تقف الأزمة العالمية على أبواب نهاية سنة جديدة والعالم ما يزال يترقب كيف ستبدأ سنه ثانية على الأزمة. الجميع يتساءل ويخمن أين سنكون ؟ هل ستبقى تداعيات الأزمة ؟ أم هل سنشهد ارتدادات جديدة؟
البعض يقول إن عام 2008 هو الفاصل بين عالمين مختلفين اختلفت معاييرهما، وما كان يصح قبل سنة لا يصلح اليوم. فالتوازنات الاقتصادية الدولية على وشك التغير، وقيم العملات وتأثيرها قيد الاختلاف، فالدولار يتراجع لصالح عملات عالمية أخرى والنفط نتجية لذلك، سيعيش واقعا جديدا في تأثيره ودوره.
من ناحية أخرى فان السيولة بدأت في تغيير اتجاهها. وبينما كانت أمريكا الثقب الأسود الذي لايشبع ويمتص معظم سيولة العالم، نجد أن الجنوب وآسيا هما اليوم مكانا جديداً للتنافس الدولي.
وثمة من يقول لنا انتظروا قليلا حتى تستعيد آسيا توازنها بعد الأزمة، لتمارس دورها الجديد وهي تنافس مراكز الحضارة على طرفي الأطلسي.
مجموعة جديدة من التغيرات لابد أن نلاحظها مع استعادة العالم لوعيه بعد ضربة قاصمة للرأسمالية الجديدة. وإذا كانت هذه الرأسمالية لن تبادر إلى إصلاح آلياتها وخططها وطريقة عملها، فالعالم كفيل بجعلها تتغير، سيما وأن هناك من يتوقع أن تنقسم أمريكا إلى أكثر من كيان على عتبة جاراتها الجنوبيات الأكثر ميلاً للاستقلال وتشكيل كيان اقتصادي موحد.
عالم يتغير، وعلى الأرجح أننا نعيش مرحلة انتقالية ستقود إلى عالم أقطاب متعدد ومتشابك المصالح إلى الدرجة التي تجعل الجميع يتعايش مع جماعية المصالح. وسيكون ذلك أفضل بكثير من عالم القطب الواحد وسياسة القطب الواحد، وقد يتغير معنى الديمقراطية التي كانت حسب هوى الأقوياء، بغض النظر عن هوى الشارع الذي يفرضها.
ساحة النقاش