اسمي ه.ف آتياً إليكم راجياً حل مشكلتي التي هي أمي أنها تكاد تكون عائقاً بيني وبين زوجتي تريد الطلاق لنا. أمي على عداء مع أم زوجتي ونحن نحب بعضنا البعض حتى الموت وأريد حلاً له. الموضوع تحاول أمي بشتى الطرق بالسحر وانتشار الكلام المعاب بين الناس علينا حتى تطلقنا. تقول لي بلسانها مثل ما أبي طلقها وجعلها تعيسة في حياتها ستجعل حياتي وحيات اخواني مثلها تعيسة لا تريد السعادة لنا. بلسانها تقول نعم وإني أشهد بقولها. أرجوكم ارشدوني لا أريد أن أطلق زوجتي فأنا أحبها وهي تحبني وهي بنت عمي وأنا انسان مستقيم وعلى صلاتي مديم أرجوكم. ارشدوني أريد حلاً وأنا أحترم أمي كثيراً، لكنها لا يعجبها أي شيء وشكراً.

***  ***  *** ***   *****   ****   ****   ****  ****  ***  *****  *****

الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) (الانعام/164).
قضيتك قضية الكثيرين، حيث تختلط المفاهيم وتتلابس الأمور وتضيع الحدود، بين طاعة الوالدين والبر بهما، فالواجب على الانسان البالغ الرشيد، هو برّ الوالدين والإحسان إليهما، والبر والإحسان لا يعني الطاعة المطلقة فيما يأمران به وينهيان عنه، فقد يأمر أحدهما بالمنكر أو ينهى عن المعروف، فلا طاعة له في ذلك، مع المحافظة على التعامل معه بإحسان من احترام ولطف والبرّ به بالمال, والحال بحسب الإمكان.

ومعاملة زوجتك بالمعروف واجب شرعي لا يمكنك التخلف عنه، قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) (البقرة/228).

وقال رسول الله (ص): "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي", ولا يجب طاعة أمّك، بل يحرم عليك مسايرتها فيما تريد لأهلك من سوء، وعليك العمل دون تحقق ذلك، واحفظ بيتك من الخراب، ولا تجعله عرضة للأهواء، أياً كان مصدرها.

ولكن عليك العمل بحكمة والتصرف بلباقة، فاعط أمك حين تلقاها الودّ والاحترام وَصِلها بما يمكنك بالمال، بقدر المستطاع، وإن لم تحتج إلى ذلك، فبعض الهدايا من الملابس والحلويات حتى لا تحس بلوعة فراقك وتقر عيناً بك وتفرح بذلك.

ومن جهة أخرى، أعطيها (الأذن الطرشة) كما يقولون، فلا تصغ إليها مهما كلمتك عن زوجتك بسوء، وإنما دعها تتحدث ولا تجيب، واشغل نفسك وحول الحديث لأمر آخر، أو اعتذر بأن لك شغلاً تريد الذهاب إليه، فإن مثل تلك النساء قد يزددن غضباً وحقداً إذا رددتهن، فتشتعل الغيرة فيهنّ، وعلى أي حال لا تكثر الاختلاط معه، بل ليكن بحدود معقولة.

أما موضوع السحر، فلا تأبه له، فإنه حتى لو كان حقيقة، فهو ليس يضارك شيئاً، إن شاء الله، وادفع عنك ذلك بقراءة المعوذتين (سورة الفلق والناس) والتصدق.

والزم بيتك فأنت مسؤول عنه "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، ولا يجب على المرء أن يدفع ثمن أخطاء الآخرين، لذا عليك أن تجنب زوجتك وأولادك، حتى لا يعانوا مما عانى منه أبواك.
وعش سعيداً ببركة الله وحفظه

المصدر: استشارات.. اجتماعي.. البلاغ
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 1197 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,029,070