السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في الـ 17 من العمر ..
قبل سنة ونصف تعرفت على شاب مصادفة عن طريق الإنترنت..مازال حتى الآن يتواصل معي عن طريق رسائل البريد الإلكتروني.
أحببته، أعجبني تعامله معي، أعجبتني أيضاً طيبة قلبه، لا أعرف إلى ماذا ستؤول إليه هذه العلاقة، الآن محتارة من أمري .. أحتاج إلى توجيه وإرشاد ورأي سديد.. وجدتكم أهلاً لذلك.. فعرضت عليكم قصتي
**** **** **** *** *** ****** **** **** ****** ****
الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عادة ما تكون مثل هذه العلاقات عابرة، فهي تملأ الفراغ الذي يعيش الشباب وتلتقي مع ميولهم الطبيعية للجنس الآخر وتكون مجرد رغبة مؤقتة أو نزوة طارئة، وقد تمر هذه العلاقات بسلام، كأية علاقة صداقة بين فرد وآخر، من خلال تبادل الرأي والأخبار وأحياناً التشاور والنصيحة، ولكن قد تتطور لتشكل علاقة حب خصوصاً عند الفتيات اللاتي يرتبطن بشكل أسرع ويتصورن أن الشاب المتصل هو فارس الأحلام، في الوقت الذي يتعامل أكثر الأولاد مع هذه العلاقات بعدم جدية ولقضاء الوقت أو مجاراة الموضة أو الاشباع المؤقت لغريزة... دون أن يفكروا بعواقب تلك العلاقات وتأثيرها على حياة البنات واللاتي ربما عقدن الآمال عليها.
وغالباً ما تكون البنت هي الضحية لأنَّها تظل تتأمل وتتألم وتنتظر وقد ترفض هذا الخطيب أو ذاك، ولكن يفلت الولد من العلاقة، بل قد يكون الولد قد بنى علاقات متعددة مع عدة بنات، ويكلّم كلاً منهن لوقت ما وكأنّها صديقة العمر ورفيقة الحياة.
وليست الحالة مطلقة، فقد يكون التعارف النجيب بين شاب وشابة، سواء في المدرسة أو العمل، أو من خلال الإنترنيت وسيلة للتعرف وطريقاً للزواج وهذه سنة في الحياة، إذ يتعرف الرجل على إمرأة أو يسمع عنها، فيقدم عليها، متعرفاً وخاطباً، على سنّة الله ورسوله، وهذا ما يجب أن تتأكّد منه البنت لتعرف الغرض الذي يهدف إليه الولد من التعرف وتبادل الحديث... هل هو مجرّد حديث عادي كما هو معتاد بين زملاء العمل أو المدرسة.. أو وراءه أهداف أخرى صحيحة أم مغرضة؟
فإذا كان هدف الطرف الآخر سليماً وخيِّراً يمكن حينذاك التعامل معه بايجابية لغرض التفاهم المطلوب والمؤدي إلى الزواج، لا غير.
مع الأخذ بنظر الاعتبار، الظروف الاجتماعية والحياتية لكلا الطرفين، فالزواج مشروع حياة ولابدّ من توفر شرائطه.. نعم، يمكن توفيرها بالتعاون والتدريج إذا صحت النية وتوفر الانسجام المطلوب.
إذن، لا يمكن الخروج بحكم مطلق وفي جميع الحالات، ولكن ينبغي التعامل بحكمة وحذر، خصوصاً لمن في مثل سنّك، لتجنب الأخطاء، خصوصاً ما يغضب الرب ويجلب الندم.. ودمتم موفقين.
ساحة النقاش