السلام عليكم
قبل أن أبدأ بحديثي أحب أن أقول إني أم لولد وبنت (الولد 17 سنة والبنت 12). كنتُ دائماً أراقب أولادي وأحل كل مشاكلهم. لحد الآن لم أحس بأي مشكلة مع ابنتي ولكن مع الأسف قبل سنة ابني أتعبني كثيراً حيث إنه ذكي جداً ويدرس في المدرسة النموذجية وكل معدلاته جيدة جداً وكل المدرسين والطلاب يحبونه ولكن في السنة الأخيرة لدراسته يحس بإحباط شديد ويقول لماذا أدرس؟ يجب أن ألعب وألعب. كل حياته أصبحت لعباً. لا أعلم مَن المسبب؟ أصدقاء السوء أم أنا؟   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

**  **  **  ***  **  ***   **  ***   **  ***   **  ** **

الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ربما هذا الولد لم يستمتع في طفولته كثيراً بل عاش طفولته بجدية أكثر من اللازم ولذا يريد تعويضها الآن، وربما كانت ظروف التربية التي تلقاها متشددة وكان يرضخ لها لأنه طفل والآن بدأ بالتمرد.
وعلى أي حال فإن وضعه قابل للمعالجة خصوصاً مع تعاون الأبوين وتعاملهم الطيب معه ونقترح الخطوات التالية:
1 ـ يشعر الولد في هذا السن بالاستقلالية وحب الانفراد في تصرفاته، وهو شعور طبيعي يجب أن يقابل بالاحترام من قبل الوالدين لكسب ثقة الولد وارتياحها لهما وعدم احساسه بأنهما يزاحمان نموه ومشاعره.
2 ـ يتحول نمط تعامل الوالدين من الفوقية إلى التعامل الأفقي القائم على الصداقة مع الولد إذ هو أحوج ما يكون لها في مثل هذا العمر وإذا لم يجد الولد ـ وكذا البنت ـ الود والرفقة من والديه لجأ إلى البحث عن ذلك عند الآخرين. فحاولوا أن تكونوا له أصدقاء وقد يتطلب ذلك أحياناً المشاركة في اللعب معه أو الذهاب إلى السينما أو الحديقة وغيرها.
3 ـ إذا توفر مثل هذا الجو فإنه يستقبل منكم النصيحة ويستمع لكم أكثر، ولا تكون النصيحة على شكل اللوم والتقريع ولكن من خلال بحث المسائل في جو من (الديمقراطية) فاستمعوا إلى رأيه أولاً ثم ابدؤوا بالتعليق والتوجيه التدريجي وغير عمل ولا المكرر.
4 ـ ابحثوا المسائل معه بوضوح وبأدلة لايجاد قناعة عنده. لقد كان في السابق يدرس ويصلي طاعة لوالديه وتلبية لرغباتهما والآن يجب أن يدرس لاقتناعه بفائدة الدرس ويصلي تلبية لقلبه ونداء عقله. اجعلوه في موقع الاختيار والمسؤولية وأنه هو الذي يجب أن يحدد مستقبله وأنكم لا تريدون منه شيئاً لأنفسكم.
5 ـ ليكن كل ذلك تدريجياً وبهدوء وفي جو من الاحترام والثقة دون التشدد والإصرار الذي ربما يأتي بنتائج عكسية.
6 ـ توفير القناعات والدوافع المادية مفيد فلا بأس بتذكيره بأن الاستفادة من وقته وبذل الجهد سيوفر له ظروفاً مادية وفرصاً أفضل للتمتع بالحياة. كما يمكن أن تحفزوه الآن بمكافآت تشجيعية إذا أدى دروسه ولا يكون الأمر عنده سواء درس أم لم يدرس مع اشعاره دائماً بأن مودتكم كأبوين ثابتة ولكن تعاونكم المالي مع الأولاد ليس ثابتاً.  نتمنى لكم التوفيق.

المصدر: استشارات.. اجتماعي.. البلاغ
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 21/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 341 مشاهدة
نشرت فى 27 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,946,245