البذور الصناعيه
Artificial seeds
البذورالصناعية
تعتبر تقنية البذور الصناعية واحدة من أكثر التقنيات المتطورة في مجال علم النبات في السنوات الأخيرة، وكمدخلٍ عامٍ للموضوع نتعرف على البذور، فالبذرة هي بويضة مخصبة تتكون من الجنين الذي يشغل حيزاً صغيراً من حجم البذرة، وتعتبر وسيلة التكاثر في معظم النباتات. أما الجزء المتبقي من البذرة فهو عبارة عن مواد غذائية مخزنة يحتاج إليها الجنين في مرحلة إنباته الأولى، كما يحاط الجنين والغذاء المخزن بغطاء يسمى غلاف البذرة.
وعند الإنبات ينمو الجنين بشقيه السفلي الذي يتجه إلى أسفل ويخترق التربة مكوناً المجموع الجذري الذي يقوم بعملية امتصاص الماء والغذاء على هيئة أملاح مذابة في مكونات ومركبات التربة، أما الجزء العلوي فيندفع إلى أعلى مكوناً المجموع الخضري باحثا عن الهواء والشمس ومكونا الأوراق التي تقوم بعملية تصنيع الغذاء فيما يسمى بعملية "البناء" أو "التمثيل الضوئي"، وهي عميلة تعجز عنها المصانع المتطورة في كيفية تنظيمها وتعقيدها
ويستمد الجنين غذاءه في هذه المرحلة من المخزون المحيط به والذي يسمى بالسويداء أو الإندوسبرم، سواءً كان في فلقة واحدة أو فلقتين أو أكثر.. ويتكون الإندوسبرم من مواد كربوهيدراتية وبروتينية ودهون تختلف باختلاف النبات، كما يقوم الغلاف الذي يغطي الجنين والغذاء المخزن معا بحماية الجنين من الخدوش والإصابات والجفاف ويُبقي على البذرة حية إلى حين تبدأ عملية إنباتها.
فوائد ومميزات البذور
وللبذور فوائد عديدة فهي حجر الأساس في الزراعة، وعند نموها فإنها تمدنا بالأزهار والثمار والبذورما يشكّل غذاءً مفيداً للإنسان والحيوان. وصغر حجم البذور يجعل منها طريقة سهلة للتداول والزارعة والنقل، وأرخصُ كلفةً مقارنة بأنواع التكاثر الأخرى كالتكاثر "بالعقل" و "الشتلات".... كما أن خاصية قوة الغلاف المحيط بها يجعلها أكثر صموداً أمام التأثيرات والعوامل الخارجية الذي بدوره يسهل من تخزينها والاحتفاظ بها لفترات طويلة.
تطور فكرة البذور الصناعية
وعلى الرغم من ذلك فأن بعض النباتات و المحاصيل لا تستخدم فيها البذور الحقيقية كطريقة من طرق الزراعة مثل: زراعة البطاطس و الموز، وفي المقابل يعد ارتفاع أسعار بذور نباتات أخرى، مثل: هجين الأرز والخيار وغيرها مشكلاً اقتصادياً أيضاً، ومن هنا انطلق الباحثون باتجاه فكرة وتقنية "البذور الصناعية".
ومع تطور علم زراعة الأنسجة النباتية - الذي مكننا من الحصول على أجنة جسمية تُنتج بواسطة عدة خطوات وتستخدم فيها منظمات النمو بنسب وتركيزات محددة وفي أوساط معقمة– مع هذا التطور تم في السبعينيات من القرن الماضي ظهور أبحاث علمية مفادها انه يمكن لهذه الأجنة الجسمية المنتجة بواسطة زراعة الأنسجة أن يتم وضعها في مغلف أو كبسولة وإضافة مخزون غذائي لها مصنع مع تغطيتها بغلاف يحاكي غلاف البذرة الطبيعية فيمكن زراعتها بسهولة وهو ما يسمى البذور الصناعية.
كيفية صناعة البذور( الصناعية)
أما عن كيفية تصنيع تلك البذور(الصناعية) فانه يتم تصنيع وضع الجزء المتكاثر سواء كان جنيناً جسمياً أو برعماً أو غير ذلك مع مواد هلامية مستخلصة من الأعشاب البحرية مثل الإيجار أو الأليجينيت، كما يمكن إضافة بعض المواد المغذية والمبيدات الفطرية وغيرها ثم تغمر في محلول مركب فتتكون الكبسولة أو القالب ويبدأ في التصلب ويتحكم في درجة صلابته تركيز المحلول وطول فترة بقاءه فيه كما يحدد حجم القالب بواسطة حجم الجنين ثم تحول إلى إناء أخر وتغسل بالماء حيث تكون البذور المنتجة لينة وطرية كي تبطن وتحمي الجنين وفوق ذلك تسمح له بالإنبات والنمو كما يجب أن تكون درجة صلابتها مناسبة بعض الشيء لتتحمل عملية التداول والنقل والزراعة.
هذا وقد تم إنتاج البذور الصناعية على المستوى البحثي في عدة محاصيل منها الجزر والكرفس وقصب السكر وغيرها، وهذه التقنية لها ميزات عديدة ومفيدة في المجال التجاري فيمكن زراعة الملايين من البذور في أيام معدودة كما أنها تفيد في إكثار النباتات المنتجة بواسطة الهندسة الوراثية وتفيد في عملية حفظ وتخزين البذور النادرة كما أن لهذه التقنية فوائد في المجال البحثي خصوصاً في دراسة تكون الأجنة وفهم دور الإندوسبرم في نمو وتطور الجنين الحقيقي.
أخيرا جال في خاطري نوع من أكلات التراث في منطقة الجبل الأخضر تسمى ( القلية) تحمص بذور القمح على النار ثم تخلط ببذور البطوم فيتم تناولها مع الشاي فيمتزج مذاق البطوم الحامض مع القمح لتعطي مذاقا مميزا، فهل سنشاهد بذور قمح صناعية أم بذور بطوم صناعية ونفقد المذاق الحقيقي( للقلية ) بعد أن تصبح هي الأخرى صناعية!!!
ساحة النقاش