ثالثا : نقل وزراعة النباتات الشجرية الصغيرة :
وذلك من خلال الخطوات التالية :
1- تقطع الجذور الممتدة خارج دائرة حول الجذع تعادل دائرة التاج ، وذلك باستخدام عتلة ذات طرف حاد مسنون قبل عملية النقل بعدة شهور . ويستطيع النبات أن يتأقلم على هذه الصدمة البسيطة ويكوَّن جذور ماصة جديدة أقرب إلى الساق الرئيسية .
2- تروى الشجيرة رية غزيرة قبل النقل بيومين أو ثلاثة مما يزيد من تماسك التربة حول الجذور فتسهل عملية الفصل ( فصل الصلية ) .
3- يعمل قطع رأسى إلى أسفل فى التربة بواسطة لوح تقطيع أو ظهر الجاروف أو عتلة حول منطقة الجذور بما يسمح بالحصول على أكبر حجم للصلية .
4- تلف الصلية لعمق 30 سم بسلك شبكى أو خيش مع ربط الأطراف السائبة .
5- تقطع الجذور تحت الصلية بإستعمال الجاروف أو العتلة ثم يدفع جزء من شبكة السلك أو الخيش تحت الصلية للحفاظ عليها فى هيئة كرة سليمة .
6- ينقل النبات إلى حيث زراعته ، ويوضع فى الحفرة المعدة لذلك ، يردم حول الصلية بمخلوط التربة مع السبلة ( بنسبة 3 : 1 ) ، ويراعى عمل بتن مرتفع قليلاً على شكل دائرة حول النبات بعد تثبيته يكفى للحفاظ على ماء الرى داخل حفرة الزراعة .
الوقت المناسب لإجراء عمليتى النقل والزراعة :
يمكن بالعناية الكافية نقل النباتات فى أى وقت من السنة ، ولكن لضمان نسبة أكبر من النجاح ، فإن معظم النباتات يفضل نقلها فى الجو البارد نسبياً ( الخريف وأوائل الشتاء ) والذى لاتقل فيه درجة حرارة الليل عن 10ْم حيث تكون النباتات ساكنة أو شبه ساكنة . أما نباتات المناطق الدافئة ، فيفضل نقلها عند بدء دفئ الجو فى الربيع ( حيث يبدأ سريان العصارة فى أنسجة النبات وتتنبه البراعم للخروج ) .
رعاية وصيانة النباتات الشجرية بعد زراعتها
الرى:
تروى الأشجار والشجيرات بعد نقلها مباشرة وخلال السنوات الأولى بعد النقل رياً غزيراً وعلى فترات متقاربة ، لإن الإهمال فى الرى وعدم إنتظامه فى تلك الفترة ضار جداً بها . وبتقدم الأشجار فى العمر ، يمكن إطالة فترات الرى تدريجياً لتشجيع الجذور على الإنتشار والتعمق داخل التربة حتى تصل لمستوى الماء الأرضى وتعتمد على نفسها بعد ذلك فى الحصول على الماء اللازم لها .
يعتبر الربيع أنسب موعد لتسميد الأشجار والشجيرات الكبيرة ، حيث بدء دفئ الجو وسريان العصارة . ويراعى وضع السماد فى منطقة نمو الجذور النشطة مع رى النباتات جيداً خلال موسم النمو .
ويتم التسميد بأحدى الطرق الآتية :
( أ ) التسميد بالكبسولات :
وفيها يستعمل حفار يدوى لعمل عدة ثقوب صغيرة على حدود دائرة تعادل حدود تاج الشجرة وذلك على أبعاد 60-50 سم من بعضها . أما فى الأراضى الرملية فتضيق المسافات عن ذلك . يجب ألا يكون الحفر عميقاً ولاسطحياً وإنما فى المنطقة التى تنتشر بها الجذور . تستعمل الأسمدة المركبة بكافة أنواعها وتفضل بطيئة التحلل خاصة للأراضى الرملية على أن تقسم الكمية بالتساوى على عدد الثقوب التى عملت . وقبل وضع السماد داخل الثقوب يراعى مزجه بكمية مماثلة من الرمل . تروى النباتات رية غزيرة بعد وضع السماد .
