تعمل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) يداً بيد مع البلدان الأعضاء فيها والمجتمع الدولي برمّته من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وترتكز هذه الأهداف الثمانية التي يوجد لكل منها غايات ومؤشرات محددة على إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية الذي وقع عليه زعماء العالم في سبتمبر/ أيلول 2000.
حيث تلزم هذه الأهداف المجتمع الدولي بمحاربة الفقر والجوع والمرض والأمية والتدهور البيئي والتمييز ضد المرأة والتي يأمل العالم بأن يصل إلى هذه الأهداف بحلول عام 2015 ؟ فهل تنجح هذه الجهود ؟؟
وفيما يلي نذكر هذه الأهداف الثمانية مع شرح موجز لكل منها :
الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية هي:
-
القضاء على الفقر المدقع والجوع
-
تحقيق تعميم التعليم الإبتدائي
-
تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة
-
تخفيض معدل وفيات الأطفال
-
تحسين الصحة النفاسية
-
مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/ الأيدز والملاريا وغيرهما من الأمراض
-
كفالة الإستدامة البيئية
-
إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية
الهدف رقم (1) : القضاء على الفقر المدقع والجوع :
حيث مازال عدد الجياع في العالم مرتفعاً على نحوٍ غير مقبول رغم الإنجازات الأخيرة المتوقّعة التي خفّضت الرقم الكُلي إلى دون المليار نسمة. حيث تشير تقديرات المنظمة إلى أن عدد السكان الذين سيعانون من الجوع المزمن في 2010 سيبلغ 925 مليون.
وينصبّ تركيز المنظمة على الحدّ من الفقر والجوع من خلال ما يلي:
-
تحسين الإنتاجية الزراعية والمداخيل
-
تشجيع اعتماد ممارسات تغذوية أفضل على جميع المستويات والبرامج التي تعزز حصول أشدّ الناس حاجة على الأغذية بشكل مباشر وفوري.
-
تساعد المنظمة البلدان النامية على تحسين الممارسات المستخدمة في الزراعة والحراجة ومصايد الأسماك وعلى الإدارة المستدامة للغابات ومصايد الأسماك والموارد الطبيعية لديها وعلى ضمان التغذية الجيدة للجميع.
-
تشجع المنظمة زيادة الاستثمارات في الزراعة والتنمية الريفية وسبق لها أن ساعدت الحكومات على وضع برامج وطنية للأمن الغذائي موجّهة إلى صغار المزارعين.
-
في إطار الجهود الرامية إلى الاستجابة لحالات الطوارئ وإعادة التأهيل، تكتسي خبرة المنظمة في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك والغابات أهمية بالغة. وتسعى المنظمة على وجه السرعة إلى إنعاش الإنتاج الزراعي
-
تعزيز استراتيجيات بقاء المتضررين
-
تمكين الناس من الحدّ من اعتمادهم على المعونة الغذائية.
-
تضطلع المنظمة بدور حيوي في مجالات الوقاية والتأهب والإنذار المبكر.
الهدف رقم (2) : تحقيق تعميم التعليم الابتدائي :
يبلغ عدد الأطفال الذين هم في سنّ الالتحاق بالمدارس الابتدائية ولكن غير الملتحقين بها 72 مليون طفل تقريباً. ويعيش أكثر من أربعة من كل خمسة من هؤلاء الأطفال في المناطق الريفية. وتشكل الفجوة على صعيدي المعرفة والتعليم بين سكان الحضر والريف الحاجز الرئيسي اليوم أمام تحقيق التعليم الابتدائي للجميع بحلول عام 2015. وفي الوقت نفسه، فإنّ الجوع وسوء التغذية يعرّضان للخطر قدرة الأطفال في المناطق الريفية على التعلّم. ويتعيّن معالجة الأمن الغذائي والتعليم في آن واحد لتطوير قدرات سكان الريف على إطعام أنفسهم والتغلب على الفقر والجوع والأميّة.
