المشاكل الزوجية تؤثر على المرأة أكثر من الرجل بسبب تعقيد النظام الهرموني في جسدها، ولذلك يوصي العلماء بضرورة الاهتمام بالمرأة، وهذا ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم، لنقرأ....
دراسة أمريكية تؤكد أهمية الاستقرار النفسي للأزواج
يؤكد الباحثون أن الزواج غير السعيد يصيب المرأة بأضرار صحية عديدة، فقد قال علماء أمريكيون إن النساء أكثر عرضة للضرر والأذى البدني بسبب ضغوط الزواج وأعباء العلاقات الزوجية وتوتراتها. ووفقا لدراسة جديدة أعلنت عنها الجمعية الأميركية للأمراض النفسية والجسمية في شيكاغو، فإن النساء في منتصف العمر، وليس الرجال، أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية المرتبطة بالتعاسة الزوجية، مثل ارتفاع ضغط الدم والدهون الزائدة حول البطن، وغيرها من العوامل التي تعزز مخاطر الأزمات القلبية والسكري.
ويقول الدكتور نيسا غولدبيرغ طبيب القلب ومدير برنامج صحة المرأة في جامعة نيويورك: إن العلاقة الزوجية السيئة لا تؤثر فقط على السعادة بل على صحة الأزواج أيضاً. وفي الدراسة تابع باحثون، من جامعة يوتاه 276 من الأزواج لمعرفة ما إذا كان الاكتئاب هو السبب الحقيقي وراء كون الزواج التعيس مضرا بالصحة.
ووجد الباحثون أن العلاقات الزوجية التعيسة مضرة بالصحة، على الأقل بالنسبة للمرأة، إذ أن النساء في الزواج غير السعيد أكثر عرضة من غيرهن للاكتئاب، وأكثر استعداداً للإصابة بمتلازمة الأيض وهي مجموعة من عوامل خطرة ترفع ضغط الدم، وتتسبب في تدني مستويات الكولسترول، والبدانة في البطن، وارتفاع نسبة السكر في الدم.
وتبين للعلماء أن دماغ الرجل يعالج المعلومات بطريقة تختلف عن دماغ المرأة. حيث أن المناطق التي تنشط في دماغ الرجل تختلف عن تلك التي تنشط في دماغ المرأة، وذلك من أجل المؤثر نفسه. وهذا ما يجعل المرأة أكثر تأثراً بالزواج التعيس. ويؤكد العلماء أن النظام الهرموني في جسم المرأة أكثر تعقيداً من الرجل وأكثر تنوعاً، وإن النساء يقلقن على صحتهن أكثر من الرجل، وتبين بنتيجة الدراسة الجديدة أن النساء أكثر عرضة للتضرر من العلاقة الزوجية المتوترة أو التي تمر بأوقات صعبة. كما أظهرن أنهن أقرب للتعرض لعوارض صحية قد تقود لأمراض خطيرة. وعلى الرغم من أن الدراسة بيَّنت أن الرجال هم أيضاً يمرّون بحالات كآبة وإحباط، لكنهم ليسوا عرضة للأمراض كما هو حال النساء.
تبين لعلماء النفس أن الزوجات في الزيجات المتوترة يصبحن أكثر عرضة لعوارض صحية خطيرة مثل أمراض القلب والجلطات الدماغية والسكري. وفي المقابل تبين للباحثين أن الرجال في نفس العلاقة يتمتعون بمناعة أكبر وهم أقل انكشافاً أمام عوارض صحيَّة مماثلة. ولكن كثرة الجدل والخلاف والغضب، قد يتحول إلى عوارض صحية بدنية ونفسية سيئة للجنسين.
وتقول نانسي هنري الباحثة في علم النفس الإكلينيكي بجامعة يوتا: بالنسبة للرجال الذين يمرون بعلاقات زوجية تعيسة، لم نجد ما يربط تلك التعاسة بأمراض جسمية، ولكنها ارتبطت بأعراض اكتئاب فقط. إن هذه الدراسة لا تعني أن حصول المرأة على الطلاق في زواج تعيس من شأنه بالضرورة تحسين وضعها الصحي.
إنه لا يمكننا أن نقول للمرأة: اتركي زوجك وستكونين بخير.. فهناك الكثير من العوامل الأخرى التي تدخل في هذا الأمر.. منها العادات الصحية على مدى السنوات. حيث أن الغضب والشجار في الزيجات غير الناجحة يمكن أن يزيد من هرمونات التوتر، والتي ترتبط بمقاومة الأنسولين، ما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
و لذلك يحاول علماء الاجتماع وعلماء النفس أن يقدموا النصائح للرجال بأن يهتموا أكثر بالنساء، وذلك من أجل حياة زوجية سعيدة وأكثر صحة. ففي دراسات كثيرة تبيَّن أن الزواج المستقر والمليء بالرحمة والتعاطف، يؤدي إلى زيادة قدرة النظام المناعي لدى الزوجين ضد الأمراض.
ماذا عن الإسلام واهتمامه بالمرأة
أريد أن أتذكر معكم الأمر النبوي الكريم للرجال عندما خاطبهم بقوله: (استوصوا بالنساء خيراً)! انظروا إلى هذا النداء المفعم بالرحمة، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجال أن يهتموا بالنساء ويستوصوا بهم خيراً، لأنه يعلم أن المرأة أضعف من الرجل، وبالتالي تحتاج لاهتمام ورعاية أكبر. ونقول: أليس هذا ما يقوله العلماء اليوم؟!
وأريد أن أتذكر أيضاً آية عظيمة خاطب الله بها الرجال أيضاً، فقال لهم: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19]. فتأملوا هذا الأمر الإلهي لكل رجل، وذلك بأن يهتم بزوجته ولا يكرهها فقد يجعل الله فيها الخير الكثير في المستقبل... بالله عليكم: هل يمكن أن يصدر مثل هذا الكلام من رجل يصفونه بالإرهاب والتخلف والجهل!!!
ساحة النقاش