(ب) التسميد السائل :
وفيها يدفع محلول السماد السائل داخل التربة إلى عمق 60-30 سم من خلال إنبوب معين موصل بطرف خرطوم الرى ، ثم يضغط المحلول فى منطقة إنتشار الجذور . ينصح بتوزيع الكمية من السماد السائل على دفعات فى غصون شهرين .
(ج) التسميد السطحى :
وهو الأكثر شيوعاً . وفيه ينثر السماد على سطح التربة بإنتظام أو فى فجوات صغيرة موزعة بإنتظام حول الشجرة . تعزق التربة عزقاً خفيفاً بعد نثر السماد ثم تروى رية غزيرة .
( د) التسميد الورقى ( بالرش ) :
وفيه يدفع السماد على هيئة رذاذ خفيف فى وجود مادة ناشرة ليعم المجموع الخضرى بأكمله . ويفضل أن يتم ذلك فى الصباح الباكر أو المساء حتى لا تقوم الشمس بتجفيف الأوراق قبل أن تمتص القدر الكافى من المحلول المغذى . كما يراعى تجنب الرش فى الأيام ذات الرياح الشديدة ( حتى لا تطيح بمحلول الرش بعيداً عن النباتات ) وعند كثرة الغيوم ( خشية سقوط الأمطار التى تغسل محلول الرش فلا يستفيد النبات منه ) .
يمكن قص الأشجار والشجيرات وإعطاؤها أشكال هندسية خاصة ، نذكر منها :
( أ ) الشكل الهرمى :
وفيه نترك الساق الأصلية لتنمو إلى الإرتفاع المناسب ثم تقرط من أعلى لتشجيع نمو الأفرع الجانبية بإنتظام حولها . بعد ذلك تقص هذه الأفرع الجانبية من أعلى قصاً جائراً ، وبالتدريج فى القص إلى إسفل نحصل على الشكل الهرمى أو المخروطى ( كما يحدث عند قص الفيكس العادى ) .
(ب) الشكل الكأسى أو القمعى :
وفيه تتبع نفس الخطوات السابقة ، إلا أن التدرج فى القص يكون من أسفل إلى أعلى ( حيث تقص الأفرع الجانبية السفلية قصاً جائراً ، بينما يقل عمق القص كلما إتجهنا إلى أعلى ) . يتم ذلك أيضاً على أشجار الفيكس نيتدا ، خاصة عند زراعتها فى الجزء الوسطى بالشوارع الرئيسية وعلى جوانب الشوارع الفرعية الصغيرة .
(ج) الشكل الأسطوانى :
وفيه تتبع نفس الخطوات السابقة ، وبعد ذلك تقص الأفرع الجانبية بإنتظام من أعلى إلى أسفل وذلك بالحفاظ على تساوى أطوال الأفرع الجانبية دون زيادة أو نقص فتبدو الشجرة أو الشجيرة وكأنها أسطوانة منتظمة.
هناك أيضاً الشكل الكروى والشكل الطباقى والشكل القمى متعدد الروؤس ، كما يمكن تربية الأشجار فى إتجاهين أو ثلاثة أو على شكل تعريشة ، هذا بالإضافة إلى تقزيمها للحصول منها على نماذج مصغرة تصلح لتجميل غرف المعيشة ومكاتب الشركات والأفنية المشمسة ( كما حدث مع الفيكس ليراتا وبنت القنصل والجهنمية والبرليريا المقزمة .. وغيرها من النباتات الشجرية الأخرى ) .
تختلف الأشجار فى إحتياجاتها للتقليم ( وذلك طبقا للغرض الذى زرعت من أجله ) .
وبصفة عامة تتم عملية التقليم قبل بدء خروج البراعم وسريان العصارة ، بينما يجرى تقليم التشكيل فى أى وقت من السنة للحفاظ بأستمرار على الشكل الهندسى للشجرة ، أما الأشجار المزهرة فتقلم عقب موسم الإزهار مباشرة . ويلاحظ أن الأشجار المنزرعة بغرض توفير الظل لاتحتاج عادة إلى تقليم ، ويقتصر تقليمها فقط على التخلص من الأفرع الجافة والميتة والشاردة .
بينما الأشجار المخروطية أو ذات طبيعة النمو الطباقى ( والذى تخرج فيه الأفرع فى أدوارمتتابعة فوق بعضها وكأنها طبقة فوق طبقة ) كما فى شجرة عيد الميلاد ( الأروكاريا ) فإنها لاتقلم على الإطلاق وذلك للحفاظ على طبيعة نموها المنتظم .