وتُعتبر منظمة الأغذية والزراعة وكالة الأمم المتحدة الرائدة للتعليم من أجل سكان الريف، وهي شبكة مؤلفة من حوالي 370 شريكاً، بما في ذلك الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
-
تعزز شبكة التعليم من أجل سكان الريف قدرة سكان الريف على التمتع بالأمن الغذائي للموارد الطبيعية بطريقة مستدامة من خلال زيادة فرص حصول جميع الأطفال والشباب والكبار في المناطق الريفية على التعليم الجيّد
-
تدريبهم على اكتساب المهارات.
-
تقدّم المنظمة المساعدة التقنية إلى البلدان الأعضاء لتنفيذ الحدائق المدرسية وبرامج التغذية المدرسية والتي يمكن أن تشجع الالتحاق بالمدارس وأن تعود بفوائد تغذوية مباشرة على الأطفال.
الهدف رقم (3) : تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة :
تُقرّ المنظمة بأهمية النهوض بالمشاركة الكاملة والمنصفة للنساء والرجال في المناطق الريفية في الجهود الرامية إلى :
-
تحسين الأمن الغذائي
-
الحد من الفقر
-
تحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
-
تمكين النساء في المناطق الريفية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ودون ضمان المساواة بين الجنسين.
-
تشجّع المنظمة النساء على المشاركة في المناطق الريفية على قدم من المساواة في عمليات صنع القرار وفرص العمل والحصول على الموارد والتحكم بها.
-
تضع المنظمة مجموعات من الأدوات والمبادئ التوجيهية والبرامج التدريبية لإعداد البيانات المفصّلة بحسب نوع الجنس
-
تحليل تلك البيانات لكي يتسنى القيام بتدخلات مستهدفة بشأن الدور الحيوي الذي يضطلع به الرجال والنساء في المناطق الريفية من أجل ضمان الأمن الغذائي، خاصة على مستوى الأسرة.
-
تتولى المنظمة بناء القدرات التقنية للبلدان الأعضاء لكي تتمكن من معالجة قضايا المساواة بين الجنسين عند وضع السياسات والبرامج؛
-
تعمل مباشرة مع النساء والرجال في المناطق الريفية من أجل تعزيز مهاراتهم الزراعية والمعيشية؛
-
تساعد البلدان الأعضاء على تحديد العقبات التي تحول دون مشاركة النساء على قدم من المساواة ودون اتخاذهن القرارات وعلى إزالة تلك العقبات؛
-
تدعم صياغة السياسات الزراعية الوطنية والإقليمية التي تراعي الفوارق بين الجنسين
-
تقيم روابط بين النساء والرجال في المناطق الريفية من خلال شبكة للمعلومات والاتصالات؛
-
تتبادل الممارسات الجيدة التي تُبرز الأدوار التي تضطلع بها المرأة.
الهدف رقم (4) : تقليل وفيات الأطفال :
يُعتبر نقص التغذية أحد الأسباب الكامنة وراء أكثر من ثلث مجموع وفيات الأطفال دون سنّ الخامسة.
وتؤدي البرامج الرامية إلى تحسين الأمن الغذائي والتغذية والمعلومات داخل الأسرة إلى زيادة فرص نمو الأطفال وصولاً إلى مرحلة البلوغ.
وتساعد برامج المنظمة الأسر والمجتمعات المحلية الفقيرة على تأمين الحصول على نُظم غذائية كافية من الناحية التغذوية وعلى الحد من نقص التغذية لدى الأطفال. وتشمل الأنشطة ما يلي:
-
المبادرات التي تركز على المجتمع المحلي ومواد تدريبية
-
برامج تثقيفية في مجال التغذية
-
برامج تدريبية للموظفين الوطنيين والمحليين
-
الترويج لإنشاء منتدى حول الأمن الغذائي الأسري والتغذية في المجتمعات المحلية.
-
تحسين التغذية التكميلية للأطفال الصغار، أي إعطاء أغذية بالإضافة إلى حليب الأم، وسيلة مهمة للحيلولة دون حدوث نقص في التغذية وللحدّ من وفيات الأطفال.
-
تساعد المنظمة البلدان على تعزيز قدراتها المحلية لتحسين التغذية التكميلية للأطفال الصغار، وذلك باستخدام الأغذية المتوفرة محلياً بأسعار معقولة.
