(وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون) - قال الحافظ ابن كثير: وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام {وإذا سألك عبادي عني} إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة بل وعند كل فطر لحديث «إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد» وكان عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي. - ظاهر نظم الجملة {وإذا سألك عبادي عني} أنهم سألوا عن الله، والسؤال لا يكون عن الذات وإنما يكون عن شأن من شئونها فقوله في الجواب {فإني قريب} يدل على أنهم سألوا عن جهة القرب أو البعد، ولم يصدر الجواب ب «قل» أو فقل كما وقع في أجوبه مسائلهم الواردة في آيات أخرى نحو {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا} [طه: ١٠٥] بل تولى جوابهم بنفسه إشعارا بفرط قربه منهم، وحضوره مع كل سائل بحيث لا تتوقف إجابته على وجود واسطة بينه وبين السائلين من ذوي الحاجات. - قال شيخ الإسلام ابن تيمية «وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع إليهم فدخل في ذلك الإيمان بأنه قريب من خلقه» وفي الصحيح «إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فإنه سبحانه ليس كمثله شيء.
Alaa Marei
دراسه اللوجستيك والتجا ره الخا رجيه والتصدير والاستيراد والجما رك والامداد والتموين »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
2,047,138