الأبكم والصماء
تطربني معزوفة ألحانها من الروائع
يعزفها نسيم الريح وسنابل الحقل الواسع
ومعي قلمي والذي هو صديقي البارع
ومذكرتي السوداء التي كان بياضها ناصع
قبل أن تسْودَّ من سرد الوقائع
وقائع فيها ما ضرَّ وما كان نافع
وقائع فيها صراحة تجعل الألم ينازع
وتجعل الحزن مسرورا بسحرٍ تصنعه الأصابع
لما تعزف على أوتار القلم لتخترق المسامع
في صمت ٍ يقتل الأفعال التي مَضَت ويُحيي الفعل المضارع
صمتٌ طالب الزمان بأن يعيش الواقع
وأمر الحاضر بعيش المستقبل وللماضي يودع
صمتٌ يصيح بكلام من القلب نابع
فيقول للصماء اسمعي مني بعض المقاطع
وردديها في حضرت غريمة صاحبي إن فيها الدليل القاطع
على أن قلبه منبع لهواها وغير غرامها ما لـَه منابع