تعرف العاصفة الغبارية بأنها رياح شديدة تحمل في طياتها مجموعة من الحبيبات الرملية والطينية معدنية المصدر،
في الأغلب عالقة في الهواء بارتفاع متر أو قد تصل إلى عدة مئات من الامتار وبعرض عشرات أو مئات الكيلومترات.
مع تصاعد الكثير من جزيئات الغبار في الهواء من الصحاري والأراضي الزراعية في العديد من المدن الكبرى في الشرق الأوسط .
ظهرت أسئلة حديثة عما يمكن أن يتسبب هذا الغبار في ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة ، ففي دراسة قام بها فريق من العلماء البريطانيين تبين أن النماذج المناخية الموضوعة تفتقر إلى التقديرات المحددة لدور الغبار.
فمن ناحية يمكن أن تكون زيادة الغبار في الهواء مفيدة كونها سبباً في خفض الاشعاعات الشمسية ذات الموجات القصيرة المميتة (الاشعة فوق البنفسجية) .
ومن ناحية أخرى يمكن أن يشكل الغبار حاجزا في الغلاف الجوي ، ويكون سبباً في تقليل كميات الحرارة التي تفقدها الأرض (ظاهرة الالبيدو) ، وهذا يعني المزيد من الدفء.
لكن بالنتيجة فإن المزيد من الغبار يعني حبس المزيد من الحرارة ، خصوصا في الليل ، لذا سيزيد من صعوبة الموقف ، والمشكلة تزداد لأن الارتفاع الحراري يمكن أن يزيد من اطلاق الغبار في الغلاف الجوي ، وذلك كونه يزيد الجفاف ويسرع من إزالة الغطاء النباتي الارضي. وبالتالي زيادة في انبعاث الغبار.
وتشير التقديرات مؤخراً إلى أن حوالي %40 من المواد الطيارة التي ترش في الهواء كل عام هي عبارة عن غبار معدني .
بعض التقديرات الاخرى تعزو تصاعد جزيئات الغبار في الجو إلى بعض النشاطات الانسانية ، مثل فلاحة البادية أو الحرث الزائد أو الرعي الجائر في المناطق القاحلة ، أو تحويل مسارات الأنهار.
لكن بشكل عام، فإن الكثير من الغبار يظهر بشكل طبيعي في الأراضي القاحلة بكميات تحكمها عوامل عدة، مثل سقوط الامطار والمصدر الجيولوجي وسرعة الرياح.
مؤخراً أعدت دراسة في الكويت عن الآثار السلبية للعواصف الغبارية أثبتت أن كمية الغبار المترسب نتيجة انتقال الغبار بفعل الموجات الغبارية يصل إلى 275 طن/كلم2/سنة ، أي ما يعادل 5 ملايين طن من الغبار على مساحة الكويت خلال السنة الواحدة، إضافة إلى الكلفة العالية لمعالجة الأمراض الفطرية نتيجة موجات الغبار من خلال رش المبيدات وإعادة تأهيل المحاصيل الزراعية، فقدان خصوبة التربة نتيجة الحت الريحي للمواد العضوية وحبيبات الطمي الغنية بالمغذيات اللازمة لنمو النباتات، مما يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي، ازدياد عدد المراجعين من مرضى الربو التنفسي ليصل إلى 2000 حالة في السنة، ارتفاع عدد حوادث المرور، وتأثر حركة الملاحة الجوية والبحرية والبرية نتيجة موجات الغبار.
وختاماً ، لا بد من الاشارة إلى أن الغبار من أهم مصادر تغذية البحار، فعنصر الحديد له دور في التفاعلات الكيميائية في عالم البحار، كما يعتبر الغبار الغذاء الأساسي للكائنات الحية النباتية الدقيقة (البلانكتون النباتي).