه ضمن بنية رصينه منسابة ذات دراميتيكية منسابة تحمل تدرج يشعل شغف القارئ .
الهدف العام:
يبدو وفق الرؤية التي أستقرأها ، ان النص يؤكد على تعزيز صورة الذات النسانية التي تحمل نقاوة عالية ، يمكن أن يكون الهدف أيضاً هو التعبير عن الوفاء والإخلاص والثبات على القيم الانسانية والاخلاقية وفق رؤية رصينه .
يستخدم الشاعر تشبيهات في نص هناك ، ومن عنوان النص هناك ان هناك عالم مضاء بالنور يسكن الداخل ترنو اليه الابصار كلما زادت قداستها الروحية ويتدرج في طرح تساؤولاته وإستعطافه ِ لمعاني الروح كي تنثني وتذوب في هذهِ الفوضويات الروحية التي هي اشبه بتهدج عابد أفنى عمؤه في مناجاة وجه الجمال الالهي المتجلي في روح وكيان أنثى كندوة تبلل عالم يملأه القحط الروحي والمعنوي ويرتوي بأطياف الجمال النقي و"ذلك الطيف المستقر سكنٌ هو في ثوب ملاكٍ لكن بشر" لإبراز جمال وقوة المعالم الانثوية معالم جمالية كانت أم روحية ، كما يتعمد الى رسم التوصيفات التي تحمل قداسة خاصة من تأثير الارث الثقافي داخل روح الشاعر وبالتالي المتلقي العربي، لوصف ، الحرف الشعري المشرق في صحائف الكون ، يزهو بأطياف الجمال ويتجلل بثوب النقاء والفصاحة، والبلاغة، والقداسة اللغوية لإضفاء دلالات جليلة وتعميق المعنى الذي من اجلهِ كُتب ذلك النص .
الابداعي الرائع دام التألق أستاذي كل التقدير
سما سامي بغدادي
المصدر: الناقدة/سما سامي بغدادي