-
تحسين التغذية التكميلية باستخدام أغذية الأسرة أمر ممكن حتى لدى الفئات التي تفتقر إلى الموارد، وذلك من خلال الربط بين الأمن الغذائي الأسري والتثقيف في مجال التغذية. وقد نُفّذت بنجاح برامج في أفغانستان وزامبيا وتطبّق المنظمة هذا النهج الآن في عدد أكبر من البلدان.
-
تساهم المنظمة في “الجهود المتجددة لمكافحة الجوع وسوء التغذية لدى الأطفال”ضمن شراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي.
الهدف رقم (5) : تحسين الصحة النفاسية :
إنّ تحسين الصحة النفاسية أمر أساسي لإنقاذ أرواح أكثر من نصف مليون امرأة اللواتي يلقين حتفهن نتيجة لمضاعفات الحمل والولادة كل سنة.
ويمكن تلافي وقوع جميع هذه الوفيات تقريباً بشرط الأتي:
-
حصول النساء في البلدان النامية على نظام غذائي وافٍ من الناحية التغذوية وعلى مياه مأمونة وعلى خدمات مرافق الصرف الصحي
-
تعلّم المبادئ الأساسية للكتابة والقراءة والخدمات الصحية أثناء الحمل والولادة. وقد تبيّن أنّ الجوع وسوء التغذية يؤديان إلى زيادة معدل الوفيات والظروف التي تتسبب في نسبة تصل إلى 80 في المائة من وفيات الأمهات.
-
تحسين الصحة النفاسية من خلال الجهود الرامية إلى: زيادة فرص حصول المرأة على الموارد الإنتاجية والدخل؛
-
تحسين الوضع التغذوي للنساء؛ وتمكين المرأة من الحصول على مستوى أفضل من الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية.
-
تقوم المنظمة أيضاً بتوعية النساء والفتيات في المناطق الريفية من الناحية التغذوية، فضلاً عن تشجيع التعليم والتثقيف في مجال التغذية في المدارس. وتؤدي الأعباء الثقيلة والمقترنة بنظم غذائية غير كافية وحالات الحمل المتكرر، إلى إضعاف صحة المرأة إلى حدّ كبير.
-
تقدم المنظمة المساعدة لاعتماد تكنولوجيات موفّرة لليد العاملة بالنسبة للمهام الموكلة للمرأة في الزراعة وإعداد الطعام وتجهيزه ولتيسير حصولها على إمدادات المياه والوقود للطهي.
-
تشجع المنظمة أيضاً الحدائق المنزلية باعتبارها وسيلة لتحسين تغذية الأم والأسرة.
الهدف رقم (6) : مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والملاريا وغيرهما من الأمراض:
يرمي الهدف رقم 6 من الأهداف الإنمائية للألفية إلى مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والملاريا وغيرهما من الأمراض.
ففيروس نقص المناعة البشرية والملاريا وغيرهما من الأمراض تؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة في التنمية الريفية والإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي والتغذوي. وفي الوقت ذاته، يمكن لانعدام الأمن الغذائي والتغذوي ولسوء التغذية أن يزيدا من إمكانية الإصابة بالمرض.
-
تقدّم المنظمة الدعم اللازم لواضعي السياسات ومخططي البرامج من أجل مراعاة الاعتبارات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية والملاريا وغيرهما من الأمراض في السياسات والبرامج الخاصة بالأغذية والتغذية والزراعة.
-
تسعى المنظمة إلى توعية الجهات الفاعلة الرئيسية في قطاعي الأغذية والزراعة على آثار فيروس نقص المناعة البشرية على الأمن الغذائي والزراعة،
-
الدعوة إلى اعتماد إجراءات مشتركة بين عدّة قطاعات للتصدي لهذا الوباء.
