سواء كان فقدان وزن أو العمل على أن أصبح منظما أو كتابة رواية عظيمة أو أي شيء آخر، فالأمر هو دائما نفس الحكاية القديمة. أنا أعرف ما الذي يجب أن ينجز، وأقوم به لفترة من الوقت، ولكني لا أبذل الجهد والاهتمام لجعله يستمر. وتتضاءل دوافعي أكثر فأكثر وعاجلا أفقد الاهتمام بالأمر. أقول لنفسي بأنني لم أكن أريده أبدا، أو أنه في الحقيقة لا يستحق الجهد، ثم أستسلم. "ربما سأحاول مرة ثانية في وقت آخر." هي الجملة التي أتحايل بها على نفسي، كما فعلت عدة مرات في السابق. 

تنظر حولك على الناس الآخرين، وأنت معجب بهم لتماسكهم وثباتهم. كيف يحق السماء يستطيعون إخراج أنفسهم من السرير كل صباح للهرولة؟ هو السؤال الذي يشغلك باستمرار. وتتساءل ما إذا كان ينقصك مجرد الانضباط، وكأن ذلك هو سمة فطرية.

ولكن الانضباط ليس شيئا يولد معك؛ إنه مهارة تصقل. إنه يحتاج أكثر من مجرد عابرة أو رغبة تؤدي إلى القدرة على الانضباط. إن الانضباط هو مسألة تدريب العقل. عندما يقرع جرس المنبه في الصباح، وتسحب الغطاء فوق رأسك، فأنت تدرب عقلك على أن يكون مهملا. عندما تحتاج أن تنهي مهمة ولكنك تقرر ان تشاهد التلفاز قليلا لتسترخي، فإنك تدرب عقلك على أن يكون مهملا. وفي المساء عندما تقرر أن تأخذ حصة ثانية من الحلوى، حتى وإن كنت تعلم أنها يمكن أن تزعج معدتك، فإنك تدرب عقلك على أن يكون مهملا. بعدئذ، يأتي وقت عليك تقوم فيه باتباع حمية، ماذا يحدث؟ تقدم كما هائلا من التفسيرات بشأن لماذا يكون من الأفضل أن تتخلطى اليوم.

اجعل الانضباط لعبة. يعكس الانضباط عقلا صحيا. لا يمكنك أن تتوقع أن تصبح منضبطا فجأة.

إنه ليس شيئا يمكن تشغيله وإيقافه. الانضباط هو عضلة ذهنية. ويحتاج لأن يدرب بحيث أنك عندما تحتاجه يكون قويا. ضع نظام مكافأة/ عقوبة الذي يحفزك لتصل إلى مستوى التزامك، بصرف النظر عن ما هو السلوك. طوع مساعدة صديق أو شخص محب للتأكد أنك تصل إلى مستوى التزامك. إذا كان القفز خارج السرير في الصباح يعتبر صراعا بالنسبة لك، اتفقي مع زوجك سلفا إذا لم تنهضي من السرير خلال خمس دقائق من انطلاق جرس المنبه، فستأخذين حماما باردا في ذلك الصباح.

أعتقد أن "تجمد قطبي" واحد هو كل ما يحتاجه الأمر فإما أنك ستتعلمين بسرعة أن تقفزي من السرير في اللحظة التي يقرع فيها جرس المنبه أو ستتعلمين بسرعة أن تحبي الحمامات الباردة حتى الإنجماد، وهنا يحين الوقت لتجربة استراتيجية جديدة. وربما تكون عقوبتك التالية دفع دولار واحد في مرطبان البيتزا في كل مرة تفشلين فيها بالنهوض، ودعوة جميع موظفي المكتب على الغداء بمجرد أن تكوني قد جمعت ثمن ثلاث فطائر بيتزا ذات الحجم الكبير وبالأنشوجة.

(بالطبع، إذا فعلت ذلك بشكل متكرر، فربما ستصبحين محبوبة جدا بحيث لن يمانعوا إذا حضرت متأخرة!) اعملي على الجانب الآخر من السياج، أيضا، احصلي على تعهد من شريكك بأنك إذا نهضت في الوقت المحدد لمدة أسبوعين، على الأقل، يمكن لكليكما أن تمتعا نفسيكما بليلة رومانسية خارج المنزل. الفكرة هي كسر الروتين القديم ذاته واستفيدي من زرع الانضباط في نفسك لتضيفي نكهة إلى حياتك.

لا تستخدم الفشل كعذر للتخلي عن الانضباط، عد في الحال إلى الطريق الصحيح. الانضباط ليس شيئا خاصا بوقت واحد؛ فهو يتكون من جميع القرارات والأفعال، الكبيرة والصغيرة، التي تحدث على بشكل مستمر. لذا لا تتوقع أن تكون مثاليا. قد تتر الانضباط في بعض الأحيان ينزلق. ما يهم هو ما تفعله في النتائج: هل تصبح مثبطا وتعدل عن الأمر، أم تحاول إصلاح ما يمكن وتستمر؟

الانضباط هو السمة المنفردة الأكثر أهمية من أجل النجاح، لذا تأكد بأنك تحسنه بانتظام أيا كان شيء الذي تفعله،.

الانضباط هو، غالبا، مسألة تأكيد بأن لديك بنية مناسبة في حياتك. وضح وأعط أولويات كلما دعت الضرورة لذلك؛ وتجنب الشعور بالارتباك بأن تقرر ما هو الشيء الوحيد الذي يحتاج بالتأكيد لإنجازه اليوم ومركزا طاقاتك على ذلك. ولكن إذا كان يوجد أشياء أخرى يمكنك إنجازها اليوم، أيضا، فهذا أفضل، ولكن إذا لم تتمكن، فلا تعاقب نفسك. اجعل أولويتك رقم واحد هي الأساس الذي يدعم يومك كله وتصرف بناء على ذلك. وحالما يكون لديك هدف واضح في عقلك، بأقل ما يمكن من التشويش، فالانضباط عندئذ سهل.