كذلك الأشجار ذات النمو المتهدل مثل التاكسوديم وصفصاف أم الشعور . أما تقليم التجديد فيتم على الأشجار التى تظهر عليها علامات الضعف والتدهور ، فتقلم تقليماً جائراً تقرط فيه الشجرة إلى قرب سطح الأرض ، ثم توالى بالرى والتسميد وعمليات الخدمة لتعطى أفرع شابه جديدة تربى من جديد لنحصل من خلالها على شجرة فتية قوية النمو .
عند تقليم الأشجار يجب إتخاذ كافة الإحتياطات التى تسمح للجروح بأن تلتئم طبيعياً ، وذلك بنمو القلف بشكل متزايد ليغطى سطح الجرح ، ولا يتم ذلك إلا عندما يكون القطع فى نهاية الفرع عند نقطة إتصاله بالفرع الأكبر أو الساق الأصلى ( الجذع ) وبمحاذاتها ـ وترك أى جزء من الفرع المزال بالتقليم ولو كان صغيراً .
قد يمنع التئام الجرح طبيعياً أو يؤخر حدوث الإلتئام مما قد يعرض الخشب للإصابة بأى غفن من الأعفان .
وإذا كان قطر الجرح أكبر من ( 3سم ) وجب الإحتياط بدهانه بعجينة القار المخلوطة بمادة مطهرة ( مثل برمنجنات البوتاسيوم ) .
كما يراعى عند إزالة الأفرع الكبيرة أن يتم ذلك على مراحل ، بأن يزال فى كل مرحلة جزء من الفرع بدءاً من طرفه ثم إلى قاعدته بالتدريج ، وذلك حتى لايتسبب عندسقوطهلو أزيل مرة واحدة أية إنسلاخات فى جذع الشجرة أو حدوث أية تلفيات بمحتويات المكان الموجودة فيه الشجرة ، ثم يسوى سطح الجرح حتى يصبح محاذيا لسطح القلف ويدهن بالعجينة المطهرة .
لضمان نمو الأشجار فى إتجاه رأسى إلى أعلى يستعان بدعامة تثبت بجوار الشجرة عند زراعتها ، على أن توضع هذه الدعامة فى الجهة التى تهب منها الرياح غالباً لتصدها عن جذع الشجرة وتمنع إحتكاك الهواء به مباشرة ، هذه الدعامات قد تكون من الخشب المطلى بدهانات تحميه من خطر الرطوبة والحشرات ، وتعتبر الدهانات البيضاء أكثر الدهانات ملائمة لهذه الدعامات . يمكن أيضا إستخدام أغصان بعض الأشجار المستقيمة أو الغاب أو سنادات البلاستيك المقواة بالحديد كدعامات تربط إليها جذوع الأشجار المنزرعة حديثاً بشكل يحمى الجذع من الجرح أو الخدش ، وتستعمل لذلك قطع من المطاط أو خراطيم المياه القديمة لحماية الجذع من تأثير الحبال أو الأربطة المستخدمة فى عملية الربط .
أما أشجار الشوارع فتركب عليها أقفاص من الحديد لحمايتها خلال السنوات الأولى للغرس من عبث الجمهور ، خاصة الأطفال .
إستخدام الأشجار فى تجميل الشوارع:
نتيجة لزيادة عدد السكان وازدحام المدن بالمباني والمنشآت وتعقد مشكلة المرور وإرتفاع نسبة التلوث والضوضاء بدرجة فاقت الوصف ، خاصة تحت ظروف الحياة في مصر ، فإن إختيار أشجار الشوارع يجب أن يتم طبقاً لأسس ومعايير معينة ، نجملها فيما يلي :
1- مدى وجود الأسلاك العلوية والتوصيلات الأرضية بالشــارع .
2- حجم وطول الشجرة الموجودة بالشارع وتركيبها البنائى . ( يفضل الأشجار الهرمية أو المخروطية الضيقة والقائمة الغير منتشرة ) .
3- مدى تعرض الأشجار المنزرعة للإهمال والمعاملة السيئة ( خاصة من الأطفال ) وقلة المياه وإرتفاع درجات الحرارة عن المعدل المعتاد . ومن ثم ، يفضل إختيار الأنواع الغير حساسة والتى تتحمل هذه الظروف .
