لمحة عن الوضع البيئي :
شهدت الجمهورية العربية السورية اهتماما بالقضايا البيئية وعلى كافة المستويات بهدف تامين بيئة صحية تكفل رفاه المواطنين وسلامتهم وتحقيق التوافق والاستجابة مع متطلبات التنمية التي أفرزت تأثيرات سلبية على البيئية تجلت بجملة مشكلات بيئية كالتصحر والتلوث بأنواعه
وتراجع الرقعة الخضراء والتغيرات المناجية وثقب الأوزون ..........الخ .
كان لابد من وضع استراتيجية وخطة عمل بيئية وطنية متكاملة وصولا للتنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية لاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئية .فكانت الاستراتيجية وخطة العمل البيئية في سورية التي أعدت من قبل وزارة الإدارة المحلية والبيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ( UNDP) والبنك الدولي (WORLD BANK)
في كانون الأول عام 2003 والتي تشير إلى ما يلي:
الموارد المائية:
تشير الدراسة أن معدل الموارد المائية المتجددة السطحية والجوفية في سورية حوالي
10000 مليون متر مكعب سنويا . وبالتالي فان عجزا مائيا ستشهده سورية في الأحواض بردى والأعوج واليرموك والخابور بالاستناد إلى استخدامات المياه وسيزداد هذا العجز مع زيادة سنوات الجفاف وتسديد هذا العجز على حساب المخزون من المياه الجوفية .
نوعية المياه :
المصدر الرئيسي لتلوث المياه السطحية والجوفية هو الصرف الصناعي والمنزلي وتعالج الدولة هذا التلوث عن طريق محطات المعالجة تجنبا للآثار الصحية السيئة على السكان نتيجة هذا التلوث .
الموارد الأرضية :
إن ثلث المساحة الإجمالية لأراضي الجمهورية العربية السورية أرضا صالحة للزراعة وغابات .إن الإدارة غير المستدامة للأراضي والاستخدام الجائر لها أديا غلى تدهور التربة وتراجع خصوبتها وتناقص الرقعة الخضراء بسبب التوسع السكني والصناعي .
نوعية الهواء:
إن نتائج المراقبة لنوعية الهواء في المدن الكبيرة أوضحت تراجع نوعية الهواء وتزايد تركيز العوالق والذي يظهر علي شكل ضباب دخاني وهذا ينعكس سلبا على صحة الإنسان وباقي الكائنات الحية إضافة لتراجع الغطاء النباتي .
التنوع الحيوي والموارد الحيوية :
تتميز الجمهورية العربية السورية بتنوع مناخي وتضاريسي أدى إلى توفر بيئات مختلفة وغنى في التنوع الحيوي النباتي والحيواني وبالتالي غنى في المصادر الو راثية النباتية والحيوانية ولكن النشاطات البشرية العديدة مثل الصيد الجائر والتوسع السكاني والصناعي والزراعي أدت جميعها إلى تراجع ملحوظ في التنوع الحيوي .
النفايات البلدية والخطرة :
تشير الدراسة إلى أن كمية النفايات المنزلية التي ترحل يوميا حوالي (5000) طن يوميا . حيث يجمع 90% -100% من النفايات المنزلية في المناطق الحضرية في حين يجمع فقط
64% من النفايات في المناطق الريفية .
بالنسبة للنفايات الصناعية الصلبة فيتم التخلص منها من خلال الإمكانيات المتوفرة في البلديات وبالنسبة للنفايات الناتجة عن قطاع الزراعة فان القطر يعاني من تراكم 530 طن من المبيدات التالفة أو غير المرغوبة .يجري حاليا تنفيذ مشروع لجرد هذه المبيدات تمهيدا للتخلص منها بعد حفظها في مستودعات خاصة .
نتيجة للتخلص غير الآمن من النفايات فان عدة آثار سلبية انعكست على البيئة منها تلوث الآبار السطحية وتلوث الهواء وتكاثر الحشرات والقوارض وتشويه البيئة .
