والصلاة على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( رأيتُ رجُلًا مِن أمّتي يَزحَفُ على الصّراطِ ، ويَحبُو مَرّةً ، ويَتَعلّقُ مرّةً ، فجاءتهُ صلاتُهُ عليَّ ، فأخَذَتْ بيدِهِ ، فأقامتهُ على الصّراطِ ، حتى جازَ. ) رواه الحكيم ، الطبراني
فلا وسيلة لنا لبلوغ حضرة الحق إلا الصلاة على سيد الخلق صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وقد جئتكم أحباب الحبيب بمجموعة من الصلوات الناذرة والمسماة ( الصلوات السبوحية )
للشيخ سيدي محمد الشريف الحسني قدس الله سره
1. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد النُّورِ المبينِ الّذي حَجَبَ الذّاتَ فَخلاّها ، وأنْزلَ النُّعوتَ فَجلاّها ؛ والّذي فَجَّرَ الوُجودَ مِن سَحَرِ العماءِ ، وفَتَّقَ الإمكان مِن صَخْرِةِ الآزال ؛ وهو الّذي فَرّق الأديانَ مِن جمُعةِ القُرآنِ ، والّذي أرسل النُوّابَ بالأنباءِ ؛ وهو الّذي أقام العُروشَ ، ومَهَّدَ الفُروشَ ؛ والّذي ذَرَأَ الأملاكَ ، ونَفخَ الأرْواحَ ؛ وهو الّذي أيْنَعَ الرِّيّاضَ ، وأنْبَعَ الحيّاضَ ؛ والّذي أضْرَمَ الجلالَ ، وأسْعَرَ النِّيرانَ ؛ وهو الّذي صَوَّرَ الإنسانَ مِثالًا ، والّذي تَوَّجَهَ كَمالًا ؛ فهوَ قائِم الوُجودِ ، وقاسِمُ المُدودِ ؛ وهوَ عَينُ الحياةِ ، ومَعينُ السُّعودِ ؛ وهو غيثُ الإمكانِ ، وأمانُ الأكوانِ ؛ وهو شَمسُ الإيمانِ ، وكَثِيبُ العيانِ ، فلاجَرمَ أنّهُ رحمةٌ للعالَمينَ . وعلى آله وصحبّه وسلّم .
صلاة العجائب
2. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد عُبابِ العجائِبِ والغرائِبِ ، الزّاخِرِ بالكـنُوزِ الأوّليّةِ ، بلا حُدودِ السّواحلِ الأُخْرَويّةِ ، فما مِن سِرِّ إلّا وهو سُرّتُهُ ، وما مِن غَيبٍ إلّا وهو قَلْبُهُ ، وكيف لا وقدِ انْطوى على العماءِ ، بِمَا فِيهِ مِن مَهامِهٍ وكهُوفٍ ، فكانَ له خِمارًا مَجْنُونًا ، يَصُونُهُ عَن تَطَفُّلِ القوافِلِ ، بل وعنْ طوارِقِ البَوارِقِ ، بل وعن مَدارِجِ المعارِجِ ؛ اللّهم إلّا مَن تَمَرّغَ بالأعتابِ ، فانْصَبَغَ بِقُدسِ غُبارِها . وعلى آله وصحبّه وسلّم .
صلاة الحجرة
3. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد عَينِ المعايَنَةِ الأنانِيّةِ ، المُتوقِّدةِ مِن زَيْتُونةِ الكـنهِ الأقْدَسِ ، مُنذُ اللّحظةِ الأُولى ، يَومَ الأحَدِ ، مِن الدّهرِ الأَزَليِّ ، عندَ الحجْرَةِ الأمِيَّةِ ، وهِيَ شاخِصةٌ شَطْرَ المُحيَّا الذّاتيِّ ولا تَزالُ ، تَلْحَظُ وتَتَبَصَّرُ ، مِن عَينٍ إلى عَينٍ أخْلَى ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة الغيهوبة
4. اللَّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّدٍ بِهُوِيَّةِ كُنهِ غَيْهُوبَتِك المُعَمَّاتِ ، المُـكنَّزَةِ بحُجُبِ سُبُحاتِ الهُوَّ ، من حيثُ لا حيثُ لأنا الذّاتِ ، فهيهاتَ وألفُ هيهاتٍ ، وآهٍ بلا نهايَةَ للتَّأَوُهاتِ ... فَتِلكَ الرُّسُلُ لم ولن ، تُلْقِيَ عَصى التِسيارِ ، وهِيَ عَينُ الأنوارِ ، فكيفَ بالأغيارِ . فقل سُبحانَ الهُوَّ ومَجلاها . وعلى آله وصحبّه وسلّم .
صلاة المنحمنا
5. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا المَنْحَمَنَّا سَمِيرِ الهُوَّ بالأَنا إذِ ادَّنى ، وهُو بالحَرَمِ الأقْصى ، غَرْبَ جَيبِ أصْدافِ المَواهِي النَّواهِي ، حيثُ السَّحَرُ يَتَعَسْعَسُ ، والعَماءُ يَتَطَمَّسُ ، والكُنهُ يَتَدَمَّسُ ، وَلاتَ حِينَ وُجُودٍ ، ولا حِينَ شُهودٍ ، ظَلَّ ولازالَ بالآزالِ ، أحَدًا بِلا مِيمٍ ، ونُقطَةٍ بِلا فَتْقٍ ، وذاتًا بِلا نُعُوتٍ ، ورَقْمًا بِلا تِعْدادٍ ، يَعْتَصِمُ بالعَينِ عنِ التَّعْيِّيْنِ ، كذلكَ هُوَ الهُوَّ ، سُبحانُهُ وتَعالى عَمّا يَصِفُونَ ... وعلى آله وصحبّه وسلّم.
صلاة مولانا طه
6. اللهم صل على سيّدنا ومولانا طه المحمَّدِ المصَمَّدِ ، والقرآنِ الرَّقيمِ المكَنَّزِ المُعَزَّزِ ، إبنِ العَماءِ المُتَرَبّي في حُجُورِ الأمِّيَّةِ أوْ أَدْنى ، القاطِنِ في غَياباتِ مَخْدَعِ بَطْنِها ، يَغدُوا ويَرُوحُ ، ما بينَ قَلْبِها وعَينِها ، بلْ مُهْجَتِها وإنسانِها . ويَرْتَعُ ويَرْبَعُ ما بينَ خُدُورِها وقُصُورِها ، ويَصُولُ ويَجُولُ ما بينَ مَحامِي حُرَمِها ومَحارمِها ، يَغُورُ في أفْيانِ دَوامِيسِ أكنانِها ، ويَغُوصُ في قِيعانِ قَوامِيسِ كَيَانِها . ويَجُوبُ في غَيَبُوتِ غابِ جُيُوبِها ، ويَؤُوبُ إلى غايُوتِ أصْلابِ وُجُوبِها . وكيفَ لا وهوَ الحبيبُ اليَّتِيمُ الأمِّيُّ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وتَقَدَّسَ وتَعَالى . وعلى آله وصحبّه وسلّم .
صلاة اليتيم
7. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمد أُقْنُومِ الكَمالِ و بُؤْبُؤ الجلال والإكرامِ ، مَن لازالَتْ هامَةُ هِمَّتِهِ تَتَعالى وتَتَفَوَّقُ وبالقُرآنِ تَتَحَقَّقُ ، حتّى أَصْبَحَ عَيْنًا وأَنًا ، وباتَ هَوِيَّةً وماهِيَّةً ، وظَلَّ يَتِيمًا أُمِّيًّا ، وأضحَى بابًا وحِجابًا ، وصارَ بَطْنًا وظَهْرًا ، وأمْسى قَدَمًا ويَدًا ، ودامَ وَجْهًا للذّاتِ وَجِيهًا ، فما بَرِحَ الآزالَ : يَجُوبُ ويَصُوبُ ، وما انْفَكَّ عنْ مَحارِمِ القُدسِ : يَغُورُ ويَغِيبُ ، وما فَتِئَ حولَ المحامِي : يَصُولُ ويَجُولُ ويَطُولُ ، وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة التألّه
8. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد عبدِ الحقِّ حَقًّا ، حَيثُما ظَلَّ سُلْطانُ الذّاتِ رِقًّا ، إذا ما ادّلَتْ ومِن خَلُوتِها انْجَلَتْ ، "هُنَّ لِباسٌ لَكم وأنتُم لِباسٌ لَهُنَّ " ، صَلَاةَ تَوَلُهٍ وتَأَلُهٍ ، تَنْشُلُنا بأَيْدِي التَّعَلُّقِ ، مِن أَوْحالِ الإِمْكانِ ، وتَقْذِفُ بِنا في خَيْضَمِّ اليَمِّ الأُمِيِّ ، حتّى نَغْرِقَ فَنَرِقَّ ، فَنَبْقَى للهِ عَبيدًا . وعلى آله وصحبّه وسلّم .