4- عمر الشجرة : أحد العوامل الهامة فى الإختيار ، لإن تغيير الأشجار فى الشوارع يحتاج لجهد كبير وتكاليف باهظة ، لذا ينصح بإختيار الأنواع المعمرة بطيئة النمو حتى لاتحتاج لقص وتقليم مستمر .
5- يفضل إختيار الأشجار كبيرة الحجم لقدرتها على تكييف الجو وتلطيفه ومكافحة التلوث ، شريطة ألا تكون غزيرة التفريع .
6- تفضل الأنواع المكافحة للضوضاء المستديمة الخضرة الغير مثمرة ، لإن الأنواع المتساقطة والمثمرة تتسبب فى تقذير الشارع .
7- عند زراعة الجزر الوسطى التى يقل عرضها عن (3م) تختار الأشجار الصغيرة أو الشجيرات أو أى نوع مناسب من نباتات النخيل ـ أما الجزر الأكبر من (3م) فيختار لها أشجار أكبر حجماً .
8- فى الشوارع العريضة تكون مسافات الزراعة (15-10م) ، بينما فى الشوارع الضيقة تكون (10-8م) ، أما عند زراعة النخيل فتترك مسافات تتراوح مابين (8-5م) .
9- لا تزرع الأشجار كبيرة الحجم عند تقاطعات الطرق حتى لا تحجب الرؤية .
10- تختار الأشجار القابلة للقص والتشكيل عند الرغبة فى الحصول على أشكال منتظمة ملفتة للنظر .
11- ألا يقل عرض الشارع عن (12م) وعرض الرصيف عن (3-2م) .
يفضل أن تحفر الجور التي ستزرع بها الأشجار على بعد نصف متر من حافة الرصيف ( البردورة ) الملاصقة لنهر الشارع أو الطريق ـ إذ يسمح هذا الموضع للأشجار بالتفريع بحرية دون أن تعترض فروعها الشرفات والأبواب والنوافذ ومداخل العمارات والجراجات وحجب الضوء والهواء عنها فيما لو زرعت قريبة من المبانى . وعليه .. فإن زراعة الأشجار قريبة من حافة الرصيف يعطى الفرصة للأشجار بنشر أغصانها فى جميع الإتجاهات بحرية تامة ودون الحاجة إلى تقليمها أو تقصيرها فتؤدى دورها كاملاً فى التظليل والتجميل . أيضاً فإن زراعتها فى هذا المكان يسمح بترك مسافة كافية من الرصيف لمد وإصلاح شبكات المرافق العامة من مياه وكهرباء وتليفونات . أما أرصفة الكبارى فيصعب حفر جور الأشجار بها ، ولذلك يكتفى فى تجميلها بوضع أشجار صغيرة أو متوسطة الحجم ( مثل التيفيتا ـ التويا ـ الفيكس نيتدا القابل للقص والتشكيل ـ ومن النخيل : الفوانكس والكاميروبس والأريكا وذيل السمكة ) فى براميل أو أية آنية كبيرة ثقيلة من الأسمنت وحديد التسليح حتى لاتحركها الرياح من مكانها أو توقعها على الأرض .
هذا .. ويتوقف إختيار الأشجار عند زراعتها فى الشارع على ظروف هذا الشارع والغرض من تشجيرة ، فمثلاً :
( أ ) عند تشجير الشوارع المجاورة للأنهار والترع ، تختار أشجار لايحجب نموها منظر المياه ، فتزرع أشجار صغيرة الحجم محدودة النمو مثل : البوانسيانا والكاسيانودوزا وخف الجمل ( البوهينيا ) وبودرة العفريت ( إستركوليا) ـ أو تزرع أشجار كبيرة قابلة للقص والتشكيل مثل : الفيكس نيتدا ـ أو يزرع النخيل بأنواعة كالواشينجتونيا والسابال والفوانكس والكوكس .
( ب ) عند تشجير الشواطئ القريبة من مجارى المياه ، تزرع أشجار تتحمل إرتفاع مستوى الماء الأرضى .. وتفضل ذات الأفرع المتهدلة مثل : الفيكس بنجامينا ، صفصاف أم الشعور ، التاكسوديم أو الفلفل بورق رفيع .