-
تشمل برامج المنظمة لتعزيز حصول المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز على أغذية كافية ومغذية
-
مشاريع الحدائق المنزلية وفي المجتمع المحلي،
-
التثقيف والتواصل في مجال التغذية،
-
التدريب المحلي. وتستخدم المشاريع الميدانية مجموعة من التدخلات بما في ذلك تأمين المواد الغذائية والتكنولوجيات الموفرة لليد العاملة والوقت والتمويل المتناهي الصغر للمساعدة على دعم إنتاج الأغذية وتنويعها؛
-
تقديم المساعدة التقنية لمشاريع الحدائق المنزلية في المجتمعات المحلية المتضررة من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
-
تدعم المنظمة أيضاً المشاريع التي تشجّع عدداً أكبر من اليتامى بسبب فيروس نقص المناعة البشرية /الإيدز والأطفال الضعفاء الآخرين على الالتحاق بالمدارس.
-
يقوم مركز طوارئ عمليات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود التابع لمنظمة الأغذية والزراعة بالتصدي للأوبئة الحيوانية التي لها آثار كبيرة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وفي الصحة العامة.
الهدف رقم (7) : كفالة الاستدامة البيئية :
-
يجب إدارة قاعدة الموارد الطبيعية والنظم الإيكولوجية على نحو مستدام لتلبية الاحتياجات الغذائية للسكان وغيرها من الاحتياجات البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
-
يطرح تغيّر المناخ وتفاقم ندرة المياه والنـزاعات من أجل الحصول على الموارد تحديات بالنسبة للاستدامة البيئية والأمن الغذائي.
-
إنّ الجوع والفقر يجبران في كثير من الأحيان الفقراء على الإفراط في استغلال الموارد التي تعتمد عليها سبل معيشتهم.
تدعم المنظمة الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية بما في ذلك:
-
كفاءة استخدام المياه الزراعية وإنتاجية الأراضي والتربة؛ والإدارة المستدامة للغابات وتربية الأحياء المائية والمصايد الداخلية .
-
النظم المتكاملة للمحاصيل والثروة الحيوانية .
-
إدارة مبيدات الآفات وإدارة مستجمعات المياه.
-
تدعم المنظمة الاتفاقيات البيئية الرئيسية، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ.
-
توفّر المنظمة المشورة التقنية والسياسية لمواجهة التهديدات الرئيسية المحدقة بقاعدة الموارد الطبيعية والتي تشمل تدهور الأراضي ونُدرة المياه وإزالة الغابات والرعي الجائر
-
الاستغلال المفرط للموارد البحرية وزيادة انبعاثات غازات الدفيئة وفقدان الموارد الوراثية والتنوع البيولوجي.
-
تضطلع المنظمة بعمل ملحوظ بشأن الروابط بين الأمن الغذائي وتطوير الطاقة الحيوية.
الهدف رقم (8) : إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية :
يرمي الهدف رقم 8 إلى إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية. وترتبط الغايات الأكثر صلة بمهمة المنظمة وذلك لــ :
-
تلبية الاحتياجات الخاصة لأقلّ البلدان نمواً وللبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية؛
-
النظام التجاري والمالي؛ وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة.
-
يُوجَّه جزء كبير من عمل المنظمة للحد من الجوع وتحسين الزراعة والأمن الغذائي إلى أقلّ البلدان نمواً، بما في ذلك البلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية.
-
في عام 2009، قدّم برنامج المنظمة الميداني 715 مليون دولار أمريكي على شكل مساعدات تقنية وعمليات طوارئ وإعادة تأهيل، وبدأ في عام 2010 بميزانية متاحة تتجاوز 1.5 مليار دولار أمريكي.
-
تُعتبر المنظمة، بالعمل مع الدول الأعضاء ومنظمة التجارة العالمية، شريكاً فاعلاً في الجهود المبذولة لإنشاء نظام تجاري متعدد الأطراف مفتوح ونزيه وقائم على قواعد محددة، ولا سيما من خلال دعمها للسياسات الغذائية والتجارية الزراعية والسياسات التجارية العامة التي تفضي إلى الأمن الغذائي.
-
تقدم المنظمة المشورة والمساعدة الفنية إلى الحكومات والمؤسسات والمجتمعات الريفية لتعزيز قدراتها في مجال إدارة المعلومات الزراعية.
-
تساعد المنظمة المجتمعات الريفية على الحصول على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة