يخرج الأب باكراً إلى العمل فلا يرى أبناءه، ويعود في المساء متأخراً فيجد أطفاله قد رقدوا، فلا يراهم ولا يرونه، وقد يحدث هذا كثيراً بحيث لا يرى أبناءه إلا في أيام العطل، ودائماً ما تكون أيام العطل فرصة أخرى للعمل ولجلب المال إلى الأطفال لتأمين حاجاتهم وتدليلهم بسبب ما يظنه هو أن تربية الطفل بصورة لائقة تحتاج إلى المال الوفير، وتلبية الرغبات الكثيرة.

إنّ هذه الطريقة خاطئة جداً، وهذا التفكير ليس فيه أي أثر إيجابي، بل هو ما يجعل الفجوة كبيرة بين الأولاد وآبائهم.

الأب يقول انّه لابدّ من العمل، لأنّ الظروف قاسية، وإرتفاع الأسعار يجعله مضطراً إلى العمل صباحاً ومساء.

الأب يا اخواتي ليس ممولاً للعائلة فقط، يدخل مساء إلى غرفة نومه، يعطي مصروفاً لأطفاله وزوجته ومتعلقيه، ثمّ يمضي وقد انتهت مهمته.

انّ علماء التربية يحذرون من هذا النمط من العيش الذي ينجب لنا في هذه الحالة ايتاما لكن مع وجود آبائهم على قيد الحياة.

أين يجد الطفل اليد الحانية التي تربت على كتفه وتقول له: أحسنت على هذه الدرجة؟، أين يجد الطفل القلب الذي يقول له أحبك، تعال إلى جنبي، أرني درجاتك، ماذا حصل لك في المدرسة هذا اليوم، ما هي الأسئلة التي طرحت عليك في درس الإجتماع، أو في العلوم أو...؟

عندما يغيب الأب تصبح مسؤولية تربية الأطفال في عنق الأُم التي هي بدورها مشغولة في التنظيف، أو الطبخ، أو التسوق، أو غير ذلك، وقد تكون موظفة تعمل خارج المنزل، وهذه هي الطامة الكبرى لجيلنا الجديد، إذ لا يجد الطفل حضناً يؤويه، ولا يداً تحميه، فهو يعيش على الغذاء المسخن، أو الأطعمة السريعة.

ومهما تفاعلت الأُم مع دورها فإن دور الأب يبقى شاغراً لأنّه ضروري وهام في حياة أبنائه.

إنّ وجود الأب قريباً من طفله موجهاً ومربياً ومحباً ضروري لينشأ الأطفال أسوياء بعيداً عن العقد وإشكاليات النمو المتعددة. والأُم لا تغني عن دور الأب، والطفل في العادة يستشعر غياب الأب ويفتقد وجوده. ومن هنا فإن دور الأب التربوي أساسي وجوهري، وأنّ الكثير من المشاكل التي يتعرض لها الأطفال هي بسبب غياب الأب وعدم رعايته لأطفاله، ولكن للأسف أنّ الكثير من هؤلاء الآباء يتصورون أن واجباتهم نحو أبنائهم تنحصر في رعايتهم مادياً، مع انّ الأطفال في حاجة ماسة إلى آبائهم نفسياً وإجتماعياً، أكثر من حاجتهم المادية إليهم، وإذا كان هذا النمط سيستمر من الآباء مع أبنائهم فما الفرق بين الطفل اليتيم وهذا الطفل صاحب الأب المشغول دائماً، هل هو توفير لقمة العيش,فهذه اللقمة يمكن أن تتوفر للطفل اليتيم أيضاً؟.

أيها الآباء اعطوا فرصة لأبنائكم للتحدث معكم...
كونوا معهم قبل أن يفرّوا من أيديكم، ويصبحوا أبناء الشوارع، لأن الذي يحتضنهم الآن هو الشارع الذي يعطيهم ما يشتهون من صنوف اللذات القاتلة، بل المميتة أحياناً..

اجعلوا في برنامجكم شيئاً اسمه المنزل، الطفل، الزوجة، الحنان، التربية...
فكروا مليا بهذه البراعم الغضة التي تحتاج إلى التسوية والتقويم قبل فوات الأوان، وقبل أن تستعصي فتصبح كالشجرة اليابسة التي لا يفيد معها التعديل.

المصدر: مقالات.. سلوى الخطيب
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 379 مشاهدة
نشرت فى 2 مايو 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

sesonsaso

صحيح فى من الكثير يفتقدون الاب وحنانه بسبب
الشغل الكثير
والاولاد كلهم يمليون الى الام اكثر.
ولكن الاب له دور كبير جدا فى التربيه

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,001,371