عالم الأدب والنقد الأدبي- د. محمدصالح رشيد الحافظ

الموقع خاص بعالم الإبداع الأدبي والإنساني - نصوص ودراسات

authentication required

 

لقد عانى مفهو م التراث نفسه من التباس كبير فإذا ما استقر «المصطلح» ليدل على النتاج العقلي والفكري للعرب في مرحلة زمنية متقدمة «فإن المفهوم» نفسه كان يعاني من تلك الالتباسات والبلبلة فقد اخذ يندرج تحته كثير مما يقصر عن الإضافة والتأثير والحضور في عصرنا، وقد جرى بسبب ذلك أمران يؤديان إلى نتيجة واحدة هي النفور من التراث والنظر إليه عقبة في طريق المعاصرة والحداثة من بعد.

 الامر الاول: التهافت على كل ما كتب في «الماضي» زمنياً، وتحقيقه ونشره بكونه «تراثاً» رغم ظرفيته وتدنى مستواه وتخلف مفاهيمه .

 والثاني: النظر الى مادة التراث نظرة «انتقائية» تختار منه ما يناسب أيديولوجية صاحبها أو معتقده او رؤيته.

 ويتعلق بهاتين النظريتين اللتين شجعت الجامعة من جهة والمجددون او الاحيائيون في عصر النهضة من جهة اخرى على اتساع أثرهما موقف أخر يتذبذب بين رفض التراث كماض منقض او اسقاط الحاضر عليه لسلبه سياقه وظرفيته وهو ما جعلنا نخسر الكثير من تراثنا او ان يأتينا منبهاً اليه من الغرب كما جرى للتراث الشعري الصوفي خاصة.

 إن مراجعة التراث تستلزم الوعي به: وعي الحاضر بالماضي وقراءته وتأويله فالوعي بالتراث هو وعينا بالمنجز البشري نفسه وليس بتقديس الزمن او الخوف منه وحراسته والدفاع عنه دون فهمه وفحصه وكشف قوانينه وذلك ما نعتقد أنه منطلق أساسي للذهاب إلى التراث في أغنى نقاطه وأكثرها معاصرة.

المصدر: من وحي دراسات الاديب سعيد يقطين
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 87 مشاهدة
نشرت فى 29 يونيو 2011 بواسطة Alhafedh

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

40,727