إن أنجح الطرق للوصول إلى التعاسة هو كتمانك إحساسك بالألم داخلك !
ولو كان هناك سراً للصحة النفسية فإن هذا السر هو : أخبر من جرحوك بأنهم قد جرحوك حينما يفعلون ذلك .
إن الألم المكبوت يتحول إلى غضب، إن هذا الغضب يساعدك في التعبير عن ألمك عن طريق شحن طاقتك كي تحمي نفسك ولكن عندما تكبح آلامك، فإنك تعيد توجيه هذا الغضب نحو ذاتك، إن مثل هذا الغضب الداخلي يسمى الإحساس بالذنب، إنه غضب لا غاية منه ولا هدف سوى توجيه تفكيرك نحو الإنتقام وشحذ رأسك بأفكار سيئة، وزعزعة ثقتك في ذاتك، حيث تبدأ بالشك في مدى صلاحك .
إن إخبارك لمن جرحك بمدى ما سببه لك من ألم قد ينطوي على بعض المخاطرة لأن هذا الشخص قد يكون من المقربين إليك.
ماذا لو أطلق عليك هذا الآخر أنك : "مفرط الحساسية " أو قال لك إن إحساسك بالألم لا يعنيه و لم يأخذ أحاسيسك على محمل الجد ؟
إذا لم يهتم الشخص الآخر بأحاسيسك فإنه لا يهتم بك أيضا!!
وكلما كنت أسرع في اكتشاف ذلك كان ذلك أفضل ، فلمَ تهدر مزيداً من الوقت معه؟!
ماذا لو قال لك الآخر أنه جرحك بدافع من الغضب لأنك جرحته قبل ذلك ؟ حينئذ يكون هذا هو الوقت المناسب لاكتشاف الحقيقة و تصفية الأجواء.
وماذا لو لم يتذكر هذا الشخص أنه قد جرحك أو أنكر ذلك أصلا؟
قد تكون تلك هي الحقيقة!! لأن معظم الناس لا يجرحون الآخرين عن عمد، كما أن الصمت الذي تغرق فيه تعبيرا عن ألمك قد يصعب على الآخرين إدراكه ، فتعقل.
إن تعبيرك عن الألم يضع أحيانا حبك أو أصدقائك على الحد الفاصل ، إنه دائما ما يختبر مدى حبك لنفسك.
عبر عن ألمك بأكثر الطرق بساطة، ومباشرة عندما تلحظه لأول مرة..
أخبر الآخر أنك قد جرحت، ولكن لا توضح غضبك أو تبادر بالهجوم عليه فإن ذلك لن يجدي نفعا بل سوف يجرح الشخص الآخر و الذي لن يستطيع حينئذ أن يستمع لك مما سيجعل الأمور أسوء!
أيا كان ما ستفعله إزاء ألمك فلا تجعله يستمر لفترة طويلة ..
إذا لم تستطع أن تعبر عن ألمك لشخص آخر فإنك إذاً لا تستطيع التعبير عن حبك له، فالغضب المتراكم يقف عائقاً في سبيل تدفق المشاعر الإيجابية..
إذا كنت تقدر حبك فأنت في حاجة إلى أن تعبر عن ألمك.
إن كبح الألم هو موت للحب.
إنني أظهر ألمي عندما يؤلمني الآخرون، لذا أستطيع أن أشعر بالحب لباقي الوقت..
ساحة النقاش