قراءة نقدية في نص 
(في مدن الاصنام ) الشاعر المبدع أشرف شبانه 
نقد وتحليل ، الناقدة  سما سامي بغدادي 
النص  
في  مُدنِ  الأصنام  .. مدينة
 ~~~~~~~~~~~~~~~~     
   ليس  من  السهلِ  ؛  
         أن  تكونَ  إنساناً  
         عليكَ  أن  تستلَ سيفَكَ ا
         بجوفِ  الليلِ  المطير
         و تمتطيَ  جوادَك  العاري  ،
         لتحميَ  القمرَ  ..
         الساكنَ  أمسياتِك  ،
         و  الذي لم  يستطعْ  اللصُ ..
         الذي  سرقَ  عمرَك  ؛  
         أن  يسرقَه  ،  ثم  تطير  
         تقتسمُ  مع  العصافيرِ الرغيف
         و  تعودُ  حاملاً  السماء  ؛
         لتلتحف بها  في المساء 
         كمُشرّدٍ من  فيضِ  الرضا 
         تغمرُهُ  السعادة  ؛
         بالنومِ  على  الرصيف
         عليك)  أن  تطلبَ ..  
         من  الصيادِ  الفقير .. 
         ثقيلِ  السمْع  ؛  
         أن  يُغنيَ  للأسماك  ..
         حتى  تصيرَ  مُلونة
         و تُغنيَ معه  لأرواحِ  الموتى  
         لتأتيَ  من  هناك  
         ترفرفُ  علىٰ  المكان
         و  تكونَ  إلفاً  للوليف
         تَتَشاطرَ  روحَكَ معه  
         و تتركَ  قلبَكَ  يتْبعُه
         و  بحنانِ  امرأةٍ  لم  تُنجب ؛
         تتلطفُ  بالدمى  ..
         حتىٰ  تستطيعَ  الحراك
         تسيرُ نحوَ  النور ليتبعَكَ  ظلُّك
         و  تملأُ  بالنسيمِ  جيّبَك  ؛
         لتبتسمَ  في  الهجير
         عليك  أن  تتعلمَ  ؛
         كيف  تُعيّنُ  الحدَّ ..  
         بين  ماءين  امتزجا  ،
         و  تَحلَّ  الخلافَ ..
         بين  الجمرِ  و  النار ،
         و  ترحبَ  بالثلوجِ  ..
         المتساقطةِ  عليك .. 
         لأنها لك  ؛
         و  تذوبَ  معها  حين  تذوب
         و  تحبَّ  الترابَ  لأنك  منه .. 
         و  إليه  تؤوب
         أيا ابن التراب ؛ 
         ستذروك  الرياحُ   يوما  ،  
         لا تدري  إلى  أين  تسير
         فلا  تكنْ  كزورقٍ   أبحرَ  ..
         بضبابِ  الفجر  ؛ 
         لم  يرْهُ  أحد
الشاعر اشرف شبانه 
قراءة نقدية في نص 
(في مدن الاصنام ) الشاعر المبدع أشرف شبانه 
نقد وتحليل ، الناقدة  سما سامي بغدادي 
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ربما حان الوقت لرؤية جديدة يحملها الادب العربي ويعبر عنها ،  أدباء وشعراء وكتاب عرب ، تحمل هذه الرؤية نظرة شمولية للواقع العربي  من منظار الحداثة اللغوية والفكرية ، تنهض بالفكر  الواعي العربي للمتلقي كي تعيد أدلجة الافكار والرؤى وفق  أراء خاصة يتبناها الكُتاب والشعراء ، واليوم حين قرأت نص الاستاذ شبانة وجدت فيه الكثيير الذي يُقرأ  عدة قراءآت  ، فالنص الذي تكون له عدة قراءآت يكون له عمق خاص في ذاكرة الوعي ، يحمل إنطباعات مختلفة بتعدد القراءآت والرؤى ،  ونص في مدن الاصنام نص مختلف تماماً  عن كل مانقرأ ، فهو يحمل أصوات متعددة  تُظهر ماهية الشعور ، وتستنطق براهين كامنة للذات  تعبر حدود ودلائل المحسوس والمسموع ،  في مدن الاصنام ، ومن إسمه الممييز الذي يحمل في طياته الكثير نجد ،  تعبير عن الشاعر بلغته المميزة عن هذا العالم انه عبارة عن عالم مليء  بالاستعبادات المادية التي تلغي همس الروح والعالم الروحي ، من صراعات  وكوارث ، وهموم ، ومتطلبات ، وأزمة تعبير عن الذات ، 
وبدأ الشاعر بالتعبير عن معضلة الذات في الانعتاق والانفلات من أسر المادة عبر صور شعرية تحمل  تكثيف عالي وصياغة جمالية عالية  تجل من النص  شغف للقارئ كما في مقطع النص 
ليس  من  السهلِ  ؛  
         أن  تكونَ  إنساناً  
         عليكَ  أن  تستلَ سيفَكَ 
         بجوفِ  الليلِ  المطير
         و تمتطيَ  جوادَك  العاري  ،
         لتحميَ  القمرَ  ..
         الساكنَ  أمسياتِك  ،
         و  الذي لم  يستطعْ  اللصُ ..
