للثقافة الإسلامية أربع مصادر ، أثنان أصليان هما الكتاب والسنة ويمكن أن نطلق
عليهما كلمة الوحي الإلهي، وذلك ما يميز الثقافة الإسلامية عن غيرها أنها تعتمد
الوحي مصدرا رئيسيا من مصادر المعرفة، وآخران فرعيان هما التراث الإسلامي والتراث
الإنساني ويمكن أن نطلق عليهما كلمة الجهد البشري
وها نحن نتناول هذه المصادر
بشيئ من التفصيل المختصر
أولا: الكتاب والسنة
كتاب الله ، القرآن الكريم ،
وهو وحي الله الذي أنزله إلى رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليبلغه للناس
كافة ، وهو لا يحتاج أن نعرفه إلى مسلم ، وما حواه من الحق والعلوم والمعارف مما لا
يمكن أن يحيط به بشر وهو المعجزة الكبرى للرسالة الإسلامية ومما ورد في حقه في
الأثر الشريف عن الدارمي عن علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : (ستكون فتن . قلت : وما المخرج منها؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم
وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه
الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله. فهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم،
وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا
يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته
الجن إذ سمعته أن قالوا (إنا سمعنا قرآنا عجبا) . هو الذي من قال به صدق ، ومن حكم
به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم) ، والسنة النبوية
المطهرة هي الوحي الثاني لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إنما هو
وحي يوحي ، فهي مبينة لما في القرآن ومفصلة وموضحة لما يليها من أحكامه حيث أمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتبليغ والتبيين وكان خلقه القرآن وهو لا يقول ولا
يفعل إلا ما أمره الله به ولا يقر إلا ما يمكن أن يقبله الشرع وبذلك أخذت عنه السنة
في مراتبها الثلاث السنة القولية وذلك مما قاله لأصحابه أو أمرهم به ، والسنة
الفعلية التي هي أفعاله صلى الله عليه وسلم الشريفة التي رأوها أصحابه منه واقتدوا
به في ذلك ، أو السنة التقريرية : وهي ما أقره صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال
أصحابه ولم ينهاهم عنه أو ينكره عليهم. ولا بد لكل مسلم من إكثار التلاوة للكتاب
الكريم وتحفيظه لأبنائه منذ صغرهم ، كما لا بد له من الإطلاع على الصحاح من كتب
السنة حتى يكون على بصيرة من دينه فيرقى بذلك فهمه وسلوكه ، ويصاحب أهل العلم
ويجالسهم ويزاحمهم بمناكبه لإسعاد نفسه في معاشه ومعاده،وقبل أن ندخل إلى المصادر
الثانوية لا بد أن نشير إلى أن علوم الكتاب والسنة هي علوم معصومة لا يأتيها الباطل
من بين يديها ولا من خلفها تنزيل من حكيم حميد، وهي كذلك غير قابلة لورود الأخطاء
بها ، وهذه هي ميزة الثقافة الإسلامية عن غيرها من الثقافات ، كما إن هذه العلوم
لها صفة القداسة والإعجاز وهي صالحة لكل زمان ومكان إلى قيام الساعة ، وعلى الرغم
من ذلك فهي واضحة ميسرة بتيسير الله سبحانه وتعالى لها (ولقد يسرنا القرآن للذكر
فهل من مدكر) سورة القمر آية
كتب بواسطة : أماني المخلفي 17،22،32،4
ساحة النقاش