جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
................أين الرّجال ؟..................
يا من أطل قليّ علاما الليل طال ؟
وأختفت فيه الرجولة والرجال
طافت به الأحلام حتى انبرتْ
وتساقطت بين الحقيقة والخيال
ما شق روح الحالِكات أو هوى
نجمٌ مضئٌ في سماءك أو هِلال
من أيدينا قد أُفلتَ حبل الأمل
عصفت به ريح المنيّة والزوال
الليل مُوحش ويثيرُ الإرتجاف
والخوف مزّق مِنّنا حبل الوصال
والفجر ولّى هارِباً من صرختي
من المآسي والحروب شدّ الرحال
فبأي دربٍ سوف نمشي وحالنا ؟
حال القطيعة والظّغينة والقتال
وبأي حالٍ يا زمان نلتقي ؟
وحالنا بين التطرُّف والجِدال
أمشي وقلبي خائفٌ مترقّبٌ
يجتاحه سُحب الغسق والإغتيال
والعابرون على الرّمال خيولهم
من عُنفهم و حقدهم مات الجمال
في لمّة العنف الحشود قد مضوا
ولم يعوا دمع الغوالي والعيال
جعلوا أصابعهم في آذانِهم
وقد تمادوا في الجريمة والغِلال
يبكي اليراع حسرةً بدمعهِ
موت الضمير العالمي كالسيّل سال
يبكي عفاف الأبرياء وقد غَدى
ألعوبةً في ملعب ذو الإحتيال
وبراءة الأطفال كالأفق الرّحيب
وعلى مُحيّاها إبتسامة كالهلال
يا عالَماً صوب الحُروب تقتفي
ذوداً على أهل المصالح والرِّيال
خضعتْ له كل الصِّعاب ولم يعد
في خلده شيئٌ مُعقّد أو مُحال
يا عالماً تجاوزت كل الحدود
آثاره وعلومه كلّ مجال
ماذا صنعتم للبرية والسّلام ؟
غير القنابل والبوارج والنِّبال ؟
تتسابقوا صوب التسلّح وتنفروا
بلا بصيرة وتحرقوا نِضوَ الجمال
لم ترعوا في حِضن الوليدة طِفلها
يلهو بغنجٍ آمِناً أو في دلال
فوضى الحروب لم تذر من دورِها
طِفلاً برئياً أو دواب أو غزال
ودماءنا تجري كموجٍ مُشتعل
سلإفحت على كل الدروبِ والرِّمال
بالله قوليّ أين تهرب من دمي ؟
يوم آلاقيك واقفاً ترجو الجلال ؟
سأطلق قلبي الجريح تقرُّباً
لأدفع عن أمتي شرّ القِتال
وأسيرُ في كل الدُّروبِ مُبشّراً
ملئ الوجود بالمحبّة والجمال
أصرخ أُنادي أقتفي أهل الحروب
ليسودهم عيش ملئ بالإعتدال
أرجو السلام والوئام أرجو الأمان
كان حراماً أو مُبلّل بالحلال
أرجوا سلاماً شاملاً لا ينطفئ
من حسنه يوحي المحبة والجمال
...................جمال العامري
المصدر: مجلة رابطة شعراء وأدباء وطن عربي واحد
مجلة رابطة شعراء وأدباء وطن عربي واحد الالكترونية
آمال محمود