( ج ) عند تشجير الشوارع للحصول على ظل مستديم ( لمواقف السيارات أو كمظلات للجمهور ) تستخدم أشجار تنتشر أغصانها أفقياً فتعطى شكل المظلة أو الخيمة ، شريطة أن تكون مستديمة الخضرة سريعة النمو مثل : فيكس التين البنغالى ـ الفيكس نيتدا ـ فيكس الطبق ـ فيكس المطاط ( إلاستيكا ) ـ والفيكس ريتوزا .
( د ) أما عند تشجير الشوارع للحصول على ظل مؤقت ( خلال أشهر الصيف فقط ) ، فيفضل زراعة بعض الأنواع المتساقطة ذات الأفرع المنتشرة مثل : البوانسيانا ـ الكاسيا نودوزا ـ الجكراندا والبلتفورم ، حيث توفر الظل فى الصيف وعند سقوط أوراقها فى الشتاء تصل أشعة الشمس إلى ماتحتها فتدفئة .
(هـ) عند تشجير مداخل المدن والقرى والطرق الزراعية تزرع أشجار الكازورينا والكافور والحور والسرسوع والجميز والتوت والنبق والجامبوزيا . أما لتشجير الطرق الصحراوية فيفضل زراعة الكازورينا والكافور والكاسيا ساليجنا والزيتون البرى . ويرى البعض أنه يمكن زراعة أشجار المشمش والنارنج والمانجو والسبوتا والبشملة فى شوارعنا على غرار ما هو متبع فى إنجلترا واليابان والهند ، إلا أننا نفضل عدم اللجوء لذلك لسوء سلوك بعض المواطنين ، خاصة الصبية صغار السن .
عناصر نجاح تشجير الشوارع:
1- معرفة صلاحية الشوارع للتشـجير وتحديد عـرض الأرصــفة .
2- الدقة فى تحديد أماكن جور الأشجار بالأرصفة بحيث لا تعترض مسار شبكات المياه والمجارى والأسلاك والكابلات الأرضية ومواسير الغاز ، وكذلك بعدها عن مواقع أعمدة الإنارة التى يجب أن تتوسط المسافة بين أى شجرتين متجاورتين حتى لا تعيق أفرع الأشجار مسار الضوء فنضطر لتقليمها دورياً للتخلص من الأفرع المعترضة .
3- دراسة نظام التفريع فى الأشجار ( هل الأفرع رأسية ، أم أفقية ، أم متهدلة ) وكذلك مدى إنتشار الجذور ( أفقياً و رأسياً ) ، حيث يفيد ذلك فى معرفة تأثير هذه الأفرع وتلك الجذور على المبانى المجاورة .
4- التأكد من قوة ومتانة أخشاب الأشجار المختارة للتشجير ، حتى لاتسقط لضعف أخشابها مع أول هبة ريح ، فنضطر لزراعة غيرها مما يزيد من الجهد والتكاليف ، ناهيك عن الأضرار البشرية والمادية التى يحدثها سقوط الأشجار المفاجئ .
5- مدى ملائمة الأشجار المختارة للظروف البيئية فى الشارع الذى ستزرع فيه .
6- معرفة طبيعة وسرعة نمو الأشجار حتى يمكن تخيل تأثيرها الجمالى والبيئى بالأماكن التى ستزرع بها عندما تصل إلى حجمها النهائى . على أنه يمكن القول أن شوارع المدن بصفة عامة يناسبها الأشجار الصغيرة أو متوسطة الحجم ، أما عند زراعة الأشجار الكبيرة فيفضل أن تكون قابلة للقص والتشكيل للحد من نموها المفرط الضار بما يجاورها .. خاصة بالشوارع التجارية التى يحرص أصحاب المحال بها على إظهار إعلاناتهم بوضوح وعلى عرض بضائعهم بالواجهات دون أن تحجبها فروع الأشجار . ومن الأشجار المناسبة لمثل هذه الشوارع : خف الجمل ( البوهينيا ) ، الكاسياجلوكا ، والزنزلخت والفيكس نيتدا ( مع قصه وتشكيله ) . أما الشوارع الكبيرة ذات الأرضية العريضة فيصلح لها : البوانسيانا والكاسيانودوزا وأبو المكارم والكيحبليا ( أم النجف ) والبلتفورم وفيكس المطاط ( الإستيكا) .