البيئة الحضرية :
أدى تركز النشاط الصناعي والتجاري في مدن القطر إلى زيادة الهجرة من الريف إلى المدينة وبالتالي تدهور البيئة الحضرية إضافة لذلك فان المدن الرئيسة تعاني من مشكلة السكن العشوائي وما ينتج عنها من آثار سلبية حيث يوجد في سورية حوالي 209 منطقة سكن عشوائي تبلغ مساحتها حوالي 26600 هكتار .ويعيش في هذه المناطق حوالي 30% من سكان المناطق الحضرية يحتاجون إلى خدمات عامة وبنى تحتية لتامين شروط الحياة الأساسية .
التراث الحضاري :
تعتبر سورية من الدول الهامة في العالم نظرا للتراث الحضاري المتوفر فيها حيث تمتلك أربعة مواقع مدرجة في قائمة التراث العالمي وهي:(مدينة دمشق القديمة ،مدينة حلب القديمة،مدينة بصرى القديمة، مدينة تدمر).وتتأثر هذه المواقع بالتأثيرات الناجمة عن تلوث الهواء إضافة لعدم العناية اللازمة والصيانة الدائمة لهذه المواقع.
المشاكل البيئية ذات الأولوية:
تشير الاستراتيجية وخطة العمل البيئية في سورية إلى أن المشكلات البيئية ذات الأولوية هي:
-استنزاف وتلوث الموارد المائية السطحية والجوفية.
-تدهور الأراضي .
-تدهور نوعية الهواء في المن الكبرى .
-التخلص غير السليم من النفايات الصلبة .
-نمو المناطق (السكنية والصناعية )العشوائية.
كما تحديد المشاكل البيئية الفرعية والتي تؤثر سلبا في الجهود المبذولة لمعالجة المشاكل البيئية وتشمل هذه المشاكل ما يلي:
-الإدارة غير السليمة للمواد الكيميائية .
-الإدارة غير المتكاملة للمناطق الساحلية.
-تراجع المساحات الخضراء.
-تراجع التنوع الحيوي .
كما صنفت الاولويات البيئية في سورية ضمن أربع مجموعات استراتيجية تغطي المشاكل البيئية ذات الأولوية وهي:
-الاستخدام المستدام للموارد المائية .
-الاستخدام المستدام لموارد الأراضي .
-تحسين الخدمات والبنية التحتية للمناطق الحضرية.
-التنيمة المستدامة للموارد الطبيعية والتراثية.
الهدف الاستراتيجي لخطة العمل البيئية:
(ترسيخ البعد البيئي في جميع السياسات والخطط والبرامج الوطنية وحماية الموارد الطبيعية والتنوع الحيوي والتراث الحضاري والصحة العامة والتوسع في استخدام الطاقات النظيفة والمتجددة في إطار التنمية المستدامة.)
إن تحقيق الهدف الاستراتيجي لخطة العمل البيئية يتم من خلال خطة وطنية تعالج المشاكل البيئية ذات الأولوية حتى عام 2015 هذا وقد حددت الأعمال المطلوب تنفيذها في خطة العمل البيئية على المدى القصير والمتوسط ضمن المجالات الأربعة التالية:
-استكمال الخطط والبرامج وتطوير السياسات .
-التطوير المؤسساتي والتشريعي.
-برامج الاستثمار البيئي .
-تبادل المعلومات والبحث.
البيئة العالمية :
يعتبر التطور الذي حصل عالميا في التحول إلى الاعتماد على الغاز لإنتاج الطاقة بدلآ من البترول ومشتقاته قد أسهم في خفض انبعاثات غازات الدفيئة .وبخصوص طبقة الأوزون (o3) وهي الطبقة التي تحمي الكرة الأرضية من الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء التي تسبب الأمراض السرطانية للكائنات الحية . فان الجمهورية العربية السورية لا تنتج أي من المواد الضارة بطبقة الأوزون والمقيدة بموجب بروتوكول مونتريال كما اعتماد نظام ضبط تداول المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وتنفذ سورية التزاماتها تجاه الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية طبقة الأوزون وباقي الاتفاقيات الدولية وتعمل بشكل تدريجي لإزالة المواد المقيدة في كافة القطاعات المستخدمة لها.
أمانى إسماعيل
ساحة النقاش