الشاعر/هادي صابر عبيد/يكتب في مجلة/الاتحاد الدولي للمؤلفين العرب

قلبي وأنا قانِعٌ بِما  أنتَ  حامِلُ 
وقد حملتُكَ وما حملتَ من عِللُ 
.
ما تصبو إليهِ يجولُ في خاطري 
فلا ضِلَ لي مورِدُ نعيمٍ ولا منزِلُ 
.
ليسَ  لي   ذِكرٌ  عِندَ   قومي   
ولا فضلَ لمن يدعونَ الفضائِلُ 
.
فمن  لي  بالوصلِ  دونكَ  الحياة
إذا  لم  نحمل بعضنا فمن  يحمِلُ 
.
أكثرتُ  من  السؤالِ  عن  عملٍ 
حتى  بِتُ  من  السؤالِ  أخجلُ 
.
أرباب العملِ في دياري أعداءٌ 
الكُلُ مُعارِضٌ ولموالاتي يِعذلُ 
.
كُل أيُها القلبُ من الروحِ  ما شئت 
حقُكَ بالرغدِ وماتَ بالناس الشمائِلُ 
.
باتَ  الصدرُ  ضريحٌ  لقلبي  
العيونُ شاهدٌ والصدرُ محملُ 
.
الموتُ  حاضِرٌ ولكِنهُ   مؤجلُ 
أأبى   الخشوعِ  للموتَ  يحمِلُ 
.
تنكرت لي الناسُ كأني غريبُ 
وعرفت الأرضُ  ثباتي  الجبلُ 
.
الصبرُ عرفَ   قدّرَ من  حملُ 
ورحلَ  دونَ  العودةِ   خجلُ 
.
رغمَ   فُقري  إني  حسن  الخُلُقِ 
ولم أنسى بأن البشرُ بِقدرِها الجللُ 
.
نهت الأعرافُ عن الفواحش  
فأتمرتُ بِنُهاها وبِتُ لها نُزُلُ 
.
أغُضُ العيونَ رغم قسوة الزمانِ 
وكأني لم أرى  الجمال  والحُللُ 
.
تنكسِفُ  العيونُ من المُرهفاتِ 
ويفتِكُ بالقلبُ عِشقَ لم  يكتمِلُ 
.
يهونُ في سبيل الكبرياءُ المُحل 
وما ذلَ الزمان إنما ذلَ الجهل 
.
لو تحولت الجبالُ وكُثبان الرمل 
إلى ذهبٍ لم تملأ بالبشر المُقل 
.
ملكت البُخلاء زِمام  العيشِ 
أدنت من  قدر منازل  العقل 
.
غمائِم عيوني بدمعِها سحائِبُ 
أنتظرُ جفافها  من  الهطول 
.
مكثتُ دهري وعيوني تُناظِرُ 
وما ملكتُ رغدُ العيشِ ولا مالُ 
.
نواعِمُ ألسنة الناس كأنها حريرٌ 
عيونهُم  سِهامُ  وقلوبهُم  غِلُ 
.
تبقى العيونُ عيونٌ والقلوبُ 
قلوبٌ وبالنفوسُ تختفي الأعمالُ  
.
هادي صابر عبيد 
سوريا / السويداء 
.