صلاة البارقات
9. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد السّاريَّةُ أنوارُهُ الجِسمانِيَّةِ بأكوانِ الإمكانِ ، تَنزِيلًا وفُرقانًا . والكامِنَةُ أسرارُهُ الرَّوحانيّةُ بِفَلَكُوتِ النُّعُوتِ ، إِجْمالًا وقُرآنًا . صلاةً نَشْهَدُ بِها بارِقاتِ تَجَلِّيَّاتِهِ على مَجالِيهِ أنّى تَوَجَّهْنا ، حتّى لانَقِفَ معَ الرُّسُومِ دُونَ الكَنْزِ المَرْقُومِ ، فلَا نَرْغَبُ عن وِجْهَةِ الأسرارِ ، بِبَهْرَجَةِ الآثارِ ، ولا بِبَهجَةِ الأنوارِ ، وعلى آله وصحبه وسلّم .
الصلاة اللادنيّه
10. اللّهم صلّ بالصِّلات الهُوِيَّةِ الكَنزيَّةِ ، لَـدُنْهَ العُيُونِ الخوالِصِ الخَوالي ، تَتَجَرَّدُ وتَتَأَحَّدُ أَزَلًا ، عَلى كُنــــهِ الوُجُوبِ الأَعْمَهِـيِّ الأُمِّيِّ ، سَيِّدِنا ومولانا محمّدٍ الحَقَيقَةِ ، طِبْقًا لِمَا عَلَيهِ الذّاتِ ، مِن عَظَمُوتٍ ، الّذي ما انْفَكَ بالعَمَاءِ ، يَغُورُ بِلا غايَةٍ ولا مُنتَهى ، فَرْدًا جَرْدًا كَـنْزًا يَتِيْما ، صَلاتُكَ الّتِي لا تُدْرَكُ ولا تُشْرَكُ , ولا تُوصَفُ ولا تُعْرَفُ ، كمَا هِيَ الإتّحاداتُ الأنانِيَّةُ العَجْمَاءُ البَهْمَاءُ ، فَمن لنا بِـــهِ ، وفائِقاتُ الجَبَرُوتِ تَرْعَـــوِي حَيْرَةً , مادُونَ بَدَهُوتِ قَدَمِهِ الأكبَرِ ، وعلى آله وصحبّه وسلّم .
صلاة المختار
11. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد المخـــــتارِ مِن صَمِيمِ المَشِيئَةِ الكَنْزِيّةِ يَتِيمًا ، طِبْـــــقًا لِمُرادِ سُلطانِ الذّاتِ أَوَلًا ، تَعَشُّقًا مِنها لِعَينِها . لِيَنْجَلي مُحَيّاها لَها عَيانا ، فأنتَ الحبيبُ والمَحبُوبُ ، والحامِدُ والمَحْمُودُ ، قل هُو اللهُ أحَدُ ، يا أحمــــدُ ، فما المِيمُ إلّا حُجرةُ جَمعِ الإتّحادِ بالعَمَاءِ ، وعلى آله وصحبّه وسلّم .
الصلاة السيّارة
12. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد هَمزةِ وَصْلِ الآبادِ بالآزالِ ، على متْنِ الرّقائِقِ السّيّارةِ بحقائقِ الأعيانِ ، حالَما تَتّحدَ الفُروعُ بالأصولِ ، وتَندَمِجَ الظّهورُ في البُطونِ ، وتَتَوحّدَ الأعدادُ بالآحادِ ، فيؤوبُ الكنزُ إلى عَيْنِيّةِ الهاءِ ، قرآنا وآزالًا ، كما كان ولازالَ ، يَغُوصُ في أصدافِ الحقِّ ، كما هُو ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
الصلاة الأعجميّة
13. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد السِّرِّ الأمِّيِّ الأعْجَمِيِّ ، السّاري مِن صُدوفِ الكُنوزِ ، إلى سُدُوفِ العَماءِ ، يَتوارى وراءَ سُبُحاتِ العُيُونِ ، ويَغُورُ في طامُوتِ البُطونِ ، مُتَلَثِّمًا بِعِمامَةِ الوُجُوبِ ، حيثُ لا وَصْفٌ يُجَلِّيهِ ، ولا إسْمٌ يَعْنِيهِ ، إلّا إذا ما ادَّلى بالرُّوحِ ، فانْجَلَى لحضائرِ الغُيوبِ ؛ ولا يزالُ يَغُوصُ في عُروقِ النُّعوتِ ، حتّى تَنزَّلَ على الأشهادِ ، نَزلَةً فَنزلَةً أُخرى ؛ ثمّ آبَ إلى رَفِيقِهِ الأعلى ، كما كانَ ومازالَ ، وما انْفَكَ طَرْفَةً عنِ الآزالِ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة الحمد
14. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد كما هو بالهُوَ أنَا ، حيثُمَا كان وسَيكونُ ، هُويَّةً وأنِيَّةً ، عَيْنًا ومِثالًا ، عُـلُوًّا ونُزُولًا ، بُطُونًا وظُهُورًا ، سِرًّا ونُورًا ، خُلُوًّا وجُلُوًّا ، آزالاً وأُبُودًا ، قرآنًا وفُرقانًا ، لَاهُوتًا وناسُوتًا ، حَقِيقةً ورُوحًا ، قَلْبًا ولُبابًا ، نَفْسًا وجَسَدًا ولِسانًا ، عمَامةً ونِعالاً ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة الخبير
15. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد خَبِيرِ أقْطارِ المَواهِي الكنْهانِيَّةِ ، ودَلِيلِ فُجُوجِها ، ومَطارِ عُرُوجِها . فهُوَ شَمسُ هِدايَةِ رَفارِفِ الهِمَمِ والعَزائِمِ ، في مَدارِجِ الغُرُوبِ . ومُنَاخِ العَينِ وبَرْزَخِ البَينِ ، لِلبُّطُونِ والظُّهُورِ ، والقِدَمِ والحُدُوثِ ، تُضِلُّ بهِ كَثِيرًا وتَهْدِي بهِ كَثِيرًا ، صلاةً تَهدِينا بهِ إليهِ ، وعلى آله وصحبّه وسلّم .
صلاة الغاية
16. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد جذّابِ الهممِ الرّوحانـيّةِ ، إلى آفاقِ الوّصالِ ، حيثُ أنَّ الغايةَ إلى شِسعهِ الأعلى ، عندَها سِدرةُ المنتهى ، إذْ يَغْشى السّدرةَ ما يَغشى ، سُبُحاتٌ رُفوفٌ ، وأمْلاكٌ وُقُوفٌ ، وعَزائِمٌ تَطُوفُ ، ومِن دُونِها الفَناءُ ، ومِن فَوقِها العَدَمُ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة الأعتاب
17. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد بابِ اللهِ الواسِعِ ، الجامِعِ لأطْوارِ الحضائِرِ قاطِبةً ، فالمبتدى مِنهُ والمنتهى إليهِ ، فلا دُخولَ إلّا مِن أعتابِهِ ، ولا وُصُولَ إلّا إلى نّعالِهِ ، لدُنهَ المسجدِ الأقصى ، دُونَ القَدَمِ الحرامِ ، حيثُ الرُّسُلُ غِلمانٌ ، والملائِكُ وِلْدانٌ ، والعُروشُ فُروشٌ ، هنالكَ يُكشَفُ عنْ ساقٍ ، فَتَتَصَدَّعُ السَّرائِرُ مِنَ الصُّدُورِ ، وعِندَها تَتَحَقّقُ العِلّةُ الغائِـيّةُ ، " أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ ، وأنَّ سَيِّدَنا محمّدًا رَسُولُ اللهِ " صلّى اللهُ عليهِ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة البرقع
18. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد ذاتِ الحمدِ ، المنسُوجَةِ مِن الكمالِ السُّبوحيِّ ، على صِبغَةِ الأنا بِلا مِثالٍ ، حتّى إذا ما تَجلَّتْ جَلَّتْ ، تَبَرْقَعَتْ بِخِمارِ الجمالِ ، وسُتِرَ الكنزُ بالحُسنِ صِيانَةً لِلوُجُودِ . فَتَجَلَّى اللّهمّ علينا بِنَفْحَةٍ مِن أنفاسِهِ ، تَجْذِبُ وِجدانِنا الجافي ، لِيَرْتَويَ مِن مَعِينِ الوصال ، فَلن يَظْمأ بعدَها أبدًا ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة العهموت
19. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمد نامُوسِ الدّهَرُوتِ ، المكنُوزِ في صُدُوفِ الحُروفِ ، كُـمُونَ المعاني في الألفاظِ ، يَـتوارى عن جَواسِيسِ الغُيوبِ ، لَطافَةً وتَجريدًا ، وإنّ الأسرارَ لَتَطْلُبُهُ أشدَّ مِن الأنوارِ ، ويكأنّهُ طَلْقَةُ العَهَمُوتِ المَحْجُورِ ، والكلُّ عن إدراكِهِ تائهُونَ ، الأفُقُ كالسُّفْلِ ، والعَزْمُ كالبَلَهِ ، وهُنَا كهُناكَ ، فُسبحانَ مَن خَلّاهُ مِن حُيثُما جَلّاهُ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة الأعراس
20. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمد حبيبِ الذّاتِ مُنذُ القِدَمِ ، يَبِيتُ بِخَلَواتِ الآزالِ ، مَكنُوزًا في بُطنانِ العَماءِ ، هذا وأعراسُ الكفاحِ قائِمةٌ على ساقٍ ، حيثُمَا الأسمارُ تَتَرَتَّلُ بالأسْحارِ ، وَلاتَ دَهرَ انْفجارٍ ، فَهنالكَ جَرى ماجَرى ، والإمكانُ في غَمْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة الحبل
21. اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد حَبْلِ الوِصالِ ، الممدُودِ مِن الوُجوبِ على الإمكانِ ، إلى أبد الآبادِ ، لِيَنشُلَ الأرواحَ مِن حَضِيضِ الآثارِ ، إلى فَضاءِ الأنوارِ ، ثمّ يَجذِبُها إلى أُفُقِ الأسرارِ ، ولولاهُ لَغَرقَ الوَرى في حَميمِ الأغيارِ ، فكفَى بهِ رحمةً للعالمينَ ؛ وعلى آله وصحبّه وسلّم .
صلاة الضحى
22. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد كهفِ القرآنِ ، الّذي غارَ في أفُقِ العَمُوتِ ، منذُ الأسحارِ الأُولى ، حيثُ لازالَ الفَجْرُ يَسْتَرِقُ الأنباءَ ، والضّحى يَتَربّصُ بالبوارِقِ ، ولكن هيهاتَ هيهاتَ ، حرمٌ آمنٌ ويُتَخطّفُ النّاسُ مِن حولِهِ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة التّاحيدِ
23. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد ألف تاحيدِ الذّاتِ بالنُّعوتِ ، قَبْلَمَا تَنَزّلتْ باءُ توحيدِ الأسماءِ بالأفعالِ ، ولازالَ مُنذُ الآزالِ إلى الآبادِ ، عينَ وِحْدَةِ الجمعِ ، بماله مِن صُمُودٍ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة الوحدة
24. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد جُمعةِ مَناظِرِ الصُّمُودِ ، عَينًا وتَعْيِينًا ؛ وكيفَ لا وهُوَ النُّورُ المبينُ ، الشّارِقُ مِن مِشكاةِ الذّاتِ ، بإشعاعـاتِ الوِحدَةِ الأنـيَّةِ ، هُدًى لِلعالَمينَ ، مِن بَينِ الإثنَينِ ، إلى عَـينِ الأحَدِ ، على صِراطٍ مُستَقِـيمٍ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة الإرتسام
25. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد لَوْحِ الإرتساماتِ الوُجوديّة ، الممكنِ مِنها والوُجُوبِ ، فظاهرِها صُوّرٌ لآثارِ الإبداعاتِ الرّبّانيّةِ ، المفصّلةِ بِريشةِ الآبادِ ؛ وبطائِنُها إنطباعٌ لِحقائق الشُّؤونِ الأحديّةِ ، المجُمَلةِ بِدَواةِ الآزالِ ؛ ومِن بينِهِما بَرزَخٌ لا يَبغيّانِ ، حاجِزُ النّعوتِ المُشرِقِ مِن يُوحِ الرُّوحِ السُّبُّوحِ ، بالعدلِ والإحسانِ ، ليّلاّ يَصْدِمَ الوُجوبُ بالإمكـانِ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة السفينة
26. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد سَفِينَةُ النّجاةِ في طَمْطَمُوتِ المَشِيئَةِ ، فلا تَنْفَكُ تَتَبَحَّرُ في مُحيطِ الإمكانِ ، لِتُنجِدَ الورى مِن غَريقِ الجُحُودِ ، إلى برِّ الإيمانِ ، فمَن رَكِبها عَرَجَتْ بِهِ إلى بُحْبُوحَةِ الجـَمْعِ الأحَدِي ، ومَن تَخلَّفَ عنها غَرِقَ في قِيعانِ الأغْيارِ ، وماذا بعدَ الحقِّ إلّا الضّلالُ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة الإنسلاخ
27. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّدٍ عينِ الكلِّ جَمعًا وإجْمالًا ، بلْ فَرْقًا وتَفْصِيلًا ، فما خَلَتْ ذَرَّةٌ مِن عمادِ قَيُّومِيَتِهِ ، بل ما خَلَتْ لَمْعَةِ مِن وَقُودِ صَمْدانِيَتِهِ ، بل ما خَلَتْ سُرّةٌ مِن صِبغَةِ أحَدِيَتِهِ ؛ لكونِهِ مَحتدَ التّعيناتِ الواحدِيةِ ، المنسَلِخَةِ مِن البُطنانِ الأمِّيِّ ، المحيطَ بأفلاكِ المشيئةِ الكلّيّةِ ، الجامعةِ لِمَا كانَ وما يكونُ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة المثل الأعلى
28. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّدٍ المثلِ الأعْلَى ، الّذي إذا ما خلوتَ كان الإطلاقَ ، وإذا ما جلوتَ كان العـينَ ، وإذا ما تَعاليتَ كان الحجابَ ، وإذا ما ادّلَيتَ كان العرشَ ، وإذا ما نَظَرْتَ كان المرآةَ ، وإذا ما تكلّمتَ كان القرآنَ ، وإذا ما شِئت كان المرادَ ، وإذا ما تَفَضَّلتَ كان الحمدَ ، وإذا ما أمَرْتَ كان الباءَ ، وإذا ما تجَرَّدْتَ كان الهوَ ، وإذا ما تعرَّفْتَ كان الأنَا ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة الوكيل
29. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد وَكيلِ الحقِّ القائمِ على الوُجودِ ، لِيَسُوسَ الخلائِقَ بِسُلطَةِ الأمُورِ ، ويُربّي الطبائِعَ بِنُورِ التّعرِيفِ ، ويُمِدَّ الرّقائِقَ بِقوامِ البَقاءِ ، فلا بُدَّ للبرايا من قيُّومِيَّـتِهِ الرّحمانيّةِ ، والكلُّ إلى عَوْلِهِ فُقراءُ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة الطلقة
30. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّــد طَلْقةِ تَفْصِيلِ الجمُلِ الأزلِيّةِ ، المُستَمِدةِ مِن نُقطةِ العَينِ ، حتّى تَفِيضَ بالحقائِقِ الأُولى ، فما حَوَتِ الألواحُ ولا رَوَتِ الأقلامُ ، إلّا قَطْرةٌ مِن عُبابِ نُونِهِ المحيطِ ، فكيفَ إذاما ماجَت بُطونُ حقيقتِهِ ، فمالَها إلّا سرائِرُ الكُثبانِ ؛ وعلى آله وصحبِهِ وسلِّم .
صلاة الكلّ
31. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد المثَلِ الأعلى للشُّؤونِ ، في الشّهاداتِ والغُيوبِ ، فهو بالكلِّ للكلِّ حيثُما كان وسيكونُ ، مُمثّلُ الحقِّ بالتّحقيقِ ، العينُ بالعينِ ، والوَصفُ بالوَصفِ ، والأفعالُ بالأفعالِ ، فكفى بالأنا دَليلًا على الهُوَّ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة أمّ الكتاب
32. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد أمّ كتابِ الحروفِ العاليّاتِ ، والكلماتِ التّاماتِ ، المحيطِ بالشّؤونِ السَّوابِقِ واللّواحِقِ ، فلا نِهايةَ لِظواهِرِ رقائِقهِ ، ولا غايةَ لبَواطنِ حقائقِهِ ، كما لا تزالُ آياتُ حمدِهِ تُتلى ، بلسانِ الدّهرِ المأبُودِ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .
صلاة الهوت
33. اللّهم صلِّ على سيِّدنا ومولانا محمّد فَيصَلِ التّحقِيقِ في مَيدانِ القُربانِ ، فَمَن تَعلّقَ بِهِ إتَّصَلَ بحضرةِ القُدْسِ ، الّتي هُو بابُها بلْ ورِحابُها ، فالحقُّ أنَّهُ لا مَناصَ للبَرايا ، عنِ الخُضُوعِ بأعتابِهِ ، لاسِيَّمَا وأنّها مَرسى رَفارِفِ الهُوتِ ، فَخَلِيقٌ أن تُشدَّ إليها رِحالُ الإراداتِ ، وأن تَتَوجَّهَ شَطْرَها وَسائِلُ الرَّجاءِ ؛ وعلى آله وصحبه وسلّم .