من منا لم يسمع عن الكاتب الأمريكي الشهير دانييل كارنيغي ؟ ذلك الكاتب الذي تصدرت كتبه قائمة أكثر الكتب مبيعاً في العالم في التسعينات ، وقد كانت معظم مؤلفاته تتمحور حول النجاح وكيفية تحقيقه في الحياة ، ثم توالت الكتب لمؤلفين آخرين كتبوا عن نفس الموضوع ، وسيجد القارئ اللبيب أن القاسم المشترك بين كل هذا الكم من المؤلفات يتمحور حول أن اليأس والإستسلام والتواكل والتأجيل وعدم الحركة والكسل والتشاؤم وعدم الثقة بالنفس هم أهم مقومات الفشل والذي هو نقيض النجاح .
إن عدم تحقيق أي إنسان لأمنية ما لا تعني أن هذا الإنسان فاشلاً ، فكم من ناجحٍ في حياته تجده قد فشل في تحقيق الكثير من أمنياته ورغباته وأهدافه ، وما يميزه عن الفاشل أنه لا ييأس ويواظب على المحاولة مثنى وثلاث ورباع لكي يحقق الجزء الأعظم منها ، إن الإنسان الناجح لا يعرف اليأس أو الإستسلام مطلقاً .
- والنجاح لا يعتمد على التواكل على الآخرين ، بل عماده هو الإعتماد على النفس ، من مبدأ : ما حك جلدك مثل ظفرك ، فتول أنت جميع أمرك ، و كذلك لا يعرف تأجيل الأعمال والأفعال إلى الغد ، فما يمكن إنجازه الآن لا يعمل الإنسان الناجح على تأجيله إلى ما بعد ، فالنجاح أفضل مستثمرٍ للوقت ، والوقت من ذهب ، وكالسيف فإن لم تقطعه قطعك .
- النجاح هو صديق الحركة ، وعدو الكسل ، والإنسان الناجح " يسعى في مناكبها " ، ولا يقبع ثابتاً في مكانه ، فإن السماء لن تمطر ذهباً أو فضة .
- والنجاح قد أسقط من قاموسه كلمة تشاؤم ، فالناجحون متفائلون دوماً ، وصدق من قال : تفاءلوا بالخير تجدوه .
فلكي تحقق النجاح ، عليك أن تثق بقدراتك وذاتك ، بعد ذلك إعقل ثم توكّل ، ولا تقلل من قيمة أي عمل ، ولا تنتظر الفرصة أن تأتيك ، بل إسعى أنت إليها ، ونجاح أي عملٍ ذهنيٍ أو جسديٍ مهما يكن حجمه أو مستواه يكون في إتقانه ،وإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه .
النجاح هو طائرتك الخاصة التي تنتظر قدومك لتقلع بها في الإتجاه الذي تريد ، ولكي تصلها قم من سباتك وتحرك الآن .