المدير والقائد هو الشخصية المحورية في الإدارة والمؤسسة، هو العقل المفكر والمحرك للجميع، كما أنه النموذج القدوة لأفراد إدارته، وباستقامته يستقيم الأفراد ويستقيم العمل والإنتاج.
لذلك، فإن إعداد وتأهيل القادة والمديرين محل إهتمام كبير من المصلحين وأصحاب المؤسسات والمصالح المختلفة، ومن أهم جوانب إعداد وتأهيل القادة والمديرين البناء القيمي لشخصية المدير؛ حيث يمثل المزيح القيمي لشخصه.
وثقافة المدير تعد المصدر الأساسي لكل ما يصدر عنه من أفكار وقرارات وسلوكيات، ومن الثوابت التي جمع عليها علماء الإدارة والتربية هي الأصول الإدارية "القيمية" الخمسة والتي تتفرع عنها باقي القيم الفرعية.
ومن الثابت عملياً، أنه كلما تعمقت وتجذرت هذه الأصول في نفس المدير كلما كانت آثارها قوية عليه وعلى أدائه القيادي، وسبباً مباشراً في تحقيق النجاح له ولمؤسسته التي يديرها.
الأصل الأول: الحكمة "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً"، وتعني القدرة على الإستغلال الأمثل للموارد والطاقات المتاحة وبلوغ أفضل النتائج بأقل التكاليف في أسرع وقت ممكن، ويتفرع عن أصل الحكمة الإدارية قيم فرعية كثيرة:
- حسن التدبر.
- الكياسة.
- ثقابة الرأي.
- الموضوعية.
- إصابة الظن.
- الرؤية الإستراتيجية طويلة الأجل.
الأصل الثاني: الشجاعة وهي وسط ما بين التهور والجبن، وتتفرع عنها قيم فرعية منها:
- الشهامة والمروءة.
- كظم الغيظ.
- ضبط النفس.
- الوقار.
- التحمل والثبات.
- الكرم.
الأصل الثالث: العفة، وهي الكف عما لا يستحق له من منافع مادية ومعنوية مباشرة وغير مباشرة، وتتفرع عنها قيم فرعية:
- السخاء.
- القناعة.
- الصبر.
- الورع.
- التسامح.
- الإيثار.
الأصل الرابع: العدل، وهو الإنصاف بمعنى إعطاء الآخرين ما لهم وأخذ ما عليهم، وتتفرع عنه قيم فرعية:
- الإستقامة.
- المراقبة والمحاسبة.
- الإحسان.
- العفو.
- الشكر.
- التراحم.
الأصل الخامس: الصدق، وهو مطابقة السر في القلب والكلام على اللسان للواقع حسب اعتقاد المتكلم، وتتفرع عنه قيم فرعية:
- الإخلاص.
- الوفاء.
- الإحترام.
- حسن التواصل مع الآخرين.
- السلام.
في حقيقة الأمر هي أصول أخلاقية اجتمعت عليها الثقافات المختلفة على ضرورتها وأهميتها في شخصية القائد المدير، وبفقد أحدها ينتج الخلل الكبير ليس على المدير فحسب، بل على الأفراد والعمل ككل، وهو ما يستوجب أهمية مراجعة الذات كقادة ومديرين وجودة الإعداد والتأهيل لمديري المستقبل.
ساحة النقاش