7- يراعى تحديد أماكن فتحات الدخول والخروج على الأرصفة كبوابات العمارات وفتحات الورش والمخازن والجراجات والمحلات التجارية ، وذلك لتلافى إعتراض الجورالتى ستزرع بها الأشجار لفتحات الدخول والخروج قدر المستطاع .
8- يراعى عدم تضيق الجور بعد الغرس عند تبليط الأرصفة حتى يمكن إشباع الجور عند الرى وكذلك تسهيل تنفس الجذور ، إذ أن مواد الرصف غير منفذة للهواء ( خاصة الأسفلت ) ، فتكون النتيجة ضعف الأشجار لتوقف الجذور عن النمو . ولتلافى ذلك يمكن التبليط بمكعبات لها أشكال هندسية بها فتحات ذات أشكال هندسية أيضاً تحوى فيما بينها نباتات أى نوع مناسب من نباتات المسطحات الخضراء أو مغطيات التربة ، فتكتمل الصورة وتزداد لوحة التصميم والتنسيق رونقاً وجمالاً .
9- يجب العمل على حماية الأشجار من العابثين ، خاصة خلال الفترات الأولى من نقلها للشارع ، حيث يؤدى جذب الأفرع إلى كسرها أو سلخها فيتشوه شكل الشجرة ، كما تتمزق جذورها ويتوقف إنتشارها داخل التربة . أيضاً نزع القلف واللحاء والرسم بالحفر على السيقان يعيق إنتقال العصارة الناضجة من الأوراق إلى السيقان والجذور فيتأثر النمو وقد تموت الشجرة فى النهاية . أيضاً تلقى بعض الورش والمصانع الصغيرة فى جور الأشجار بمواد كيماوية أو بترولية ضارة فتموت الأشجار . لذلك فإن برامج التوعية التى أشرنا إليها منذ قليل من العوامل الهامة التى تساعد على نشرالوعى الجمالى بين المواطنين ، فتغرس فى قلب كل واحد منهم شجرة ، فيقوم هو بعد ذلك من تلقاء نفسه بغرس شجرة أمام بيته وفى حديقته .
هذا .. ويقع على عاتق الفنيين بالأحياء المختلفة مهمة إختيار الأشجار المناسبة لشوارع أحيائهم ، من حيث إستدامة الخضرة أو تساقط الأوراق شتاء . أما الأشجار المزهرة فينبغى توزيعها على شوارع الحى أو المدينة توزيعاً ملائماً لمواعيد إزهارها بحيث يظهر الحى أو المدينة بمظهر متورد جميل فى أى وقت من العام نتيجة تعاقب إزهارها فى المواسم المتتالية . لذلك ينبغى زراعة أشجار مختلفة تزهر فى مواسم متعاقبة تغطى العام كله.
ونتيجة لعدم الإلتزام بالمبدأ السابق ، ظهرت فى شوارع القاهرة والجيزة وبعض المدن الأخرى بعض عيوب التشجير ، نذكر منها على سبيل المثال إنتشار زراعة شجرة البوانسيانا التى تزهر صيفاً بشكل يكاد يكون وبائى على جميع أشجار الشوارع المزهرة الأخرى . ومن ثم ، فإننا نقترح العمل على التوسع فى زراعة أشجار مزهرة أخرى ( خاصة بالمناطق الجديدة ) مثل : الإرثرنيا وخف الجمل وأبو المكارم والجكرندا والبومبكس ( تزهر فى الربيع ) ـ الكاسيانودوزا والكاسيافستيولا والكيجيليا ( تزهر فى الصيف ) ـ الكوريزيا والبلتفورم ( تزهر فى الخريف ) ـ السباثوديا والبومبكس والإرثرنيا ( تزهر فى الشتاء ) .
وعادة يفضل زراعة الأشجار ذات الأزهار البراقة كبيرة الحجم جميلة اللون التى يستمر إزهارها شهوراً طويلة متبادلة مع بعض الشجيرات المزهرة من ذوات الأحجام القريبة من حجم الأشجار الصغيرة ( مثل شجيرات التيفتيا والتيكوما والكاسالبينيا والهبسكس والإكسورا والتابرنا والبلومباجو ) .
ساحة النقاش