بدأ الإنسان حياته على الأرض و همه الاكبر حماية نفسه من غوائل البيئة ، و خاصة ما يعايشه من حيوانات مفترسة و كائنات دقيقة تبين له أنها تسبب تسبب له الأمراض ، و فياضانات و ثلوج و صواعق و عواصف و انحباس الأمطار أي أن الإنسان في هذه المرحلة كان يقف أما البيئة ضعيفا ، يبحث عن وسائل حماية نفسه منها ، لذا تسمى هذه المرحلة "حماية البيئة و حقوق الإنسان".
و استنبط الإنسان من بيئته وسائل عيشه من مأكل و مشرب و ملبس و مسكن ووسيلة انتقال ووسيلة ترفيه. لكن استغلال الإنسان للمصادر الطبيعية التي منحه الله إياها ، لم يكن أحيانا بطرق سليمة و رشيدة ، و إنما كان ذلك الإستغلال بطرق استنزافية و مسرفة ، خاصة المصادر الطبيعية غير المتجددة كالفحم و البترول و المياه الجوفية الحفرية .
أما المصادر المتجددة كالنباتات و التربة و المياه فقد أسرف الإنسان في استغلالها بمعدل يفوق معدل تجددها تحت الظروف الطبيعية ، فتعويض شجرة في الصحراء يحتاج إلى عشرات من السنين ، و تعويض طبقة رقيقة مفقودة من التربة يحتاج إلى مئات من السنين.
و لا يفهم من هذا القول (حماية البيئة و حقوق الإنسان ) أن البيئة أصبحت في موقف ضعيف و أن الإنسان هو القوي. كلا ، بل أن هذه البيئة أصبحت خطرا على الإنسان ، و لكن بفعلالإنسان نفسه . هكذا يتضح أن خوف الإنسان من البيئة قديما قد انتقل إلى العصر الحديث. إلا أن الخوف من البيئة قديما ( في مرحلة حماية البيئة و حقوق الإنسان )كان أقل مستوى و أضعف ضررامنه في العصر الحديث . ذلك أن غوائل البيئة قديما كانت في معظمها ، إن لم يكن كلها ، طبيعية ، كالفيضانات و الثلوج و القحط و الخوف من بعض الحيوانات المفترسة . و رغم صعوبة التعامل معها وقتئذ ، إلا أن التكيف معها ليس مستحيلا و تأثيراتها على الإنسانليست بالمهلكة.
ساحة النقاش