قَالَ الشَّيْخُ ا مُحْيِي الدِّيْنِ بنُ عَرَبِي رضي الله عنه: من استعملها وَكان عَلَى غَيْرِ طريق رجع إِلى الطريق. وهذه هي الدعوة:
اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ باسمكَ الَّذِيْ فتحتَ بِهِ عالمي الأَمر وَالخلق، بالتجلي الحق، المظهر للنسب، المتنزل المتعالي أَمرا وَوجودا، ظهورا وَبطونا، معقولا ذلكَ لمن أَيدتَ بل معلوما لمن أَشهدتَ، مجهولا لمن شئتَ بما تشاء بِهِ، من كثرة لاَ تقدح فِي وَحدة مَا أَحكمته فِي محكمه، يَا عليم يَا حكيم يَا فتاح، يَا أَلله: أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بسر الإِضافة الرابطة بَيْنَ حضرتي الوجوب وَالإِمكان، المقتضية بظهور النعتَ الأَعظم، بالإِسم المبهم، بثبوتَ الماهيتين، عموما وَخصوصا، بدءا وَعودا، عَنْ سعة عموم الرحمانية التي لاَ تتناهى، وَاستقرارا وَثبوتا عَنْ الرحيمية الرافعة لشُهُوْدِ أَسباب التقريب بالقرب المجهول الماهية مِنْكَ. يَا فتاح يَا عليم: أَسْأَلُكَ التنوير وَالتيسير وَالمعونة، وَالفوز وَالحفظ وَالرعاية، وَالستر وَالتكميل وَطيب الرزق وَالبركة فِيه، وَالرجاء بِكَ وَحسن الظن بِكَ وَالياس من غَيْرِكَ. بسم الله الرحمن الرحيم تكوين بامركَ وَتكميل لجودكَ وَبرِّكَ، وَبركة عَنْ تباركَ اسمكَ، وَتعالى جدكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرِكَ، بِكَ آمنا، وَلكَ أَسلمنا، وَعليكَ توكلنا، حققنا اللَّهُمَّ بنور اسمكَ، وَعلمنا من علمكَ، وَغيّبنا عَنْ غَيْرِكَ، ذهولا فِيْكَ، يَا أَلله، شُهُوْدِا لَكَ، يَا رحمن، سلام قولا من رب رحيم، لَكَ مطلق الحمد وَالمجد فِي السَّمَوَاتَ وَفِي الأَرض، لاَ باعتبار معين، وَلاَ باعتبار مقيد، من كُلّ الوجوه الغيبية وَالعينية وَالبرزخية، وَمِنْ حَيْثُ لاَ حيث يعقل، وَمِنْ حَيْثُ مَا أَنْتَ مشُهُوْدِ وَمعبود وَموجود، وَمِنْ حَيْثُ مَا أَنْتَ وَجُوْدكَ لِكُلّ مَوْجُوْد، وَمِنْ حَيْثُ أَنْتَ الله رب العالمين، وَلكَ الربوبية الشاملة التامة الكاملة المحيطة بِكلّ مربوب أَنْتَ مالكه وَمربيه وَمصلحه، كُلّ مقهور لمطلق مالكيتكَ وَمسخر لعلي ربوبيتكَ، فخرا لعبيد النية إِلى فخر سيادتكَ، أَنْتَ مصلح الصالحين، لاَ مانع لما أَعطيتَ، المهدي من هديتَ، ربيتَ العالمين برحمتكَ، وَعذبتهم بنقمتكَ، عموما، وَكرّمتَ الخاصة بما اقتضاه سرّ اختصاص إرادتك لغَيْرِ معلل من فِيض رحمتكَ فِي الدارين لما لاَ عين رأَتَ وَلاَ أَن سمعتَ وَلاَ خطر عَلَى قلب بشر، فأَنى يبلغ حامد حمدكَ وَذو شأَن مجدكَ، أَنْتَ أَنْتَ مِنْ حَيْثُ أَنْتَ بأَسمائكَ وَصفاتكَ، وَمِنْ حَيْثُ أَنْتَ تعلم نفسكَ، لَكَ الدين المطلق؛ ألاَّ لله الدين الخالص، وَالذين اتخذوا من دونه أَولياء مَا نعبدهم إِلاَّ ليقربونا إلى الله زلفى، إِن الله يحكم بَيْنَهم فِيما هم فِيه يختلفون، لَكَ الحمد فِي الأَولى وَالأَخرى بما أَنْتَ مالكَ يوم الدين، فَلاَ أَمر إِلاَّ لَكَ، وَلاَ جزاء إِلاَّ مِنْكَ، يَا مالكَ يوم الدين لَكَ مطلق التصريف أَمراً وَجزاءً، وَإِلَيْكَ المصير غايةً وَانتهاءً، إنَا لله وَإنَا إِلَيْهِ راجعون إِيمانَا بِكَ وَبلقائكَ فِي اليوم الآخر، يَا ستار يَا غفار أَنْتَ حسبنا وَنعم الوكيل، حققنا اللَّهُمَّ بما منحتنا بِهِ من الأَسرار المنسوبة إِلى علي جنابكَ، فنخاطبكَ خطاب الحضور وَالمشاهدة بلسان الصدق المؤيد بالشُهُوْدِ، بحق إِياكَ نعبد، ممحوقين فِيْكَ بحق إِياكَ نستعين، وَاستخلصنا ربنا بما مننتَ بِهِ علينا، كي نبقى لَكَ بِكَ غَيْرِ مطمئنين إِلى غَيْرِكَ، يَا حَيُّ يَا قَيُّوْمُ، يَا حنان يَا نور يَا هادي، يَا وَاحد يَا مَنْان، أَمان أَنْتَ يَا أَلله يَا أَلله يَأْلله من مخاوف ظلماتَ الضلال، يَا ذا الجلال وَالإِكرام: اهدنا فِي ظلماتَ الكثرة إِلى صراط وَحدة النور الَّذِيْ هديتَ بِهِ أَهل السَّمَوَاتَ وَأَهل الأَرض إِلى محبة حقائقهم الثابتة أَزلا فِي غيب علمكَ الأَقدس، يَا قدوس يَا هادي يَا مُنْعم يَا مَنَّان: أَسْأَلُكَ أَن تسلكَ بِنَا عَلَى قدم الصدق، فِي المنهاج الحق، إِلى الغاية التي وَفقتَ بطلبها الَّذِيْنَ أَنعمتَ عَلَيْهِمْ من النبيين وَالصديقين وَالشهداء وَالصالحين، وَأَشهدنا اللَّهُمَّ تلكَ الغاية حقيقة فِي حقائقنا مَعَ الإنَابة من غَيْرِ عدول عَنْ الاقتداء وَالاتباع، أَكمل لَنَا مِنْكَ المنح الفِيضية وَالانعكاسية عَنْ مظهر بالعناية الحقيقية، مؤيدا وَمؤيدا بالاستقامة فَلاَ نشهد غضبا مِنْكَ يتعلق بِنَا، إِلاَّ مِنْ حَيْثُ إِقامة أَمركَ فِي المغضوب عَلَيْهِمْ؛ "قاتلوهم يعذبهم الله بأَيديكم ويخزهم وينصركم عليهم "، اللَّهُمَّ احجب عنا كُلّ داعية يدعونا إِلى مخالفة أَمركَ وَيغفلنا عَنْ ذكركَ، وَيكون سببا حائلا بَيْنَ قُلُوْبنا وَبَيْنَ معرفتكَ، فِي طور من أَطوار توجهاتنا، يَا سلام يَا مؤمن، يَا سريع يَا مَنْيع، يَا بديع يَا فعال لما تريد، مهديين هادين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الَّذِيْنَ أَنعمتَ عَلَيْهِمْ، غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِمْ، وَلاَ الضالين، آمين. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم