توقع رون ميسلز محلل أسواق المال العالمية ورئيس مؤسسة "دورات" لأسواق المال فى كندا ومؤسس الجمعية الكندية للمحللين الفنيين صعود الأسواق العالمية خلال العام المقبل 2010 وعلى رأسها السوق الأمريكية مرشحاً العديد من القطاعات للارتفاع فى الفترة القادمة . وقال ميسلز فى حوار خاص لـ"مباشر" إن الأسواق الناشئة تحقق ارتفاعات ملحوظة، لافتا إلى ارتفاع معدلات التذبذب فيها على عكس الأسواق المتطورة ، مدللا على ذلك ببورصات الهند والصين، وأكد أن البورصة المصرية تعتبر من البورصات الواعدة في الأسواق الناشئة مشيراً إلى وجود درجة ارتباط كبيرة بين السوق المصرية والأسواق الأمريكية والأوروبية، ونصح المستثمرين المصريين بالاتجاه للاستثمار فى السوق الكندي خاصة أسهم الذهب والموارد الطبيعية مثل شركات التعدين نظراً لعدم وجود شركات تعمل فى هذه المجالات فى البورصة المصرية . وبنظرة تحليلة للاسواق العالمية خلال العام المقبل ، أشار ميسلز إلى أن العام المقبل 2010 يعتبر عامًا جيدًا فى مجمله متوقعاً حدوث حركات تصحيحية طفيفة فى بداية العام وسط توقعات بحركات بيع ضعيفة من جانب المستثمرين قبل نهاية العام بعد ارتفاع الأسواق الأمريكية بقوة خلال الفترة الماضية وجنى أرباح كبيرة لمديرين المحافظ والصناديق . وتوقع ميسلز هبوط الأسواق العالمية خلال شهرى يناير و فبراير يتبعه صعود قوى حتى "صيف 2010 " على أن تبدأ عمليات جني أرباح فى أكتوبر ومن ثم استكمال الاتجاه الصعودي، موضحاً بأن أسهم السلع مثل الذهب والفضة تعتبر من أفضل الأسهم فى الوقت الحالي مشيراً إلى أن عامي 2010 و 2011 سوف يكون اتجاهما صاعدًا فيما حدد اتجاه عامي 2012 و 2013 بالهبوطي. وعن الأزمة المالية العالمية وتداعيتها قال ميسلز :"بدأت شرارة الأزمة الاقتصادية فى الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة توريق الديون، حيث تم وقتها تحويل الديون العقارية إلى سندات، ومن ثم لم يتمكن المقترضون من السداد وحدث الانهيار الكبير فى 2008 وهو ما أثر بدوره على أداء أسواق المال فى العالم وكان سببًا فى إفلاس بعض البنوك مثل ليمان برزر"، معتبراً أن الأسواء فى الأزمة قد ولى مستبعداً حدوث مزيد من المفاجأت بعد أن أصبحت الأزمة حقيقة اقتصادية واقعة لا بد من معرفة طرق علاجها وكيفية استيعاب تداعيتها . وأوضح خبير أسواق المال أن أزمة مديونيات دبي الأخيرة تسببت فى هبوط الأسواق على كافة الأصعدة إلا أنها سرعان ما استوعبت الأزمة وزالت المخاوف من نفوس المتعاملين. وأضاف ميسلز أن استخدام التحليل الفني يرجع إلى أكثر من 400 سنة حين استخدمه الصينيون واليابانيون في توقع أسعار الحبوب قبل أن يطوره " تشارلز داو " في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر، مشيراً إلى وجود دورات لسوق المال سواء من حيث تغير نفسية المتعاملين بين التفاؤل والتشاؤم، وأنها مثبتة إحصائيا لعشرات السنين الماضية، مشيراً إلى أنه يعتبر أداة من الأدوات المهمة لاتخاذ قرارات الشراء والبيع في أسواق المال ، يفضل دمجه مع التحليل المالي لمحاولة تحقيق أفضل عائد . وأوضح ميسلز وجود دورات سعرية لأسواق المال "market cycles" وخاصة دورة الأربعين سنة "40 years cycle" والتي تندرج تحتها دورات مختلفة منها دورة الأربع سنوات "4 years cycle" والتي تسمى في الولايات المتحدة "presidential cycles" . وقدم ميسلز عدة اساليب لاستخدام التحليل الفني في إدارة المحافظ وصناديق الاستثمار، خاصة في الأجل الطويل باستخدام أساليب الدورات طويلة الأجل، وكذلك في الأجل القصير لتحديد نقاط الدخول للأسهم المختلفة موضحاً أن استخدام مؤشرات نفسية المتعاملين "sentiment indicators" يعتبر أمرًا ضروريًا حيث يتم استخدامها في تحديد نقط الدخول للسوق . ويعد" ميسلز " من أهم خبراء التحليل الفني على مستوى العالم، ومصنف ضمن أهم ثلاثة محللين في أمريكا الشمالية، حيث تمتد خبرته لأكثر من أربعين عاما في أسواق المال الأمريكية والكندية، و" رون ميسلز " هو مؤسس الجمعية الكندية للمحللين الفنيين، وأول رئيس لها في سنة 1985، كما كان من مؤسسي الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين في سنة 1986 وشغل منصب أول سكرتير عام للاتحاد الدولي في تلك السنة ،كما يشغل حاليا منصب رئيس مؤسسة دراسة دورات أسواق المال . يذكر أن الجمعية العربية للمحللين الفنيين قد نظمت محاضرة أمس لـ"رون ميسلز "حيث تحدث عن استخدام التحليل الفني في مجال إدارة المحافظ وصناديق الاستثمار، وذلك بحضور نخبة من مديري المحافظ وصناديق الاستثمار من بينهم سامح أبو عرايس رئيس الجمعية العربية للمحللين الفنيين ونائب رئيس مجلس إدارة شركة الأوائل لإدارة المحافظ .
عدد زيارات الموقع
60,258
ساحة النقاش