         الذي  سرقَ  عمرَك  ؛  
         أن  يسرقَه  ،  ثم  تطير  
         تقتسمُ  مع  العصافيرِ الرغيف
         و  تعودُ  حاملاً  السماء  ؛
         لتلتحف بها  في المساء 
         كمُشرّدٍ من  فيضِ  الرضا 
         تغمرُهُ  السعادة  ؛
         بالنومِ  على  الرصيف
فهنا نجد جمال المفردة في التعبير عن  الحرب التي تخوضها الذات للحفاظ على نقائها الاول  وكيف يكون الارتقاء الصحيح بمجاهدة الانسان ليحظى بمسمى إنسان ، في ان يكون جزء لايتجزء من هذا الكون  ان يحمي مفردات كيانه الروحي وسط كل هذهِ الصراعات التي عبرعنها الشاعر بلغة رصينة بلغية وتكثيف عالي ، وتشبيهات وأنسنة للشعور بشكل مذهل ، وأجمل مافي نصوص الاستاذ شبانه انها  تركيبة مختلفةمن المفردات تحمل  أبجدية متنوعة  المصادر حداثية وعربية أصيلة ، تحمل إرث ثقافي  متنوع وثري ، فمااجمل تلك الحرب التي تلك الذات الانسانية النبيلة التي تصارع طواحين الشر ، تلك الذات للانسان المعاصر ، المحاصر والمأسور بأن يحمي مفردات حياته البسيطة من التيه وسط ذلك الدمار الذي يعيشه الانسان العرب المسحوق المشرد  وسط  كل تلك الازمات والصراعات ، فمااجمل تلك الصورة الشعرية التي تتجلى نورا وجمالاً في ان يكون الانسان مشاركاً  للعصافير  الرغيف  والتي قد تعبر غن اطفال  صغار يتمنون العيش بسلام  في عالم تؤزمه الكوارث والصراعات ، ان ينام في حضن القمر  ويشارك الشمس فرحتها بالفجر الوليد ، الانسان البسيط الذي يكون أقصى حلمه أن يعيش الحب كأنه حكاية إسطورية  تملأ قلبه  بالاشراق والصفاء ، يلتحف السماء ، ويشعر بالرضى لان أقصى حُلمه هو ان يحضى بركن آمن وسط العراء ، لم ينسى الشاعر تلك القوة المحركة لهذا الكون التي  تعمد الارواح بفيض النقاء والسعادة والشغف ، تلك الرؤية العميقة للحب 
سكنت خُلد الشاعر وعبر عنها بتلك الخلطة المميزة والمُنَكهة بين لغة الاشعار النثيرية العالمية ولغة العرب المليئة بالتوصيفات التي ترتقي بتبك المسميات  الى فق كوني وروحي وجمالي ، يجعل الحب إنعتاق وحرية  من كل الاطر المغتادة والمسميات  المجة ، فمااجمل توصف تلك الروح في أن تسكن لمت تحب عبر ذلك السفر المخملي  في مفردة مليئة بالسحر كما في مقاطع النص  
لتأتيَ  من  هناك  
         ترفرفُ  علىٰ  المكان
         و  تكونَ  إلفاً  للوليف
         تَتَشاطرَ  روحَكَ معه  
         و تتركَ  قلبَكَ  يتْبعُه
         و  بحنانِ  امرأةٍ  لم  تُنجب ؛
         تتلطفُ  بالدمى  ..
         حتىٰ  تستطيعَ  الحراك
         تسيرُ نحوَ  النور ليتبعَكَ  ظلُّك
         و  تملأُ  بالنسيمِ  جيّبَك  ؛
         لتبتسمَ  في  الهجير
         ويأتي بعدها  ذلك الاسر الشعوري الذي يستميل القارئ بالشغف  حول رسم حلول  مضاءة بالنور من فكر مستنير آل على نفسه أن يكون  عالمة فارقة في عالم الادب والشعر  الحداثي العربي ، فالشعر رسالة يقدمها الشاعر  كي تُضيف معاني جديدة تحل أزمة الذات في رحلتها   للبحث عن مسمياتها  والعودة بها الى فطرتها الاولى المرتبطة بمسميات الكون والخلق ،  وهي من تستمد منها  قوتها وإستمرارها كما في مقاطع النص الاخيرة التي عبره عن جهد الانسان في ان يقاوم كل أشكال العالم المادي والصراعات وفق رؤية شفافة رقيقة كنصل السيف لكنها حادة في تغيير ذلك الركام العالق بمراياها النقية كما في مقطع 
عليك  أن  تتعلمَ  ؛
         كيف  تُعيّنُ  الحدَّ ..  
         بين  ماءين  امتزجا  ،
         و  تَحلَّ  الخلافَ ..
         بين  الجمرِ  و  النار ،
         و  ترحبَ  بالثلوجِ  ..
         المتساقطةِ  عليك .. 
         لأنها لك  ؛
         و  تذوبَ  معها  حين  تذوب
         و  تحبَّ  الترابَ  لأنك  منه .. 
         و  إليه  تؤوب
         أيا ابن التراب ؛ 
         ستذروك  الرياحُ   يوما  ،  
         لا تدري  إلى  أين  تسير
         فلا  تكنْ  كزورقٍ   أبحرَ  ..
         بضبابِ  الفجر  ؛ 
         لم  يرْهُ  أحد
فمن يحل الخلاف بين الجمر والنار ويقبل بهطول الثلوج في قلبه كجزء من قبول إشكالية الحياة المليئة بالتوافقات والتناقضات التي هي جزء من كيانها الخلاق  ويبحر في زورق الوعي ويشرق في داخله أفق الفجر الساطع بالنور والجمال 
شكراً لهذا النص الابداعي الممييز الذي  يعد علامة فارقة في الادب الحداثي المعاصر .
الناقدة سما سامي بغدادي

المصدر: الناقدة سما سامي بغدادي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 69 مشاهدة
نشرت فى 31 يناير 2024 بواسطة Arabauthors

الإتحاد الدولي للمؤلفين العرب

Arabauthors
الإتحاد الدولي للمؤلفين العرب مجلة للمؤلفين والكتاب والشعراء مجلة للسلام والتسامح واحترام الآخر *** رئيس مجلس ادارة الاتحاد/ دكتورة/ سابرينا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

45,870