أن يكون المرء كريم النفس هو أن يعرف كيف يعطي. وبعض الأشخاص هم بطبيعتهم أكثر كرما من البعض الآخر. ويعود ذلك، بالنسبة للكثيرين، إلى العلاقة المتبادلة في مرحلة الطفولة، أي إلى نمط التبادل بين الطفل ووالديه.

فالشخص الراشد يعطي الآخرون كما أخذ وأعطى في علاقته بوالديه. فإذا كان الوالدان كريمين مع الطفل، من السهل عليه أن يكون كريما عند يكبر، حيث يشعر بالارتياح الفكري والنفسي ويكون لطيفا في علاقته بالآخرين.

وبالمقابل، فإن الطفل الذي لم يحصل على كفايته من الحب، من الصعب عليه فيما بعد أن يكون معطاء مع الآخرين. ويكون ذلك في حال لم يحظ الطفل باهتمام كاف من قبل والديه، مما كان يجعله على الدوام يتقدم إليهما بالكثير من المطالب، وذلك يجعله بالضرورة يواصل المطالبة في علاقته مع الآخرين فيما بعد.

فهو يطلب بدلا من أن يعطي. وإذا حدث له أن أعطى، فهو يعتبر أن هنالك ثمنا لما أعطاه، وغالبا ما يطلب من الآخرين أكثر بكثير مما أعطاهم. كما يكون ذلك في حال قلل الأبوان من شأن الطفل. مع هذا الصنف من الأهل، يشعر الطفل على الدوام بأنه ليس على المستوى المطلوب، وبأنه لا يتصرف مطلقا بالشكل الكافي لإرضائهما. وعندما يكبر، يشعر بأنه مجبر على أن يفعل الكثير من أجل الآخرين.

وغالبا ما يبالغ في خدمتهم أو يعجز عن فعل ذلك بالشكل المطلوب. كما أن إفراط الأبوين في محبة الطفل وحمايته يمكنه أن يؤدي أيضا إلى نتائج سلبية. فمع هذا الصنف من الأهل، يعتاد الطفل على أن يأخذ كل شيء، من دون أن يشعر بأنه مجبر على إعطاء أي شيء وفيما بعد، يتصرف مع الآخرين على طريقة الطفل المدلل، ويشعر بأن له الحق في الحصول على كل شيء، فيأخذ من دون أن يقدم شيئا.

أنت درة حقيقية. ولكن هل يعني ذلك أنك ذو طبيعة كريمة؟ أنت تعطي الكثير لأنك تملك الكثير. هل يعود ذلك إلى التربية التقليدية التي تلقيتها؟ هل زرع أبواك في قلبك الشهامة والنزاهة والإخلاص. أن أنك تميل إلى التضحية بذاتك وتفضل أن تعطي للآخرين بدلا من أن تعطي لنفسك؟ ذلك ليس مهما في الأساس، فالأساس هو أنك اليوم شخص كريم النفس بالنسبة للآخرين. يمكنك أن تضع نفسك في موقع الآخرين وأن تتأثر بشدة إزاء ما يشعرون به.

تلاحظ جيدا أمزجتهم وردود أفعالهم، لأنك دائما عطوف عليهم وغالبا ما تكترث بمشاكلهم. وبالتأكيد، فإن لك كالناس جميعا همومك مصاعبك، ولكنك تحاول على الدوام في علاقاتك أن تعتبر حملك أخف وزنا من أحمال الآخرين.
تتجنب الكلام الدائم بلا فائدة عن مشاكلك وعدم رضاك. وبالطبع، فإنك تمر أيضا بلحظات من الإحباط أو تعكر المزاج، ولكنك سرعان ما تتمالك نفسك لئلا يؤثر ذلك عليك ولتتمكن من مواصلة التصرف بلطف وصبر.

وبالنسبة للمحيطين بك وزوجتك وأصدقائك، فأنت دائم الانتباه لحاجاتهم ودائم الحرص على راحتهم المعنوية والجسدية. كما أنك دائم الجهوزية لتقديم المساعدة والنصيحة لزملائك في العمل ولأفراد أسرتك، حيث أنك تحسن الاستماع وتعرف كيف تكون حكما في التقريب بين الحساسيات أو المصالح المختلفة. كما أنك تعرف، في معظم الأحيان، كيف تضع الأمور في نصابها وكيف تساعد الآخرين عندما يكون ذلك ضروريا من دون أن تتخلى عن رغباتك الخاصة. ولكنك تميل أحيانا إلى الإجحاف بحق نفسك أكثر من اللزوم، عندما تقوم مثلا بإسداء العون لصديق أو لزميل على حساب مصالحك الخاصة، أو عندما تتنازل لشريك حياتك بالتخلي عما تريده أو ترغب فيه.

الأسرة: عليك أن تكون أكثر اهتماما بالتفكير بنفسك. فالكريم هو الذي يكون كريما مع نفسه، أولا. لا بد لك أن تكون مرتاحا لكي تتمكن من مواصلة العطاء. ولا تنسى مطلقا أن أجمل هدية يمكنك أن تقدمها إلى الذين تحبهم، هي أن تكون سعيدا قبل كل شيء.

شريك الحياة: لا تقم على الدوام بتمرير رغباتها قبل رغباتك. فإن ذلك يعني قيامها بالدور السيئ ويجعلها هي المسؤولة في حال افتقار علاقتكما إلى السعادة. وهكذا لا يمكنكما أن تكونا سعيدين بشكل كامل، إذ حتى لو كانت زوجتك رائعة، فإنه لا يمكنها أن تعرف أكثر منك ما هو جيد ومهم لكما معا.

الأصدقاء: لا تتصرف بشكل يسيء إلى مصالحك الخاصة، فذلك يجعلك تضمر الكره لأصدقائك. وهذا أمر معروف بين البشر حيث أننا نميل جميعا إلى المن على الآخرين بكل ما نفعله من أجلهم، ولكن ذلك يكلفنا الكثير.

العمل: خفف من إقبالك على العمل. إذ أنك عندما تعود الآخرين على الإفراط في إعتماد عليك بسبب استعدادك الدائم لخدمتهم، فإنك لا تقدم لهم بذلك خدمة حقيقية.

أنك لا تشجعهم على أن يبذلوا جهدهم وأن يتحملوا مسؤولياتهم.

المصدر: مقالات مهارات النجاح
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 283 مشاهدة
نشرت فى 17 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,026,378