لا يقرر النجاح بحجم الدماغ ولكن بحجم التفكير، وقد اثبتت الحقائق التاريخية، ان حجم رصيد الانسان المادي، وسعادته وصحته يقررها حجم فكره الايجابي.
وبدون ان ندرك فإننا جميعا ثمرة وانتاج الفكر المحيط بنا، ويبدو أن كثيرا من هذا الفكر صغير الحجم وسلبي الاتجاه، كما ان حولنا بيئة تحاول جرنا إلى السلبية واليأس والاحباط، هذه البيئة من حولك تقول: أن مصيرك خارج قدرتك، لذا فانسى احلامك واهدافك والحياة الأفضل، استقيل واقعد بانتظار ما يجلب اليك القضاء والقدر.
يقول كارل ساندبيرج لا شيء يحدث إلا أن كان حلما أولا فعليك ان تدرك بأن ما يحد مما يمكنك أن تمتلكه وتحققه في حياتك هو حجم خيالك ومستوى الترامك لتحقيقه، لقد حان الوقت الآن لايقاظ العملاق والقوة الدافعة الكامنة في داخلك.
إذ ما أن تقرر ذلك حتى تجد أنه لن يكون هنالك ما يقف في وجهك في خلق وفرة ذهنية وعاطفية وبدنية ومادية وروحية بما يفوق الخيال والتصور، فخطوتك الأساسية إذا هي ان تطور لديك أهدافا أكبر وأكثر الهاما.
ان اهداف معظم الناس بسيطة تقتصر على "التغلب على امور حياتهم" فهم واقعون في فخ تحصيل قوت عيشهم بدلا من رسم وتصميم المعيشة التي يستحقونها.
ينبغي ان نتذكر ان لأهدافنا تأثيرا علينا، مهما كانت هذه الأهداف، فإن لم نعمل على زرع البذور التي نريدها في حديقة عقولنا الباطنة بوعي فإننا لن نحصل الا على الحشائش الطفيلية.
فالحشائش اوتوماتيكية، وانت لست تحتاج للعمل لكي تحصل عليها، فإذا كنا نريد اطلاق القدرات اللا محدودة الكامنة في داخلنا فإن علينا أن نجد اهدافا كبيرة وعظيمة بما فيه الكفاية ونزرعها في عقولنا الباطنة لكي تكون بمثابة تحد لنا وبحيث تحملنا هذه الأهداف الى ما وراء الحواجز التي تعترض طريقنا وإلى عالم من القدرات اللامحدودة، ولنتذكر أن ظروفنا الحالية لا تعكس طاقاتنا وقدراتنا النهائية، بل حجم ونوعية الأهداف التي نركز عليها حاليا.
إن المفتاح الاكثر أهمية لتحديد الأهداف هو أن تجد هدفا كبيرا بما فيه الكفاية بحيث يكون مصدر الهام لك وبحيث يدفعك لاطلاق العنان لكل قواك، وكما يقول دونالد كيرتس: "إننا ما واينما يكون لأننا كنا قد تخيلنا ذلك من قبل".
فتحديد الأهداف هو الخطوة الأساسية الأولى لتحويل غير المرئي إلى مرئي، وهذا هو سر كل نجاح في الحياة، ويمكنك أن تنحت وجودك الخاص بفعل الأفكار التي تستهدفها في كل لحظة من لحظات حياتك، فالأفكار الكامنة وراء أهدافك هي الخطة الأساسية التي تقود كل أفكارك.
هل لديك أهداف واضحة ومحددة لتحقيق النتائج التي تتوخى تحقيقها في حياتك من النواحي المادية. الجسدية، والروحية، ما الذي منعك حتى الآن من تحقيق ذلك بالنسبة لمعظم الأشخاص يبدو ان السبب يكمن في ذلك الخوف الكامن في العقل الباطن في خيبة الأمل، فالبعض حددوا أهداف لهم في الماضي ولكنهم اخفقوا في تحقيقها، ونتيجة لخيبة املهم وخوفهم من التعرض للألم من جديد فإنهم يتوقفون عن تحديد أهداف لهم جديدة، فهم لا يريدون أن تكون لديهم توقعات يكون مصيرها الفشل، كما أن اخرين يحددون أهدافهم ولكنهم يسيئون لأنفسهم حيث يربطون سعادتهم الشخصية كليا بقدرتهم على تحقيق تلك الأهداف التي قد تكون خارج نطاق سيطرتهم، أو لأنهم يفتقرون للمرونة التي تمكنهم من ملاحظة انهم، وهم يتحركون اتجاه أهدافهم، فإن هنالك أهدافا جليلة أكثر قيمة تتوفر حولهم.
إن الحياة تختبرنا باستمرار لتتحرى مستوى التزامنا، ومكافأة الحياة الكبرى تمنح لأولئك الذين يظهرون مثابرة والتزاما لا ينتهي بأن يظلو يعملون إلى أن يحققوا غايتهم وأهدافهم.
وعلى الرغم من أن الأهداف توفر لنا توجيها عظيما وسبيلا يمكننا من التركيز لكن علينا أن نجاهد باستمرار لكي نعيش كل يوم من أيام حياتنا حتى الاشباع وأن نقتصر كل المرح الذي نستطيع استخلاصه في كل لحظة تمربنا، وبدلا من قياس نجاحك أو فشلك في الحياة بمقياس قدرتك على تحقيق هدف محدد ووحيد. تذكر أن الاتجاه الذي تسير فيه أهم من النتائج المفردة التي تحققها فإذا تابعت طريقك في الاتجاه الصحيح فإنك قد لا تحقق الأهداف التي تتوخاها فقط بل أكثر منها بكثير.
ساحة النقاش